بقلم: بسام حمدي
من السرية الى العلنية في الصحافة الالكترونية ثم في وسائل الإعلام المرئية والقنوات التلفزيونية الى متعال ومحتقر للمواقع الالكترونية، مسيرة تدرج ظهور زعيم الجبهة الشعبية حمة الهمامي إبان الاطاحة بنظام الدكتاتور الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
الهمامي وفي أولى السنوات التي تلت ثورة 2011 كان يتبع أسلوبا اتصاليا متوازنا في ظهوره الاعلامي ولا يفرق بين وسيلة إعلام وأخرى وفي بعض الأحيان كان يبادر بالاتصال بالصحفيين لابداء رأيه في قضية أو مسألة وطنية لكن ألفيناه اليوم غير عابئ بالمواقع الالكترونية مبجلا القنوات التلفزيونية ظنا منه ومن مهندسي سياسته الاتصالية أن التأثير التلفزيوني أكثر صدى لدى الشعب التونسي ، غير عالم بالدور الكبير الذي تلعبه عدة مواقع اعلامية الكترونية في إنارة الرأي العام وطرح القضايا العامة وانتقادها.
اليوم وبعد 7 سنوات من خروجه من السرية، خّير حمة تجاهل مطالب الصحفيين العاملين بالمواقع الالكترونية لاجراء حوار صحفي مقابل اسراعه الى الظهور في بلاتوهات التلفزيونات متناسيا مبدأ التوازن في الظهور الاعلامي.
زعيم الجبهة الشعبية وكما اشتكى مما أسماه حصارا إعلاميا، يمارس اليوم سياسة اتصالية مبنية على منح الأولوية للصور التلفزيونية حتى أنه يعد في كل مرة بمنح الفرصة لاجراء حوار صحفي مطبقا بذلك المثل العربي “وعد بلا وفاء عداوة بلا سبب”.
ومعلوم أن هذه السياسة الاتصالية تستبد فقط بحمة الهمامي ولم تعتمدها قيادات الجبهة الشعبية الأخرى التي لا تبخل بالرد عن استفسارات الصحفيين دون تمييز لا إعلامي ولا ايديولوجي ودون استثناء.
