وسط تطبيل إعلامي: غدا ينتهي تربص فك الحصار.. معلول وحده يجني الثمار.. والأندية تحصي الأضرار

بقلم: محمد عبدلي-

مع فجر يوم غد الخميس يكون المنتخب الوطني التونسي قد قضّى في العاصمة القطرية الدوحة 17 يوما في تربّص فاشل بكافة المقاييس مهما نظّر له بعض المتملّقين والمتزلّفين وخاصة أولئك المقتنعين بتبريرات نبيل معلول في تزييف الحقائق.

الغريب عند الحديث عن نبيل معلول أن تجد شقّين أحدهما يناصبك العداء لأنه يشاطره الهوى وربما الانتماء أو آخرين تفننوا في ضرب طقوس الطاعة والولاء بحثا ربما عن نيل الرضا والتواجد في الصفوف الأمامية عندما تفتّح أبواب العطاء.

وبعيدا عن الشقّين وما يبتغيان فإن معلول وجد نفسه في فوّهة بركان ذلك أنّه سيّد من يختلق “العديان” فلا ترك له أصدقاء ولا خلاّن إلا صديقه رئيس الجامعة والبعض من شركاء الميدان.

مراسيل إعلامية

بينما يتابع النسور تحضيراتهم القطرية ذات العشرين درجة حرارية تكفّل البعض بتصيّد المعارضين والناقدين لخيار التربّص في قطر وما سيتبعه لاحقا من ضرر. بين ظهرانينا تكفّل البعض بنقل ما يصدر عن الصحفيين إلى قطر ليكونوا الحمام الزاجل والمراسيل بين تونس والدوحة.

وفي وقت يكتفي البعض بنقل الخبر اختار شقّ آخر أن يقتفي الأثر مع زوايا أخرى للنظر فهذا الشق اختار الانتصار لمعلول وتنكّر لأبناء الدار أناء الليل وفي واضحة النهار من خلال حصص تلفزية وإذاعية كرتونية خصّصت كمنابر دفاعية لصدّ الهجمات الصحفية.

الأمر تطوّر إلى حد مزعج فهناك من يتّهم زملاءه بـ”عدم الوطنية” والتهجم على صاحب الجلالة نبيل معلول رغم مشروعية الانتقادات وذلك لا يهمّ طالما أنّ “البندير” خراجه أفضل من “التنبير”.

الفصول التي تابعناها في الأيام الماضية كانت فعلا مثيرة للغثيان فالبعض لا يستحي من التطبيل لتربّص فاشل ولمدرب يعلم الله فقط مكاسبه من التربّص انتصارا للباطل ووأدا لكلمة الحق.

تربّص فاشل

بعد 17 يوما من التواجد في قطر يمكن التأكيد أن التربّص كان فاشلا للغاية ولا مكاسب ترجى منه بتاتا فالتواجد طيلة هذه الفترة بالدولة الخليجية لم يتزامن مع مواجهات ودية يستفيد منها الإطار الفني في وضع بعض البرامج أو الرسوم والاكتفاء بمواجهة فريقين من قطر لم يكن ذا بال وخاصة فريق مسيمير الذي هزمه فريق سكرة الهاوي في تونس قبل نحو سنتين.

أما مباراة الدحيل فقد أضرّت بصورة المنتخب والسخرية التي أطلقتها صفحة الفريق القطري عبر المطالبة بالتنازل عن مقعد المونديال تركت صخبا كبيرا الأمر بشكل أهان النسور والراية من ورائهم.

تربّص لفكّ الحصار

لم يتورّع نبيل معلول ولم يخجل عندما أدخل المنتخب في أزمة الخليج دقائق فقط بعد التأكد من العودة إلى كأس العالم بعد غياب عن آخر نسختين. معلول حوّل وجهة فرحة تونس بالصعود إلى المونديال إلى الحديث عن فكّ الحصار عن قطر ليصنع منه الحدث الأبرز.

وفي سياسة متواصلة تحول النسور إلى قطر لخوض التربّص الهدية من الدولة الخليجية.. ولم يكن التفكير في المنتخب أو اللاعبين المحليّين هو ما يشغل مدربنا الوطني الذي كان همّه فقط الإسهام في رفع الحصار ومساعدة أولياء نعمته في تلميع صورة بلادهم والتأكيد على أنّهم بخير.

الصراع الخليجي لم يكن ليعني شيئا للشعب التونسي فهو أمر داخلي اختارت الدولة رئاسة وخارجية النأي بنفسها عنه ولكن يبدو أن نبيل معلول ووديع الجريء أقوى من الدولة.

بالمحصّلة جنا معلول ما أراد وفرض التربّص على الجميع حتى وإن كانت نتائجه وخيمة لكن يبقى المهم أن يرضى عنه أولياء نعمته الذين لن يبخلوا عليه بردّ التحيّة.

