التعليم في تونس: هل تمثل المدارس الابتدائيّة الخاصة “ملاذا” بديلا عن المؤسسات العموميّة؟

بلغ عدد المدارس الابتدائية الخاصة …

بلغ عدد المدارس الابتدائية الخاصة في تونس وفق آخر احصائيات منشورة على الموقع الرسمي لـــوزارة التربية 326 مؤسسة موزعة على كامل تراب الجمهورية، مقابل أكثر من 6 آلاف مدرسة عمومية.

وتصدرت ولايات تونس وأريانة قائمة الولايات الأكثر "استقطابا" للمدارس الابتدائية الخاصة بنحو 36 مؤسسة، ما يؤكد توجه عدد كبير من العائلات نحو ترسيم أبنائهم بالمؤسسات الخاصة.

ارتفاع متواصل لعدد المؤسسات الخاصة

وبلغ عدد التلاميذ المرسمين في المدارس الخاصة أكثر من 50 ألف تلميذ سنة 2015 بعد أن كان في حدود 16 ألف تلميذ سنة 2006 ، ليتزامن ذلك مع انتشار المؤسسات الخاصة من 109 مدرسة ابتدائية خاصة خلال السنة الدراسية 2010 / 2011 إلى أكثر من 300 مدرسة خلال السنوات الأخيرة.

على الدولة التمسك بالمنظومة العمومية

من جهته دعا كاتب عام نقابة التعليم الأساسي مستوري القمودي الدولة إلى التمسك بالمنظومة العمومية كرافد أساسي للتعليم، وتمكينها من كل الموارد المالية والبشرية من أجل أن تقوم بدورها على أكمل وجه، وفق تقديره.

وذكر القمودي في تصريح لــــــحقائق أون لاين اليوم الاثنين 18 سبتمبر2017، أن مؤسسات القطاع الخاص تلتزم بتدريس المناهج التربوية التي تُدرّس بالمدارس العمومية، مؤكدا أن جزء كبيرا من إطارات ومدرسي التعليم الخاص هم من مؤسسات التعليم العمومي.

واعتبر في سياق متصل أن الحكومة أرادت تهميش المؤسسة العمومية وساهمت في تردي الوضع بالمدارس الابتدائية من خلال عدم توفير كل وسائل النجاح للتلاميذ والإطار التربوي.

مميزات عديدة للمؤسسات الخاصة 

وأكد رئيس جمعية جودة التعليم سليم قاسم أن مؤسسات التعليم الخاص تطبق نفس البرامج الرسمية المعتمدة بالمدارس العمومية وتخضع للتفقد البيداغوجي من إطارات وزارة التربية وهو ما يجعلها وفق تقديره، على قدم المساواة مع المدارس الابتدائية الخاصة.

وعن الفوارق بين مؤسسات التعليم الخاص والعمومي، شدد قاسم في تصريح لــــــحقائق أون لاين على أن ما يميزها هو جودة الخدمات المقدمة في التعليم الخاص ومدى ملاءمة الزمن المدرسي للزمن الإجتماعي للأسرة.

وتابع بالقول: "إن مؤسسات التعليم الخاصة استطاعت في السنوات الاخيرة تحقيق قفزة نوعية على مستوى الإحاطة بالتلاميذ وتوفير ظروف ملائمة لإنجاح عملية التعلّم".

واعتبر في سياق متصل أن مؤسسات التعليم العمومي تواجه منذ سنوات بعض الاشكاليات المتعلقة بتوفر الإطار التربوي المستقر أو قدرتها على استيعاب المتعلمين طوال الوقت.

ولفت إلى أن مؤسسات التعليم الخاص وفرت فضاءات الإعاشة والمراجعة والنشاط الثقافي والإطارات التربوية وكل الظروف التي تساهم في نجاح العملية التعليمية.

ارتفاع عدد مؤسسات التعليم الخاص لا يمثل تهديدا لمؤسسات التعليم العمومي

في ذات السياق أكد رئيس جمعية جودة التعليم أن ارتفاع عدد المدارس الابتدائية الخاصة لا يمثل أي تهديد لمنظومة التعليم العمومي، مبينا أن المؤسسات الخاصة لاتمثل سوى 7 بالمائة من جملة المدارس، وفق رأيه.

وشدد على ضرورة إيجاد علاقة تواصل وتكامل بين الطرفين من أجل الارتقاء بالتعليم في تونس، مشيرا إلى أن نسب النجاح بين المؤسسات العامة والخاصة متقاربة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.