نشر الصحفي والأستاذ الجامعي، أمين بن مسعود تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك، انتقد فيها التناول الاعلامي للاحتجاجات وأعمال العنف الليلية.
وفي ما يلي نص التدوينة كاملا:”
“القصف الإعلامي للعقل التونسيّ…
في ظلّ فشل الفاعل الرسمي في تأصيل استراتيجيا اتصالية قادرة على مخاطبة الرأي العامّ وربط الزيادات بمصفوفة من الخدمات عوضا عن ربطها بالعجز التجاري العائد لفشل الحكومة على إدارة الواقع الاجتماعي والاقتصاديّ, يتصدّى بعض الإعلام/ الدعاية ضمن مقولة “الغوبلزية الجديدة” لتصدير خطاب الحكومة عوضا عن تفعيل خطاب إعلام الخدمة العمومية أو إقرار مبادئ التوازن والمهنية في الطرح والنقل…
تقوم الاستراتيجيا الاعلامية “القوبلزية الجديدة” على 5 مبادئ وهي :
1- تحويل النقاش من الأسباب العميقة والجذرية والأصيلة للاحتجاجات إلى نتيجة الاحتجاجات وسيما منها تلك العنيفة والتخريبية التي يندّد بها كافة الأطراف بلا استثناء.
2- تحويل النقاش من مساءلة ومراقبة الفاعل الرسمي إلى مساءلة ومحاكمة الأطراف الداعية إلى الاحتجاج.
3- بناء الخطاب الإعلامي على مقولة “نعم الاحتجاج مقبول ولكن الركوب عليه مرفوض” مع تحجيم هامش الحديث عن مسببات الاحتجاج وأوضاع المحتجين وتوسيع زخم التطرق إلى اللصوصية, بحيث يترسخ تصوّر أنّ الاحتجاج غالبيته تخريب والاستثناء منه سلمي…
4- بناء البلاتوهات التلفزية على التغليب لا التوازن , وتغييب وجهات نظر الأطراف الداعية إلى التظاهر وفي حال استدعاؤها يكون الحوار معها استنطاقا لا استجوابا…
5- في ظل غياب البديل الاقتصادي والاجتماعي من الدولة, يقدّم التخريب – وعلى فكرة هو مرفوض ومندد به- على أنّه البديل في حال سقوط النظام أو إضعاف السلطة…
الخاتمة, التخريب الحاصل اليوم مندّد به وتجب مقاومته بلا جدال, ولكن تخريب جيب التونسي واستهداف مقوماته ومقدراته المعيشية تفرض مقاومته أيضا بطرح البدائل الحقيقية لا استثمار الغوبلزية الجديدة وإحياء الغوبلزيين القدامى من قبورهم…”