احيا الفنان المتميز جلول الجلاصي حفلا مسرحيا موسيقيا على ركح فضاء الهواء الطلق بدار الثقافة بالقلعة الكبرى وذلك ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان "مرايا الفنون".
وقد استمتع الجمهور الحاضر بعروض فنية جمعت بين رفعة الآداء الغنائي ومتعة التقليد الناجح لأصوات الفنانين المتميزين اما بأصواتهم او آدائهم الاستثنائي مثل جورج وسوف ومحمد حسن وعلي الرياحي وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وغيرهم. وقدم جلول الجلاصي، او ملك التقليد كما يحلو للبعض تسميته، سلسلة من المشاهد التي قام خلالها بتجسيم بعض الخطابات والمواقف الطريفة لشخصيات وطنية على غرار الزعيم الحبيب بورقيبة – حيث تزامن الحفل مع ذكرى ميلاده – كما قام الفنان بآداء اغنية "يا حبيب تونس" التي تتغنى بالزعيم الراحل وخصاله وذلك لأول مرة منذ 1986.
كما تعرض الجلاصي اثناء الحفل الى مواقف لبعض الشخصيات الاخرى مثل الزعيم الراحل معمر القذافي والرئيس الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي والرئيس السابق زين العابدين بن علي كذلك.
المرحوم نجيب الخطاب كان من بين الشخصيات الرئيسية التي نجح الجلاصي في تقليدها بكل حرفية وثبات وقد أصر على تخصيص فقرة كاملة قلد خلالها أيضا بعض الشخصيات الفنية التي كان فقيد الشاشة التلفزية يستضيفها في برنامجه الشهير "لو سمحتم" على غرار لطفي بوشناق وقاسم كافي وغيرهم… جلول الجلاصي الذي يجمع بين جمال الصوت والقدرة الفائقة على تطويعه حسب الانماط الموسيقية المختلفة واتقان العزف على مختلف الآلات الموسيقية أهمها الناي، بحكم اشتغاله لسنوات طويلة صلب الفرقة الوطنية للإذاعة والتلفزة التونسية، أمتع وأقنع.
الجلاصي المعروف بحبه لفن الزمن الجميل أصر في ختام حفله على تقديم وصلة موسيقية جميلة لأغنية "ست الحبايب" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تفاعل معها الحاضرون بكل شغف خصوصا مع التميز الذي أبداه الفنان من خلال آدائه على آلة الناي.
تجدر الإشارة أن هذا العرض قد شهد إقبالا جماهيريا مقبولا عموما بالإضافة الى حضور وجوه اعلامية وثقافية وسياسية بارزة على غرار عضو مجلس نواب الشعب عن القلعة الكبرى ورجل الأعمال حافظ الزواري الذي تعد مؤسساته الاقتصادية أكبر راع للتظاهرات الثقافية في المدينة بل وتكاد تكون الوحيدة في ظل العزوف الغريب والمؤسف للعديد من الفاعلين الاقتصاديين في دعم العمل الثقافي في الجهة التي تحضى بمنطقة صناعية كبرى متعددة الأنشطة.
