غازل معلول ومدح الجريء: نادر داود مدرب مساعد مكلف “بالبندير”

من المؤكد أن عددا كبيرا من المدربين الكبار وذوي الأسماء العملاقة في عالم كرة القدم بدؤوا مسيرتهم كمساعدين ، بل أحيانا مجرد أسماء ضمن إطار فني موسع قبل أن يعلو سقف طموحاتهم ويثبتوا جدارتهم بتسلم مقاليد منصب المدرب الأول، وقد يكون المثال الأبلغ قائد كتيبة المانشافت الألمانية "جواكيم لو" الذي انطلق مساعدا ليورغن كلينسمان في مونديال 2006 ثم أخذ المشعل وقاد أحفاد هتلر لنصف نهائي 2010 ثم للتتويج بكأس العالم 2014.

وكان يمكن لمسيرة "جواكيم لو" وأمثاله كثيرون أن تكون ملهمة لعدد من المدربين التونسيين لولا أن اختار بعضهم سقفا دانيا ومحدودا لطموحاتهم ولولا أن اختاروا العيش إلى الأبد في جلباب التبعية سلاحهم في ذلك التملق للمدربين والوقوف على أبواب المسؤولين.

قد يكون الثناء على الآخرين والاعتراف بالجميل أمرا محمودا لكنه يتحول إلى صفة منبوذة إذا حمل معه التزلف والمدح المجاني على غرار ما فعله المساعد الثالث للمنتخب الوطني نادر داود خلال حضوره في برنامج الأحد الرياضي عندما طفق يكيل المديح لنبيل معلول ويجهد نفسه في الاستعانة بألفاظ لم يعثر عليها حتى أكبر الشعراء العرب في قصائد مديحهم للسلطان في الأزمنة الغابرة.

نادر داود الذي أطنب في تعديد مناقب نبيل معلول حتى بلغ الإطناب منتهاه والذي تزلف للجريء وخلع عليه كل صفات البطولة والكرم والشهامة، أثار تعاليق شتى في مواقع التواصل الاجتماعي وكشف بوضوح عن أن تمسكه بمكانه كمدرب مساعد (مرتبة ثالثة) طغى على كل الأولويات لديه، بل فضح رغبته في القفز إلى مرتبة المساعد الأول وراء نبيل معلول ولو أن تمارين المنتخب ومبارياته تؤكد أنه كثيرا ما كان الأقرب من "عرفه" والأقدر على امتداحه في سره وعلانيته والأكثر التصاقا به وتزلفا له وتاثرا بحركاته وسكناته (والصورة أصدق دليل).

 وقد لا نجانب الصواب عندما نقول أن "نادر داود" كان يدرك تمام الإدراك أن الوسيلة الأقدر على تخطي العقبات وضمان المناصب والترقيات هي الشكر والمديح والتملق لأولي الأمر لا فقط في الرياضة وإنما في شتى المجالات.

منقول عن صحيفة الأخبار

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.