يسرى الشيخاوي-
محمد العبودي، مواطن تونسي خزّنت الساحات دفاعه عن الحقوق والحريات، ابن اليسار التونسي يؤمن بإنسانية الإنسان ويناضل من اجل التغيير، كل ما سبق لم يشفع له لدى مجموعة من العنصريين الذين أبرحوه ضربا تسبب له في أضرار جسدية.
اعتداء عنيف تعرّض له العبودي، كردّ فعل من اليمين المتطرّف الذي يسود المنطقة الفرنسية التي يقطن بها (دروج) على الحادثة الارهابية التي قضى بها الأستاذ الفرنسي صامويل باتي ذبحا، وفق حديث العبودي مع حقائق أون لاين.
وعن تفاصيل الحادثة، يقول إنه كان برفقة زوجته وصديقه في المنزل ليلة الخميس الماضي حينما سمعوا طرقا على باب المنزل، فكان أن ذهبت زوجته لتفتح الباب ولما استغرقت وقتا في الخارج لحقها ليجد نفسه في مرمى ركلات ولكمات وسباب أربعة أنفار.
في مرحلة ما من الاعتداء لم يعد بإمكان محدّثنا أن يميّز عدد المعتدين أو هيئاته، وفق قوله، لكنه يتذكّر أنهم كانوا يمتطون سيارتين رابضتان أمام منزله وانهم لم ينفكوا عن ترديد عبارات عنصرية وكلمات بذيئة تنم عن التحقير إلى جانب تكرار اسم الأستاذ الفرنسي ضحية الإرهاب والتطرّف.
تهمة محمّد عبودي أنه عربي، هو العربي الوحيد القاطن في القرية الصغيرة التي تقع في شمال فرنسا وتعدّ معقلا لليمين المتطرّف وهي ليست المرة الاولى التي يتعرّض فيها إلى الاعتداء.
فقبل سنة ونصف تعرّض إلى الاعتداء من قبل بعض سكان القرية ومن اعتدوا عليه أحرار طلقاء، واليوم يتكرر الاعتداء عليه ليكون ضحية العنصرية والتعصب الوجوه الاخرى للإرهاب الذي طال الكثيرين.
أضرار جسدية جسيمة تعرّض لها محمد الذي نزف كثيرا، وفق ما توثقه صوره، وكسر اصبعه وتضرر فكّيه ومازل إلى اليوم يتقيأ الدم لفرط الضربات التي تلقّاها على رأسه، ولحسن حظه أن فشل مخطط اختطافه الذي رصده وجيرانه من خلال محاولة الدفع به في صندوق إحدى السيارتين الرابضتين أمام المنزل.
والعنصرية ظلت تلاحق محمد العبودي بعد الاعتداء، إذ مسح رجال الشرطة الذين قدموا بعد اتصال من زوجته الفرنسية الفيديوهات التي توثق الاعتداء عليه كما أنه تعرّض إلى معاملة سيئة من الممرضة في المستشفى مما دفعه إلى مغادرته.
وإن قدّم محدّثنا شكوى إلى السطات المعنية فإنه لا يتمتع بالحماية وهو مدعو إلى ملازمة منزله وممنوع من ارتياد بعض الأماكن في القرية كما انه من غير الممكن تغيير مقر إقامته قبل شهرين أو ثلاثة لأن الأمر يتطلّب إجراءات مطوّلة، وفق قوله.
التجربة التي عايشها محمد العبودي صعبة جدّا خاصة أن حياته مهمدة بالخطر إلى حدود كتابة هذه الأسطر، وهو اليوم يستمد منها القوة للدفاع عن حقه ضد العنصرية والتعصب وسط مساندة معنوية من جيرانه الذين يكفرون بالعنف والتطرف.