ما خفي من “نكسة الأهلي”: الخيبات متواصلة رغم قيمة الإنفاقات.. انقسامات داخل حجرات الملابس.. والعارم يتهجم على البنزرتي

48 ساعة مرت على انسحاب الترجي الرياضي من سباق دوري الأبطال أمام "دابته السوداء" الأهلي المصري الذي بات غازيا لملعب رادس كلما تعلق الأمر بمواجهة الأحمر والأصفر في المسابقات القارية وهو الذي تمرس بإبعاده عن "البوديوم" في دوري الأبطال كما كأس "الكاف"..

وكما أشرنا إليه فإن الفريق المصري وبخلاف المرات السابقة فإنه لم يكن أفضل من ممثل كرة التونسية  ذلك أن الترجي الرياضي كان يمكن أن يتأهل ودون عناء وهو ما ضاعف من حسرة المكشخين حقيقة خصوصا أن كل شيء كان يؤشر لتألق تونسي..

في مقال سابق كنا تعرضنا للأخطاء الفنية والتكتيكية التي وقع فيها الإطار الفني بقيادة فوزي البنزرتي بالإضافة إلى الأخطاء الفردية التي ساهمت في الخيبة الترجية وانتهاء المغامرة القارية في مرحلة مبكرة ولكن الأسباب لم تكن عند هذا المستوى فقط بل هناك أخرى داخلية تكشف مدى الخلل في الفريق..

المـــدب وحيـــدا

لم يعرف تاريخ الترجي الرياضي أو أي فريق في تونس رئيسا بسخاء حمدي المدب فالرجل وفّر كل الاعتمادات المالية التي استحقها الفريق للقيام بالتعاقدات وأيضا لخلاص الأجور الضخمة ذلك أن الأحمر والأصفر هو الأكثر إنفاقا على لاعبيه وأكثر الأندية التزاما في خلاصهم..

المدب جازاه اللاعبون والإطار الفني بانسحاب مرّ من المسابقة التي ضحى بالكثير من أجل التتويج بها فكما يعلم الكثيرون فإن الألقاب المحلية تأتي في المقام الثاني بعد دوري أبطال إفريقيا فكل ما تم صرفه ليس بغرض الحصول على بطولة أو ثنائي في تونس بقدر ما هو مرتبط بالعودة من جديد إلى مونديال الأندية بعد الظفر بالأميرة الإفريقية طبعا..

رئيس الترجي وجد جزاء سنمار ليكون الوحيد الذي لم يبخل على الفريق وحتى قبل الجمهور الذي كان سببا لخسارة الأحمر والأصفر لبعض المباريات في كرة اليد مثلا أو في خسائر مالية بسبب حروب المجموعات والتي أدت مؤخرا إلى عقوبة "ويكلو" بثلاث مقابلات دون الحديث عن الخطايا المالية المصاحبة..

البنزرتي مرة أخرى

وبعيدا عن أخطاء فوزي البنزرتي التي أنهت الحلم القاري فإن هناك عدة معطيات برزت طيلة الفترة الماضية بشكل أزعج الكثيرين في محيط الفريق ذلك أن للفني العجوز خصال تفرده عن بقية المدربين..

فوزي يستعمل أسلوبا حادا دائما في تعاطيه مع اللاعبين وأحيانا ما يخرج الأمر عن السيطرة كصراعه مع الهداف الليبي محمد زعبية والذي انتهى بفسخ عقد اللاعب ورحيله عن مركب المرحوم حسان بلخوجة رغم أنه دفع الكثير لاستقدامه..

ولم يقتصر الأمر عند زعبية فالبنزرتي دخل في صراعات عديدة مع اللاعبين وآخرهم المباركي والمشاني والروج والفرجاني الذي وجه عبارات لا تليق تجاهه وثقت لها "الكاميرا" عند نهاية اللقاء أمام الأهلي المصري..

سلوكيات البنزرتي دائما ما كانت محل انتقاد ورغم ذلك دائما ما ظل فوزي المدرب الأبرز في تونس وتهافت الكبار عليه وسجله الغني بالألقاب كمدرب كبير يغنيان عن أيّ تعليق حتى لا يقال أننا بصدد التقليل من قدره..

