الإفريقي ينهزم أمام كامبالا: مردود محير لبن مصطفى.. تكتيك “جبان”.. وضعف واضح في وسط الميدان

بعد خمسة انتصارات متتالية (أحدهما بالغياب) مني النادي الإفريقي بهزيمة هي الأولى له في مشوار كأس "الكاف" وذلك لدى نزوله ضيفا مساء اليوم على فريق كامبالا سيتي الأوغندي..

الهزيمة استحقها الفريق في غياب تام للروح والرغبة في الانتصار فكان منطقيا أن يعود الفريق بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها من أوغندا وهو ما ترك خيبة أمل كبرى لدى الأحباء..

ولم تكن الهزيمة في حد ذاتها مصدر الخيبة فالفريق الذي فاز على نادي باب الجديد اليوم كان بكل المقاييس غير جدير بهكذا انجاز خصوصا أن مستواه كان ضعيفا للغاية وقد يكون من الظلم حتى أن نقارنه بفرق "رياضة وشغل" في تونس..

وسط ميدان تائه

مثل ثلاثي وسط الميدان المتكون من أحمد خليل وغازي العيادي ونادر الغندري نقطة الضعف الرئيسية في مواجهة اليوم ذلك أن "الفورمة" غابت عن أدائهم جميعا ومن تابع مباريات الإفريقي الأخيرة لاحظ دون شك أن هذا الثلاثي ليس في أفضل حالاته..

الغندري نجم المباريات السابقة بدا شبحا لنفسه وربما كان للتسريع في عودته قبل شفائه من الإصابة دور في تردي مستواه أما غازي فقد ألقت حياته الخاصة بظلالها على مستواه ليعرف تقهقرا رهيبا..

أما أحمد خليل فربما لا يلام كثيرا وهو العائد حديثا من الإصابة وبالتالي تجمعت هذه العوامل معا لتقدم تركيبة خط وسط عرجاء حضرت فيها الكثرة العددية وغابت عنها الإضافة وحسن الأداء..

فاروق اللغز

يتحمل الحارس فاروق بن مصطفى مسؤولية واضحة في عمليتي الهدفين اللذين سجلهما المنافس الأوغندي فأولى الأخطاء الأربعة التي أنتجت الهدف الأول كانت الركنية المجانية التي أهداها حارس الإفريقي للمنافس عند مطاردته لكرة كانت ستعود إليه من ركلة مرمى..

صورة الهدف الثاني تحمل أيضا اتهاما لفاروق بن مصطفى فرغم أن الهدف يتحمله أساسا أحمد خليل وفخر الدين الجزيري إلا أن تصويبة توم ماسيكو لم تكن عصية عن الصد وبالتالي فقد غابت إضافته..

يورجع الكثيرون أسباب تراجع بن مصطفى في نهاية الموسم إلى ذهنه الشارد بعد تأخر حسم مصيره بشأن تجديد عقده من عدمه خصوصا أن هناك من يحوم حوله موهما إياه ببعض العروض من تركيا والبرتغال في غياب تام لرقابة المسؤولين أو تدخلهم..

الليلي مسؤول

اعتمد شهاب الليلي "تكتيكا جبانا" في مواجهة فريق ضعيف مثل كامبالا سيتي الأوغندي وبالتالي فلما تمنح خصمك تقديرا يفوق حجمه فذلك وسيلة لضرب معنويات فريقك وشحن منافسك وهو وجه ربما من مواجهة اليوم..

تغييرات مدرب الإفريقي أيضا كانت فاشلة تماما فإذا استثنينا تغيير بلال العيفة بسيف تقا اضطراريا فإن استبعاد العابدي وتعويضه بالدراجي لم يتوفر له أي تفسير ناهيك أنه لم يغير شيئا في اللقاء..

الليلي الذي يعرف جيدا أن مستوى ثلاثي الوسط في تراجع اختار قتل روح المنافسة وحرم الفريق من جاهزية عصام الدخيلي وربما أيضا معتز الزمزمي ووسام يحيى وبالتالي فمن المنطقي أن يكون التيه نتيجة لاختيارات غامضة..

العابدي والحقيقة الواضحة

عند تغييره بأسامة الدراجي كشفت الصور التلفزية حدة العبارات التي صدرت عن الظهير الأيسر علي العابدي وبدا واضحا أن المقصود بها هو المدرب شهاب الليلي..

العابدي لم يقبل تغييره وبدا غير مقتنع وطريقة تعبيره عن امتعاضه تكشف بوضوح أن الأمور قد تجاوز شهاب الليلي الذي يخشى مثلا أن يغيّر صابر خليفة مهما كان مستواه وذلك موضوع آخر..

وفي الحقيقة فإن أي فريق هو امتداد لصورة مدربه وغياب الروح و"القرينتا" عند اللاعبين ليس إلا مرآة عاكسة لمدرب عاجز عن السيطرة على مجموعته وفرض كلمته وهو الذي يكتفي بالتدوين في كنشه الذي لا يفارقه..

الفرصة قائمة

أهدر النادي الإفريقي فرصة لإضافة فوز جديد إلى حسابه لكن لم يضع فرصة العبور إلى الدور ربع النهائي من كأس "الكاف"  خصوصا أن كل منافسيه ليسوا أفضل منه بما في ذلك الفتح الرباطي المغربي الذي يعاني محليا باحتلاله المركز السابع ما يعني غيابه قاريا في الموسم المقبل..

"ريفرز يونايتد" النيجيري كشف في تونس عن بعض النقاط المضيئة لكنه لا يعدو أن يكون سوى فريقا متوسطا لا غير والانتصار عليه بنيجيريا بالذات يبقى أمرا واردا فيما يفترض أن تكون مقابلة تونس أمام كامبالا سيتي ايابا بمثابة الفسحة..

الإفريقي ليس بحاجة سوى إلى فوزين وتعادل في المباريات المقبلة ليضمن تأهله حسابيا وقد لا يحتاج ربما إلى حصد 10 نقاط في الجملة ليضمن تأهله في ظل المستوى الضعيف لمجموعته وبالتالي فإن الأحلام لا تزال قائمة شريطة أن يتحلى المسؤولون بالصرامة اللاعبين مع اللاعبين والمدرب حتى لا يتلاعبوا بآمال الجماهير..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.