الدربي بين مرحلتي اليعقوبي والسويح.. الليلي والبنزرتي: الاستمرارية ضمانة للأفضلية في القمة التقليدية

سيطر الترجي الرياضي بالطول والعرض على مباراة نهائي كأس تونس أمام النادي الإفريقي وانتصر بهدفين نظيفين مكناه من الإحراز على الأميرة.. نادي باب سويقة استحق اللقب دون شك بل أنه كان قادرا على تحقيق انتصار تاريخي خصوصا مع حجم اللعب الذي صنعه الفريق في "دربي الفينال"..

ولعل العامل الذي أجمع عليه المتابعون معتبرين إياه حاسما في تلك المقابلة هو الاستمرارية التي تمتع بها عمار السويح مدرب الأحمر والأصفر قياسا بقيس اليعقوبي مدرب الأحمر والأبيض الذي كانت مواجهة "الفينال" ثالث مقابلة رسمية له مع فريقه..

وبعد لقاء النهائي تجدد الحوار بين السويح واليعقوبي في ذهاب المرحلة الأولى من بطولة الموسم الحالي وخرج الفريقان بتعادل خدم الإفريقي أكثر من الترجي الذي كان المرشح على الورق للانتصار قياسا بحجم الرصيد البشري للناديين..

اليعقوبي تمتع في "الدربي الثاني" مع الإفريقي بفرصة تقييم الرصيد البشري والوقوف على نقاط قوة وضعف مجموعته من خلال العدد المقبول من المباريات الرسمية التي خاضها مع الفريق ثم جهز ما ينبغي ليقدم فريقه مباراة جيدة تكتيكيا وبدنيا مكنته من "الفوز" بتعادل مهم نظرا لفارق الإمكانيات..

إذن يمكن التأكيد أن الفارق بين "الفينال" ودربي الذهاب تمحور أساسا حول عامل الاستمرارية الذي مكن كل مدرب من التعامل كما ينبغي مع الزاد المتاح على ذمته وكسب اليعقوبي نقطة مهمة بفضل تطبيق لاعبيه المميز وخسر السويح اثنتين لعدم قراءته للمقابلة بالشكل الأمثل..

وبين مواجهتي النهائي وذهاب المرحلة الأولى تغيرت المعطيات حيث استقدم الإفريقي مدربا جديدا هو شهاب الليلي الذي تسلم مقاليد الفريق بعد الدربي ليقود نادي باب الجديد في الجولة الموالية أمام مستقبل المرسى أما الترجي فقد غير مدربه لكن ذلك لم يحصل إلا أثناء توقف النشاط اي أنه لم يستفد من فرصة خوض أي مقابلة رسمية قبل هذا الموعد..

الليلي درب الإفريقي في ست مقابلات في البطولة واثنتين في كأس تونس دون اعتبار الوديات أما فوزي البنزرتي فلم يشرف على نادي باب سويقة إلا في التحضيرات الأخيرة لتأتي مباراة الأمس بين الغريمين لتعيد سيناريو مشابها لما حدث في نهائي الموسم الماضي..

مدرب الأحمر والأبيض استفاد من معرفته الجيدة بالمجموعة كما أن التغييرات التي طرأت على تشكيلته الأساسية لم تزد عن عنصرين فقط في حين لم يعول البنزرتي على الدوليين في التحضيرات وهو ما جعله يدير الفترة الماضية بعناصر تخلى عنها بمجرد نهاية "الكان" ناهيك أن التشكيلة الأساسية ليوم ضمت 5 لاعبين بالكاد عادوا من الغابون وهم بن شريفية والذوادي وبلقروي والفرجاني ساسي وطه ياسين الخنيسي..

وبين الليلي والبنزرتي كان عامل الاستمرارية حاضرا بقوة فمدرب نادي باب الجديد استفاد من هذه الأفضلية بالإضافة إلى معرفته بالجار فجهز لاعبيه كما يجب والنتيجة كانت بادية للعيان يوم أمس حيث فرض زملاء صابر خليفة سيطرتهم بالطول والعرض في حين كان واضحا أيضا سوء تقدير المدرب فوزي البنزرتي للإمكانات المتاحة على ذمته وهو أمر طبيعي قياسا بقصر فترة إشرافه على الفريق..

الأكيد أن "دربي الأمس" كان شكليا نوعا ما باعتبار غياب الرهان لكنه أعطى مؤشرا واعدا على أن مباريات "البلاي أوف" وخاصة التي ستجمع بين قطبي العاصمة ستضمن الفرجة وأيضا التكافؤ والندية بخلاف مباراتي "الفينال" ويوم أمس..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.