النادي الصفاقسي: الهيئة تتمسك بالإطار الفني.. بابا ماليك ينسحب في صمت.. وغضب جماهيري كبير

خذل النادي الرياضي الصفاقسي انصاره الذين توافدوا بكثافة على ملعب الطيب المهيري لمؤازرته في مقابلته مع الفتح الرباطي المغربي.. خذلهم في مقابلة كان شعارها الانتصار وبفارق أكثر من هدف للعبور إلى الدور نصف النهائي من كاس الكنفدرالية التي يعتبر فارسها الأبرز.. خذلهم أمام منافس كانوا مطالبين بإزاحته من السباق للثار من الخسارة التي كبدهم إياها في ملعب الطيب المهيري قبل 7 سنوات وتحديدا ديسمبر 2010 في نهائي تلك المسابقة القارية..

نعم خسر النادي الصفاقسي اللقاء بركلات الترجيح بعد ان كان اكتفى في الوقت القانوني من المباراة بهدف يتيم من ضربة جزاء بتوقيع كريم العواضي.. خسر مع ان كل المتابعين والملاحظين والفنيين أشاروا إلى انه من المهم الفوز بأكثر من هدف لتفادي ركلات الحظ كما أشاروا الى انه مطلوب التسلح بالروح الانتصارية والعزيمة والرغبة الجامحة في الفوز  من اجل الإطاحة بالفتح الرباطي المغربي في الوقت القانوني ومن اجل تفادي الشراك الدفاعية التي يتقنها بدهاء مدرب الفتح وليد الركراكي..

خسر الفريق كل ذلك بعد ان خسر ذهنيا التعامل مع المقابلة وخسر المدرب تكتيكيا في اعداد المجموعة وفي اعداد الرسوم المثلى وخسر الاستغلال الامثل لورقة التعويضات ولم يجتهد بما فيه الكفاية للتعامل مع "القماش المتوفر"..

من هنا كان الانسحاب مرا في طعم الحنظل امام منافس فعلها لثاني مرة مع النادي الصفاقسي في ملعب الطيب المهيري بما يمكن أن يحوله إلى دابة سوداء وكأداء للأبيض والأسود..

الجمهور أبرز لاعب في الميدان  

لا نبالغ إذا ما قلنا ان ابرز لاعب فوق الميدان كان جمهور "الغالية" وجمهور الفيراج من خلال الدخلة ومن خلال الاقبال باعداد كبيرة وفق طاقة الاستيعاب المقررة ومن خلال التشجيع والاهازيج قبل لمباراة واثناءها وهو جمهور لم يكن يستحق الخذلان وهو الذي دفع باقصى قوته عزائم اللاعبين محفزا اياهم على البذل والعطاء ولكن العقول لم  تدفع الاقدام الى الاقبال على العطاء باكثر..

"القرينتا" توفرت عند الجمهور ولم تتوفر بالحد الادنى المقبول عند معظم اللاعبين.. فعل الجمهور كل ما باستطاعته واكثر ولم يجد التجاوب الكافي من الاطار الفني واللاعبين.. هذا الجمهور تفتقده عديد الاندية بما فيها فريق الفتح لانه يعطي بسخاء ويساند بلا هوادة ومن سوء الحظ انه وجد من الفريق جزاء سنمار..

المقابلة "كبرت" على اللاعبين   

يمكن القول ان مهمة النادي الصفاقسي امام الفتح الرباطي المغربي لم تكن بالصعوبة التي يتصورها البعض خصوصا بعد النجاح في التهديف منذ الدقيقة 21 من ضربة جزاء في الدقيقة 21 بواسطة كريم العواضي.. التوقيت المبكر للهدف كان يحفز ويغري المحليين في ظل الدعم والمؤازرة القوية من جمهور السي اس اس بان يفعلها اللاعبون ويمروا بهجوماتهم الى السرعة القصوى واعادة سيناريو الجولة لسادسة من دوري مجموعات الكنفدرلية هذه السنة مع مولودية العاصمة.. لكن اللاعبين مروا بجانب الحدث وكأن المقابلة "كبرت عليهم" وهذا يعني ان التحضير النفسي والذهني من جانب المشرفين على الفرع ومن جانب الاطار الفني كان فاترا  ولذلك وجدنا ان اداء المجموعة كان مخيبا للامال بهشاشة كبيرة في التعامل مع مجريات اللقاء وبعجز عن تخطي الفخاخ التكتيكية للمدرب وليد الركراكي..

