الجلاصي: نحن في خضم خلط الأوراق وفقا لعقلية “شوف الوجوه وفرق اللحم”

 أمل الصامت –

اعتبر الناشط السياسي والقيادي السابق بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أن البلاد بلغت مرحلة تدحرج متسارعة تبدو فيها قاربا دون صياد، أو سيارة دون كوابح في منحدر، مستدركا بالقول: "حالة التدحرج نفسها يمكن أن تدار بعقلانية من أجل التحكم فيها أولا وتغيير الوجهة بعد ذلك ولكن ما يتضح منذ أسابيع هو عكس ذلك".

وأضاف الجلاصي في تصريح لحقائق أون لاين حول ما تعيشه الساحة السياسية في تونس مؤخرا سواء في ما يتعلق برأسي السلطة التنفيذية أو المشهد البرلماني في علاقة برئيسه ومنتقديه: "في الأثناء يعيش الزواولة والعياشة أزماتهم و يترَكون لمصائرهم الصحية والمعيشية ويعانون يتمهم لأن قادتهم يعيشون في كواكب أخرى ويصنعون أزماتهم الخاصة".

ويرى في ذات الإطار، أنه لا علاقة بين أزمة الشعب وأزمة نخبة الحكم، وأن لذلك تأثيراته على مستقبل البلاد، إذ لا يمكن لانتقال ديمقراطي يطحن الفراغ منذ خمس سنوات أن يعطي شحنة أمل لشباب محبط ولجهات بدأت تنتبه أنها تتعرض للخديعة، قائلا: "جوهر الأزمة القيادية تتعلق بالأخلاق والثقة والثقافة السياسية إضافة لتعلقها بالكفاءة والرؤية، والوجه الأخلاقي هو الأبرز و الأخطر".

ويأتي هذا الحديث تزامنا مع تدوينة للجلاصي نشرها تحت عنوان "المهرجان الوطني لخلط الأوراق"، إذ برر اختياره لهذه الصورة في وصف المشهد الحالي خاصة في ما يتعلق بحرب التصريحات بين الخصوم السياسيين وتسريب بعض التسجيلات الصوتية بالقول: "نحن في خضم سوق التلبيس وخلط الأوراق وضياع المرجعيات والموازين والتحيزات غير العقلانية وفقا لعقلية "شوف الوجوه وفرق اللحم"، متابعا: "فما هو طبيعي ومتعارف عليه في السياسة يصبح جريمة حينما يأتيه منافسي، وما هو جريمة يصبح حلالا حينما يأتيه حليفي".

وذكر عبد الحميد الجلاصي في هذا السياق، بالتصريح الشهير "شد كلابك ونشد كلابي"، و"موجة التفاؤل حينما تم الاعلان ذات ماي 2017 عند بدء المعركة المقدسة ضد الفساد"، مستدركا: "لكن كثيرون منا حذروا حينها من أن تكون حربا حولاء تنظر بنصف عين.. وقد كان".

كما ذكر بعمليات "البيع والشراء" التي شهدها برلمان 2014-2019، معتبرا أن الجميع يلجؤ في البرلمان الحالي لنفس الأساليب، قائلا: "اقول الجميع.. شراء الذمم والترضيات والوعود.. وهنا يهمني التنبيه الى ضرورة أن يتوحد التونسيون حتى لا يكون جهاز القضاء عرضة للابتزازات مهما كان مصدرها".

واعتبر أن "خلط الأوراق فرصة لا فقط لصعود الأحزاب الشعبوية بل أيضا لصعود الشعبويات في الأحزاب نفسها، بشخصيات يمكن أن تحرق البلاد من أجل رهانات صغيرة وتافهة قد تأتي وقد لا تأتي"، وفق تقديره.

وأضاف أنه لا سبيل لإصلاح وطني دون تنقية المناخ السياسي، قائلا: "قبل الثورة كنا نعني بذلك إطلاق سراح المساجين السياسيين أما الان فنعني بها مغادرة ثقافة تسجيل النقاط البائسة والاستمرار في منهج التذاكي التافه، والتستر المخاتل بأنبل القيم وأغلى الشعارات".

وتابع بالقول: "لا يمكن أن نتقدم في البلاد ولا أن نجد الحلول لأزماتنا في مناخات كليلة ودمنة".

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.