مثلما كان منتظرا ومتوقعا كان مهمة الترجي الرياضي صعبة عند استقبال فريق صان داونز حامل اللقب بملعب رادس حيث وجد أبناء باب سويقة مشاكلا عديدة ومختلفة لفرض أسلوبهم ومباغتة الدفاع الجنوب إفريقي الذي كان يقظا في كل المحاولات وسدّ كل المنافذ المؤدية إلى مرماه لتنتهي المواجهة على تعادل سلبي يحافظ بفضله الترجيون على صدارتهم في طليعة المجموعة بنفس الفارق في النقاط وهذا هو الإيجابي في هذه المباراة رغم أن الترجي سبق أن عاد قبل أيام بانتصار من جنوب إفريقيا بالذات..
كان الشوط الأول طيبا من حيث النسق ولو أن الفرص السانحة للتهديف من هذا الجانب وذاك كانت غائبة طوال نصف ساعة نظرا للإنتشار المحكم للطرفين على الميدان وكذلك التفوق الواضح للمدافعين على المهاجمين وتأكدت بمرور الوقت صعوبة المباراة على الترجيين بحكم قيمة المنافس وقدرة لاعبيه على التحكم في الكرة..
وانتظرنا الدقيقة 34 لتسجيل اول فرصة خطيرة كانت لفائدة الضيوف على إثر هفوة فادحة من الفرجاني ساسي الذي اهدى كرة ذهبية لبيرسي طو الذي توغل داخل منطقة الجزاء وانفرد ببن شريفية الذي تألق وأنقذ الترجي الرياضي من هدف محقق.. هذه الفرصة كانت بداية المحاولات الخطيرة من الجانبين بداية بالعملية الفردية التي قادها أنطوني لافور في الدقيقة 35 وتوغل بفضلها في دفاع الترجيين لكن تسديدته الأخيرة مرت جانبية…
محاولتان خطيرتان في ظرف دقيقة واحدة أشعرتا أبناء باب سويقة يالخطر مما أجبرهم على رد الفعل فجاءت الفرصة الترجية الأولى السانحة للتهديف بعد توغل من شمام وتوزيعة ممتازة لبن يوسف الذي سدد كرة رأسية تصدى لها حارس المرمى بمهارة وذلك في الدقيقة 40 لتليها بعد دقيقة واحدة تسديدة ارضية قوية من الشعلالي حوّلها الحارس إلى الركنية لتشهد الدقائق الأخيرة من هذا الشوط ضغطا هجوميا ترجيا كاد أن يحدث به الشعلالي ثم الخنيسي الفارق لكن غياب الدقة في اللمسة الأخيرة منعهما من الوصول إلى شباك ممثل الكرة الجنوب إفريقية ، وعلى نتيجة التعادل السلبي انتهت هذه الفترة الأولى التي كان فيها اللعب متعادلا بين فريقين محترمين يملكان كل الإمكانيات التي تسمح لهم بالذهاب بعيدا في هذه المسابقة في حالة تأهلهما طبعا إلى الأدوار القادمة.
في الشوط الثاني حاول كل فريق التحكم في وسط الميدان والسيطرة على هذه المنطقة لفرض أسلوبه ولاحظنا تغييرا في تمركز البدري وبن يوسف اللذين دخلا إلى الوسط أكثر لإحداث التفوق العددي أمام منافس محترم جدا وصعب المراس وسريع في التنقل من الدفاع إلى الهجوم حيث شكلت هجوماته المرتدة بعد الخطر على مرمى بن شريفية الذي اضطر إلى التدخل في بعض المناسبات لإبعاد الخطر فيما غابت الدقة على اللمسة الأخيرة في محاولات الترجي الرياضي ومرت كل التسديدات جانبية رغم الموقع المناسب للمصوّبين هذا فضلا عن الفشل الذريع الذي رافق اللاعبين في الكرات الثابتة وهو السلاح الذي يمكن أن يصنع الفارق في مثل هذه اللقاءات لكن ابناء باب سويقة لم يستغلوه رغم تعدد المخالفات والركنيات…
وبمرور الوقت على نتيجة التعادل كانت مهمة الترجيين تزداد صعوبة وتعقيدا خصوصا وأن الفريق الجنوب إفريقي يملك إمكانيات هجومية محترمة وخطير جدا في المرتدات…
في ظل هذه الصعوبات كان المدرب فوزي البنزرتي مجبرا على إيجاد الحلول البديلة فكان لإقحام الجلاصي مكان البدري للتحكم في وسط الميدان ومحاولة فرض اللعب والبحث عن الثغرة في دفاع المنافس خصوصا وأن المهاجمين لم يكونوا في أفضل حالاتهم لتنتهي المقابلة على نتيجة التعادل الذي يعتبر طيبا وإيجابيا للأحمر والأصفر بحكم ترتيبه في المجموعة الثالثة.
الملعب الأولمبي برادس – جمهور غفير يقدر ب30 ألف متفرج – طاقم تحكيم من بورندي يتركب من تيري نكورونزيزا ويساعده كل من غوستاف باغوما وهيرفي كاكونزي
الترجي الرياضي:
معز بن شريفية –إيهاب المباركي – خليل شمام – منتصر الطالبي – علي المشاني – فوسيني كوليبالي – غيلان الشعلالي – الفرجاني ساسي – أنيس البدري ( الياس الجلاصي ) – طه ياسين الخنيسي – فخر الدين بن يوسف
صان داونز:
دونيس أويانغو – تيبوغو لنغرمان – لومفو كيكانا – سيبوسيو فيلازاكي – تيمبا زوان – أنال نكونغا – بيرسي طو – موجيكا ماديشا – كراهير زاكري – أنطوني لافور – بنغالي سوماهورو