للمفارقة لاحظنا كيف ان لاعبي الفتح الرباطي المغربي كانوا يتمتعون بالروح الانتصارية العالية وكانوا حاضرين بشكل جيد للتعاطي مع اطوار اللقاء واعطوا بلا حساب وفي اطار العمل الجماعي وهو ما مكنهم من احتواء عمليات المحليين في وقت كان فيه لاعبو السي اس اس يفتقدون الى المحفز القوي والى الحضور الذهني وإلى "القرينتا"..

اذن كانت المباراة تجمع بين فريقين احدهما بروح والاخر بلا روح..

خسارة وسط الميدان    

نعم خسر النادي الرياضي الصفاقسي معركة وسط الميدان  التي كانت بمثابة ساحة "أم المعارك".. خسرها النادي الصفاقسي وهو الذي كان مطالبا بالهجوم والتهديف في اكثر من مناسبة وكسبها فتح لرباط المغربي الذي تحكم في المنطقة الوسطى وفرض محاصرة ناجحة على لاعبي الوسط الهجومي للسي اس اس قصد تحييدهم وشل فاعليتهم ولم يتمكن المدرب البرتغالي جوزي دي موتا من قراءة المقابلة جيدا ولم يحدث التعديلات على طريقة الاداء … هذه الرقابة الدقيقة من الفتحاويين جعلت لاعبي البناء الهجومي في فريق عاصمة الجنوب مثل كينغزلي سوكاري وكريم العواضي واسامة العمدوني يمرون جانب الحدث وبلا فاعلية مقابل استماتة الضيوف..

تغييرات تبحث عن اجوبة   

من ناحية اخرى طرحت تغييرات المدرب دي موتا اكثر من سؤال واعتبر الكثيرون انها خاطئة وتفتقر الى القراءة السليمة لمجرى اللعب من ذلك الدفع بمحمد واليو ندوي في التشكيلة مكان فراس شواط والحال ان الافضل التعويل عليهما معا ليشغل ندوي مركز راس حربة وهو ما يحرر نسبيا شواط لياتي من الخلف ويحدث الخطر..

كما تم الدفع بوسيم كمون وهو لاعب ارتكاز في التشكيلة عوضا عن كينغزلي سوكاري وهو لاعب هجومي في وقت كان الفريق مطالبا بالضغط المسترسل وتسجيل هدف ثان او اكثر..

وتساؤلات كثيرة ارتفعت وبقيت معلقة الى الان عن سر القيام بمثل هذه التعويضات بذلك الشكل وتلك الطريقة..

غضب الانصار

بعد ان فرط النادي الصفاقسي في فرص قتل المباراة بهدف ثان على الاقل يعفي الفريق من الاحتكام الى ركلات الحظ  خسر الفريق هذه الركلات وانسحب الابيض والاسود بشكل مر مما جعل الاحباء في حالة غضب شديد من الاداء الباهت والانسحاب المر ووجهوا انتقادات لاذعة للاطار الفني خصوصا واللاعبين والمسؤولين مطالبين برحيل المدرب جوزي دي موتا باعتبار انه ليس في قيمة الفريق وانه لم يوفر الاضافة المرجوة..

اجتماع بعد المباراة  

عقدت الهيئة المديرة مساء ليلة الجمعة بعد المقابلة اجتماعا بالاطار الفني للحديث عن اللقاء واسباب الانسحاب ومن دون تحميل المسؤوليات وفي اتصالاتنا ببعض المسؤولين نفوا لنا اية نية للهيئة المديرة في الوقت الحاضر اقالة الاطار الفني مثلما يطالب بذلك الاحباء خصوصا وان الفريق سينصرف الى الان الى مقابلات البطولة من اجل تحقيق نتائج مشرفة تعوض خيبة الانسحاب..

ماليك متغيب بارز

تغيب المدير الرياضي السينغالي بابا ماليك عن مقابلة الاياب مع فتح الرباط المغربي مع انه موجود ببلادنا وهي اول مرة يفعل ذلك وهو المعروف بانضباطه ومهنيته وحبه الجنوني للجمعية وطرح هذا الغياب عدة تساؤلات بخصوص الاسباب وبخصوص ما ان كان ذلك يعني نهاية العلاقة بين ماليك والفريق..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.