بين التراوي وبن يونس 

لاقى تعيين عماد بن يونس صلب الإطار الفني لنادي باب سويقة عدة انتقادات خصوصا أن الفريق يضم كل من معين الشعباني ومجدي التراوي وكلاهما يملك الشهادات الضرورية والتجربة بخاصة معين الذي درب عدة فرق قبل أن يلبي نداء الواجب..

الانتقادات التي وجهت لبن يونس تتمثل في أنه لا يملك الشهادات الكافية بما أنه لم يحرز على الدرجة الثالثة في التدريب وبالتالي فإنه نظريا غير مؤهل للانتماء للإطار الفني للأحمر والأصفر وهناك تأكيدات تفيد بأن تعيينه جاء بإصرار من صديقه الذي ليس إلا ابن فوزي البنزرتي..

من جهة أخرى انتظر كثيرون أن يغادر مجدي التراوي الإطار الفني خصوصا أن التواصل بينه وبين فوزي البنزرتي صعب وأحيانا مفقود وقد تعزز هذا الموقف باستقدام بن يونس الذي قيل إنه سيأخذ مكان التراوي لكن يبدو أن "فيتو" المدب هو من أوقف هذا المخطط..

العارم يثور

شهدت حجرات ملابس الترجي الرياضي خروجا عن النص من الجميع تقريبا سواء لاعبين أو إطار فني أو مسؤولين لكن ما جد بين فوزي البنزرتي وعضو الهيئة المديرة وليد العارم هو الذي ظل محل حديث كثيرين..

وليد العارم تهجم على فوزي البنزرتي بشكل حاد حيث حمله مسؤولية انسحاب الفريق من سباق دوري الأبطال ولو لا تدخل بعض العقلاء لحدث ما لا يحمد عقباه..

فوزي غادر حجرات الملابس متأثرا وغاضبا خصوصا أن الجميع حمله لوحده مسؤولية الانسحاب وتهجم العارم عليه والألفاظ التي وجهها غليه الفرجاني ساسي وغيرها لم تكن لترضيه دون شك وهو ما يفسر رفضه الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام حتى التي لاحقته إلى غاية السيارة..

حلف "الروج" والفرجاني

هناك إجماع كبير في الترجي الرياضي وأيضا في الساحة الرياضية على أن الثنائي المتكون من الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف من أكثر اللاعبين انضباطا داخل وخارج الميادين وهما من بين الأسماء التي تحظى بتقدير مختلف الجماهير الرياضية لكن الحقيقة أنهما باتا بمثابة الصداع داخل الترجي حتى أنهما يمثلان "حلفا" في الفريق بات يزعج الكثيرين..

ثنائة "الروج" والفرجاني أزعجت أيضا الإطار الفني الذي دخل في صراع مع اللاعبين والبداية في البطولة العربية عندما تصاعد غضب فوزي البنزرتي على بن يوسف خاصة في نهائي البطولة العربية ومن قبلها أيضا تهجم ساسي على المساعد معين الشعباني..

وبعد البطولة العربية تحول "الروج" إلى ورقة احتياطية وأحيانا كبديل للفرجاني كما حدث أمام الأهلي ذهابا حيث لم يغفر له البنزرتي ما حدث أمام الفيصلي الأردني قبل أن يكون الصراع أخيرا بين الفرجاني والفني العجوز والذي انتهى بتحويل الفرجاني إلى لاعب بديل لأول مرة في مباراة قمة منذ توقيعه للأحمر والأصفر قبل سنة تقريبا..

نجومية اللاعبين وما يحصلان عليه شهريا يثير حساسية كبيرة داخل حجرات الملابس فيما بات واضحا أن هذه النجومية ألقت بظلالها على علاقتهما بالإطار الفني وقد تابع الكثيرون على المباشر ما تفوه به الفرجاني تجاه البنزرتي وهو ما بات يستوجب تدخلا عاجلا من المسؤولين لإعادة الأمور إلى نصابها..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.