بشيرة بن مراد: الرائدة التي لم تنل حظها في الحياة و بعد الممات

بشيرة بن مراد هي تلك المرأة التي عُرفت برائدة الحركة النسائية في تونس حيث أعطت أولى إشارات الانطلاق الفعلي للحراك النسائي من خلال تأسيس الاتحاد النسائي الاسلامي سنة 1936، والذي ساهم في تعليم المرأة وتحريرها من قيودها ومواجهة الجهل والفقر ومكافحة الاستعمار.
وكان الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة قد نعتها في فترة ما بـ"أم تونس"، قبل أن يقصيها من الساحة السياسية بسبب خطابها الشهير عام 1955 بمعهد "كارنو" والذي نادت فيه بالمساواة بين المرأة والرجل في السياسة خشية أن تخطف منه هذه الشخصية الأنظار . و قد قرر تأسيس الاتحاد النسائي الاسلامي التونسي لضرب الاتحاد الذي أسسته بن مراد ومن حينها لم تعد هذه الرائدة موجودة إذ تم عزلها تماما عن الساحة.
بشيرة بن مراد التي عاشت تناضل في سبيل العلم عموما وتعليم المرأة خاصة، تلك التي ساهمت في استقلال تونس وتعليم أبنائها، ماتت مقهورة منسية بسبب تعمد بورقيبة ومن عملوا معه وحتى بعده، تجاهلها ومحو دورها الريادي في القرن الماضي. ورغم الوعود التي تلقتها من قبل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالحصول على منزل وراتب شهري محترم عندما وسّمها سنة 1989، إلا أنها أكملت بقية حياتها إلى حين وفاتها في أكتوبر 1993 في وكالة دار الباي الواقعة في منطقة حمام الأنف بتونس العاصمة ولم يتحقق شيء من تلك الوعود.
تكريم بسيط لمسيرة ضخمة
قررت أخيرا مجموعة من الشخصيات المقربة من الرائدة بشيرة بن مراد بمشاركة عدد هام من الجمعيات النسائية والمنظمات الوطنية ونخبة من الفنانين تنظيم مئوية لهذه المناضلة وذلك يوم الأحد غرة ديسمبر 2013، بهدف تكريمها ورد ولو جزء صغير من جميلها على المرأة التونسية والبلاد عموما وحتى مساعدة طلبة المغرب العربي الموجودين في المهجر على مواجهة نفقات الدراسة والإقامة في فرنسا.
وتضم هذه المجموعة كل من مدير جامعة مديري الصحف الطيب الزهار والاعلامي منصف بن مراد والمناضل عبد الحق الأسود الذي كان صاحب بادرة المئوية، إلى جانب الممثل رؤوف بن عمر والاعلامية سيدة القايد إلى جانب العديد من الشخصيات الأخرى.
وأكد منسق هذه المجموعة الطيب الزهار في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2013، أن المئوية التي ستلتئم يوم 1 ديسمبر بالمسرح البلدي بالعاصمة وستنطلق ابتداءا من الساعة الرابعة عصرا، ستشمل توزيع الكتاب الخاص بالرائدة بشيرة بن مراد مجانا على الحضور، إلى جانب معرض صور فوتوغرافية خاصة بها، علاوة على الاستماع لشهادات حية من شخصيات واكبت عصرها، بالإضافة إلى عرض فني ستشارك فيه الفنانات منى نور الدين ووجيهة الجندوبي وسنية مبارك، كما ستقوم الناشطة الجمعياتية آمنة منيف بعرض الجزء الخاص ببشيرة بن مراد من فيلمها الوثائقي حول وضع المرأة التونسية اليوم "فاطمة 75".
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.