يسرى الشيخاوي-
في ختام أيام قرطاج الكوريغرافية، استمر الفنان البوركيني أقيبو بوقابالي سانو في استنطاق ذاكرة الجسد على إيقاع موسيقى افريقية أوجدها الثنائي سانو سيلفان داندو باري ودوببا سانو، موسيقى تماهت مع خطوات الجمهور وانفاسهم وهم يقتفون أثر خطواته داخل المتاهة.
هذه المتاهة المنتصبة في ساحة المسارح بمدينة الثقافة تغويك بأن تكتشف تفاصيلها، وهي مجسمة من اللوح الأبيض الذي يحيل إلى السلام وإلى البدايات والذي ويتيح لك الفرصة لتلونه على طريقتك وانت تطالع صورا لراقصين وراقصات ملؤوا الأثير بخطواتهم.
في المتاهة ينتفي معنى الموت فذاكرة الجسد حية دائما تخلق في كل زاوية لقاء جديدا مع كوريغراف استثنائي/ة وتسري بالذاكرة إلى الأركاح التي تعمدت بالأنفاس وتعبيرات الفرح والثورة والاختلاف والبحث المتواصل عن معاني أخرى للحياة خارج الأطر .
ذاكرة الأجساد تحاكي المتاهة وتحملك في ثنايا كثيرة تنهل من الحياة وتنقطع إن أطل الموت برأسه، ذاكرة الأجساد تتحدى النسيان والتابوهات وتخلق أشكالا جديدة للمقاومة بعيدا عن التنميط والتقليد والتسطيح والابتذال.
على إيقاع الموسيقى التقليدية، روت ذاكرة جسد "أقيبو" حكايات كثيرة عن الملاحم التي تعيشها الخلايا والمسام في دروب الحياة، حكايات تجلى بعضها في فيديو لحقائق أون لاين رصد خطواته داخل المتاهة وسجل بعض الرموز التي وشح بها الأرض ولاحق قطرات الطلاء الأبيض التي عانقت السماء حينما انتفض ليتحرر من كل القيود.