طرائف من الدربي: “حارة” و20 دقيقة “تنبيرة المكشخين”.. الخويني وحمزة يستذكران “الهربة” بين الشوطين

يبقى "دربي العاصمة" بين الجارين الترجي الرياضي والنادي الإفريقي أحد أعرق المباريات التونسية على الإطلاق حيث علاوة عن كونهما الأكثر تتويجا محليا فإن الغريمان التقليديان يحوزان أكبر قاعدتين جماهيريتين في تونس والتنافس بينهما يحمل أبعادا كثيرة ناهيك أن مقريهما غير متباعدين بين "ربطي" باب الجديد وباب سويقة..

مباراة الأجوار تحفل بصفحات مثيرة وطرائف قد لا يسمح المجال بتعداد جميعها لكننا سنحاول في هذا المقال السعي إلى النبش في تاريخ مباراتين تمثلان مصدر تندر الأحباء في الجانبين الأول تتعلق بمواجهة موسم 1995 والتي حسمها الترجي الرياضي برباعية نظيفة والثانية تخص مواجهة موسم 1970 التي انتصر فيها النادي الإفريقي بهدف لصفر..

ورغم أن نادي باب سويقة قد انتصر بعدة رباعيات في الدربي إلا أن مواجهة موسم 1995 تعد الأكثر شهرة وترددا بين أنصار نادي باب سويقة خصوصا أن الصور ومقاطع الفيديو التي توثقها متوفرة على شبكة الانترنت وبمواقع التواصل الاجتماعي..

وتستمد رباعية مواجهة 1995 شعبيتها من اضطرار الحكم فتحي بوستة إلى إيقافها في الدقيقة 72 بعد إقصاء 4 لاعبين من النادي الإفريقي هم محرز بن علي وسمير السليمي مع نهاية الشوط الأول ولطفي المحايصي و(المرحوم) محمد الحمروني خلال الشوط الثاني..

المباراة شهدت تسجيل هدفين للترجي الرياضي خلال الفترة الأولى عبر (المرحوم) الهادي بالرخيصة في الدقيقة 11 ثم العيادي الحمروني في الدقيقة 45 ومثلهما في الفترة الثانية عبر "بلها" (صاحب الثنائية) في الدقيقة 53 وطارق ثابت في الدقيقة 65..

نقطة التحول في المقابلة كانت الهدف الثاني الذي كلف محرز بن علي الإقصاء بعد تدخل على عبد القادر بلحسن ليتم استبعاد سمير السليمي أيضا بعد احتجاجه على إقصاء زميله ليدخل الإفريقي إلى حجرات الملابس منقوصا من لاعبين..

الفترة الثانية عرفت اقصاء لطفي المحايصي بعد الهدف الرابع ليقوم الإفريقي بتغيير سامي النصري بالمرحوم محمد الحمروني الذي تكفل بالحصول على ورقة حمراء رابعة وهو ما تم في غضون دقائق قليلة أنذره فيها بوستة في مناسبتين ليتم استبعاده وإيقاف المقابلة..

وتنص القوانين على إيقاف المباريات في حال خروج 4 لاعبين بالورقة الحمراء وهو ما يفسر اضطرار فتحي بوستة إلى إعلان نهايتها قبل 18 دقيقة من النهاية ليتم إطلاق تسمية "دربي الهربة" من قبل انصار الترجي الرياضي وذلك في مناكفاتهم مع جماهير الجار النادي الإفريقي..

على الجانب الآخر يستذكر أنصار نادي باب الجديد حادثة مماثلة بعض الشيء حيث أكد مراد حمزة اللاعب الدولي السابق للنادي الإفريقي (خال طبيب الترجي الحالي الدكتور ياسين بن أحمد) في تصريح لـ"حقائق أون لاين" ان لاعبي الترجي الرياضي سبق أن هربوا من مواجهة الأحمر والأبيض بين الشوطين وذلك في موسم 1970..

حمزة يعود بذاكرته إلى 47 سنة تقريبا ليؤكد أن الإفريقي في ذلك الوقت كان أقوى بكثير من الترجي وأنه كان قادرا على هزمه بنتيجة عريضة لو استمر الجار في اللعب وخاض الشوط الثاني..

ويشير مراد حمزة -أول مدير رياضي في تاريخ الكرة التونسية- إلى أن لاعبي الترجي رفضوا العودة بسبب احتجاجهم على ركنية تحصل عليها الإفريقي وسجل منها هدفه الأول في الدقيقة 41 ليقرروا لاحقا إيقاف المباراة..

مراد ختم تصريحه إلينا بالإشارة إلى أن المباراة التي أدارها الحكم التوهامي -رابطة بنزرت- تم إيقافها بعد الاتفاق بين مسؤولي الناديين بحضور كاتب الدولة للرياضة -حينها لم تكن هناك وزارة للرياضة- منذر بن عمار لتتم إعادتها بتحكيم مغربي ويجدد الإفريقي فوزه والطريف أن صاحب هدف مباراة "الهربة" هو المنصف الخويني والذي كان أيضا صاحب هدف الفوز في المباراة المعادة..

وحتى نبحثعن تفاصيل أخرى اتصلنا بالمنصف الخويني لنعود معه إلى المقابلة الشهيرة لسنة 1970 فأكد في تصريح خاص لـ"حقائق أون لاين" أن لاعبي الترجي الرياضي رفضوا العودة إلى الملعب احتجاجا على الركنية التي سجل منها هو هدف الإفريقي..

ويشدد الخويني على أن الركنية التي تحصل عليها "هداف الدربيات بتسعة أهداف" حسن بعيو لم تكن صحيحة فحارس الترجي الرياضي لم يلمس الكرة عندما سددها بعيو..

الخويني ختم حديثه إلينا بالإشارة إلى أن الإفريقي كان في أفضل حالاته حينها وهو ما مكنه من تكرار انتصاره على الجار الترجي الرياضي بهدف لصفر وهي نفس نتيجة المقابلة التي توقفت وحمل الهدف كذلك نفس التوقيع..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.