بين الحقيقة والخداع

قال نبيل معلول في تبريره لتربص قطر إن المناخ الذي يجري فيه المنتخب معسكره التحضيري هو عينه الذي سيعرفه النسور في المونديال.. وقال أيضا إن المنتخب قام بتحضيرات بدنية ليكون جاهزا للمونديال كأفضل ما يكون.

وبين تصريحات معلول والواقع هناك بون شاسع بل أن ما قاله هو في الحقيقة ضحك على الذقون فالتعوّد على مناخ قبل أشهر من موعد المونديال بدعة لم يجد بها إلا ناخبنا الوطني.

أما تربص بنحو ثلاثة أسابيع للإعداد البدني لمسابقة ستنطلق بعد أشهر فهو أيضا “صناعة معلولية” صرفة والأكثر إثارة للجدل هو أنّ التحضيرات البدنية التي خضع لها اللاعبون المحليّون جاءت لتمنح المنتخب دورا غير دوره ففي كل الدنيا يقوم اللاعبون بتحضيراتهم مع الأندية أما في تونس فالمنتخب “هو الكل” عفوا “معلول هو الكل”.

الروزنامة تدفع الفاتورة

من المعلوم أن نبيل معلول لا يعترف بمسابقة “الشان” وقد سبق أن افتعل الانسحاب من نسخة 2013 حتى يعفي نفسه من خوض مسابقة لا يريدها.

ومع تعيينه رسميا خلفا لكاسبارجاك انسحب النسور من المشاركة قبل خوض التصفيات لكن معلول الذي يرفض “الشان” لا يتورّع في خوض تربّص خارجيّ بلا وديات ولمدة 17 يوما.

المشاركة في كأس إفريقيا للمحليين كانت ستمنح المنتخب فرصة بارزة لخوض مباريات رسمية يمكن في أعقابها تقييم أداء ومستوى اللاعبين لكن معلول اختار قطر وحسمت القضية فرفع الحصار عن قطر أهم من الأمور الأخر.

الأندية تتظلم في صمت

لم يصدر عن الأندية أيّة انتقادات رسمية للتربّص القطري ومن الواضح أن الخوف من بطش الجريء وربما أيضا هي حسابات العائدات المالية من تواجد لاعبيها في المونديال قد دفعتها للاستكانة.

فرق مثل الترجي الرياضي (8 أساسيين) والنجم الساحلي (5 أساسيين) والنادي الصفاقسي (5 أساسيين) كانت الأكثر تضررا بما أن معلول استحوذ على ركائزها الأساسية وسيعيدها إليها قبل يومين من استئناف نشاط البطولة.

أبرز متضرّر من تربص قطر هو الترجي الذي خسر 8 عناصر أساسية مرة واحدة بما في ذلك كوليبالي الذي لم يحصل بعد على الجنسية التونسية.

المنذر الكبيّر سيجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها فالمجموعة التي اشتغل معها سيضطر للتخلي عنها ليستعين بالعناصر الدولية وهو ما يفسّر ربّما عدم برمجة الفريق لأيّة مباراة ودية أثناء توقف النشاط.

نادي باب سويقة سيخوض 6 مقابلات ببين 21 جانفي و18 فيفري من بينها تنقلان إلى بن قردان وقابس وبينهما مواجهة النادي البنزرتي بالعاصمة ثم سيخوض ذهاب دوري الأبطال في موريتانيا قبل ملاقاة النجم الساحلي والنادي الإفريقي في غضون ثلاثة أيام وفي النهاية خوض إياب دوري الأبطال.

6 مباريات ستكون هامة للغاية بالنسبة للأحمر والأصفر وهو ما يجعل مهمة المنذر الكبير شديدة التعقيد باعتبار أن الجماهير قد لا تغفر له سوء النتائج رغم أنه لا يتحمّل مسؤولية فشل التحضيرات.

محاباة ومفاضلة

ما لا يعلمه الكثيرون أن طه ياسين الخنيسي قد غادر الترجي الرياضي زمن نبيل معلول فكان تحوّله إلى النادي الصفاقسي فرصة ليثبت أنه مهاجم متميّز.

ومع عودة معلول إلى المنتخب صار الخنيسي أفضل مهاجم في إفريقيا أو هكذا صرّح الناخب الوطني مرارا وتكرارا.

معلول اختار في التربّص أن يحمل “قالب الحلوى” بنفسه إلى غرفة أفضل مهاجم في إفريقيا وذلك للاحتفال بعيد ميلاده فيما مرّ احتفال حارس اتحاد المنستير مكرم البديري كحدث عاديّ.

حادثة خلّفت قناعة راسخة في صفوف اللاعبين أنّ في المنتخب مستويات ودرجات تختلف من لاعب إلى آخر أو هكذا أرادها معلول.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.