بين تهديدات حرب الشوارع وتونس الأرخبيل: واقع كروي عليل.. ودولة “بلا حيل”

ارتفع منسوب التوتّر في الساحة الرياضية خلال الفترة الأخيرة بشكل بات ينذر بكارثة فلا يمر أسبوع دون حوادث أو تجاوزات لم تستثن أي رابطة أو جهة..

تسارع الأحداث فرض متابعة إعلامية لآخر المستجدات ليكون النادي الرياضي الصفاقسي "الطبق الأدسم" باعتبار ما لحق بالفريق من عقوبات قد تتجاوز حدود منع رئيسه المنصف خماخم من ممارسة أيّ نشاط رياضيّ إلى خصم 3 نقاط من رصيده وتحويلها إلى النجم الرياضي الساحلي الذي مر بإثارته إلى اللجنة الوطنية للاستئناف بعد أن رفضها مكتب الرابطة..

وبعد نزول المنصف خماخم ضيفا على الأحد الرياضي في حصة تركت تعاليق شتى خصوصا في جهة الساحل قبل أن تنزل هيئة الفريق بثقلها لتعلن مقاطعة البرنامج بعد اتهامات لمقدمه بتبييض رئيس "السي أس أس" من "واقعة النقر".. بعد خماخم جاء الدور على شفيق الجراية ليكون ضيف "التاسعة سبور" ليلة الاثنين الماضي في نفس اليوم الذي شهد زيارته لوزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني ضمن "جلسة ندائية خالصة" ضمت نائبا عن الحزب الحاكم (المنصف السلامي) والممول الأول للحزب (شفيق الجراية) وأحد مرشحي النداء للانتخابات البلدية (المنصف خماخم) دون نسيان أن الوزيرة ندائية الهوى والانتماء..

مرور الجراية لم يكن عاديا فالرجل سليط لسان ولا يقيم اعتبارا لأي مقام لذلك جاء جانب من تصريحاته مثيرا وملتهبا وتعليقه على اتهام خماخم بمفاحشة الحكم المساعد في لقاء الكلاسيكو يكفي مؤونة التعليق..

شفيق الذي لا يخجل من ماضيه كـ"براوطي" ولا ينكر ضعف مستواه التعليمي خانه انفلات لسانه ليقع ضحية "قناصة" المواقع الاجتماعية الذين انقضوا على تصريحه الذي قال فيه أن تونس ما هي إلا "أرخبيل" (مجموعة جزر) ليكون فاكهة الفضاء الاجتماعي ومصدرا للتندر..

وبعد وصلة شفيق الجراية المثيرة قفز إلى هاتف التاسعة في غفلة من الجميع "غيهب" من بن قردان يدعى أيمن شندول فإذا به ينخرط في عزف منفرد "شنّف" الآذان وزاد من عمق الأحزان على واقع كروي غارق في الأدران..

"الغيهب" قدم نفسه على أنه نائب رئيس اتحاد بن قردان فتحدث وأرعد وأزبد مهددا بحرب شوارع في بن قردان في صورة المس من رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وابن مدينته وديع الجريء في واحدة من أفضع التصريحات هذا الموسم خصوصا أنها تمثل تهديدا صريحا للسلم الاجتماعية في المدينة الصامدة..

وبين وصلة الجراية ومهزلة شندول ازداد المشهد قتامة وسط صمت مطبق من سلطة الإشراف أو من النيابة العمومية فالتلويح بحرب شوارع في بن قردان يعد تجاوزا خطيرا لكنه مر مرور الكرام..

ولئن لا يملك الجراية أية صفة تربطه بالسي أس أس فإن ما أدلى به شندول موجب للعقاب لو أن الجامعة التونسية لكرة القدم كانت فعلا محايدة وتشتغل فقط من أجل المصلحة العامة ولكن الجريء لا يمكن يوما أن يعاقب من ينتصر له حتى وإن تجاوز كل الخطوط الحمراء كما فعل شندول ومن قبله الحكام المناشدون..

ولأن انتظار تحرك من الجامعة لإعادة الأمور إلى نصابها ووضع حد لحمّى التصريحات النارية أمر شبه مستحيل.. يتساءل الكثيرون أين الدولة مما يحدث ومما بات يهدد السلم الاجتماعية؟.. لكن كما يقال "أسمعت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي"..

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.