في خطوة تعد سابقة في تاريخ المنتخب وربما أيضا المنتخبات في العالم سيعلن الناخب الوطني هنري كاسبارجاك عن قائمة النسور التي ستواجه بطل إفريقيا الكاميرون وديا يوم 24 مارس الجاري بالمنستير عبر قناة التاسعة في برنامج الثامنة مساء لسهر الخميس..
ودون المس من "قناة التاسعة" التي جاءها صيد ثمين على طبق من ذهب فإن قرار الجامعة بالإعلان عن القائمة عبر قناة تلفزية كان غريبا بل يمكن وصفه بالتصرف الصبياني الذي لا يليق بالهيكل المشرف على الكرة التونسية..
وديع الجريء وبعد انتقادات الإعلاميين له على خلفية تدخله المشين في الخط التحريري لبرنامج الأحد الرياضي اختار أن يرد بطريقته الخاصة فحرم الجميع من ندوة صحفية تناقش فيها اختيارات الإطار الفني وكأن المنتخب ضيعته الخاصة يتصرف فيها على هواه..
الجريء وبعد أن أشعل الحرب في الساحة الرياضية وبث الفتنة بين جهتي الساحل وصفاقس ثم أخيرا بين صفاقس وقابس يبدو أنه يسعى إلى خلق فتنة جديدة بين وسائل الإعلام فيما بينها فاختياره لقناة التاسعة لإعلان قائمة المنتخب تعلة سخيفة تعكس طينة الرجل..
اختيار التاسعة لإعلان القائمة كان واضحا أنه للرد على التلفزة الوطنية وهي خطوة رام من خلالها تأليب القنوات التلفزية على بعضها ليكون هو المستفيد الأبرز باعتبار أن سياسته منذ صعوده على رأس الجامعة في 2012 كانت قائمة على إحداث الخلافات وزرع الفرقة في المشهد الرياضي ليصرف الأنظار عما يهندسه في كواليس لعبة الساحرة المستديرة..
وربما لأن تجربتنا في الإعلام الرياضي تعد قصيرة فقد بحثنا في ذاكرة زملاء يفوقوننا سنا وتجربة عن سيناريو مماثل محليا أو دوليا فلم نعثر عما بحثنا عنه وهو ما زاد في قناعاتنا بأن الرجل قد استبدت به "الأنا" خاصته ليقيم الحرب بين القنوات التلفزية..
وبالمحصلة يبدو أن رئيس الجامعة الذي يعيش عزلة غير مسبوقة في الساحة الرياضية وهو الذي خسر مشروعيته الأخلاقية قد قرر إعلانها حربا بلا هوادة في كل الاتجاهات واتهاماته الأخيرة لمحرز بوصيان الذي خلف نفسه على رأس اللجنة الأولمبية تؤكد أن صراعهما لا يزال مستمرا كما أن خلافه مع الصفاقسية لم يعرف نهايته بعد قبل أن يدخل حربا جديدا مع وسائل الإعلام.. فهل هذا رئيس جامعة أم وزير حرب؟
