الأهلي المصري 2-2 الترجي الرياضي: قمة واعدة.. تشويق وتسابق.. والحسم يرجأ لموقعة رادس

أوفت قمة الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية والتي جمعت الأهلي المصري بالترجي الرياضي بملعب برج العرب بوعودها من حيث التشويق والتسابق والتلاحق في النتيجة والغموض الذي سيطر على نتيجتها إلى النهاية بحكم أن كل طرف كان قادرا على اقتلاع الإنتصار في الدقائق الأخيرة…

القمة انتهت بتعادل يمكن اعتباره عادلا نظرا لاقتسام السيطرة على المباراة من جهة  وتوفر الفرص السانحة للتهديف من هذا الجانب وذاك من جهة أخرى.

دخول غير موفق في اللقاء

بداية المباراة كانت مصرية بامتياز حيث كان الضغط الهجومي للأهلي كبيرا وناجعا مكنه من افتتاح النتيجة مبكرا وبالتحديد في الدقيقة العاشرة من ضربة جزاء سجلها عبد الله السعيد بعد تدخل منتصر الطالبي على أحمد السيد في المنطقة المحرمة…

الترجيون لم يدخلوا المواجهة بالشكل اللازم وارتبكوا كثيرا في الدفاع عن مرماهم مع غياب هجومي كامل فكان سيناريو البداية الأسوأ بالنسبة للأحمر والأصفر الذي خطط وتطلع لانطلاقة أفضل في اللقاء.

تقدم الأهلي غيّر كل شيء

هذا الدخول القوي للفريق المحلي في المباراة ونجاحه في افتتاح النتيجة مبكرا جعلانا متخوفين عن المآل الذي ستذهب عليه هذه المواجهة لكن كل شيء تغيّر بعد هدف السعيد حيث انقلبت المعطيات 180 درجة وأضحى الترجي الرياضي سيد الموقف طوال بقية ردهات الفترة الأولى حيث تمكن فريق باب سويقة من تعديل الأوتار معدّلا النتيجة في مرحلة أولى وذلك في الدقيقة 20 عن طريق طه ياسين الخنيسي قبل أن يهدد مرمى إكرامي في العديد من المناسبات منها اثنتان سانحتان للوصول إلى شباكه وذلك في الدقيقتين 24 و32 عن طريق الخنيسي الذي تلقى في المحاولة الأولى تنهيدا محكما من البدري وسدد كرة ارضية مرت جانبية بقليل على يمين مرمى الأهلي وتلقى كرة ممتازة من الشعلالي في المحاولة الثانية لكن حارس الأهلي أنقذ الموقف…

لقد كان الترجي الرياضي خلال أكثر من نصف ساعة من الشوط الأول سيّد الموقف من خلال انتشار محكم على الميدان فرض بفضله سيطرته وأسلوب لعبه وتفوق بوضوح على منافسه.

هدف " مخدوم " في التمارين

نعود إلى هدف التعادل الذي عاد بفضله الترجي الرياضي في المباراة بسرعة لنشير إلى أنه كان معدا في التمارين بشكل مسبق ومتقن وذلك عند تنفيذ الكرات الثابتة من ركنيات ومخالفات ، الركنية تولى الشعلالي تنفيذها في القائم الأول أين كان الفرجاني ساسي متمركزا لاستقباله وتغيير مسارها بلمسة رأسية خفيفة وكان الخنيسي في استقبال الكرة في القائم الثاني لإنهاء العملية بالشكل اللازم…وهنا تتجلى قيمة الإعداد للكرات الثابتة ناهيك وأن هذه القمة حسمت من هذه الكرات بحكم أن الأهداف الأربعة سجلت بهذه الطريقة ( ضربة جزاء ومخالفة بالنسبة للأهلي المصري وركنية ومخالفة بالنسبة للترجي الرياضي ).

بداية شوط ثان ولا في الأحلام

بداية الفترة الثانية من اللقاء كانت بامتياز لفائدة الترجي الرياضي الذي أخذ الأسبقية في النتيجة بعد مرور ثلاث دقائق فقط عن طريق غيلان الشعلالي من مخالفة مباشرة وهدية من الحارس شريف إكرامي الذي أفلت الكرة من يديه لتلج الشباك معلنة عن تقدم ثمين للأحمر والأصفر في النتيجة وهو تقدم كان بالإمكان تدعيمه لو استمر الضغط العالي على الأهلي ولتواصل اللعب بنفس الجدية والإنضباط لكن يبدو أن اللاعبين استسهلوا اللقاء فانقلب السحر على الساحر وكان الأهلي مسيطرا وضاغطا طوال أكثر من 35 دقيقة كاملة اكتفى خلالها أبناء باب سويقة بالدفاع وتشتيت الكرة بصفة عشوائية فكان التعادل نتيجة حتمية لهذا التراجع المفاجئ الذي سهل مهمة الفريق المصري الذي كاد في بعض المناسبات ان يخرج بالإنتصار نظرا للفرص التي توفرت له ولم يستغلها من حسن الحظ.

فرصة حسم التأهل

على الرغم من السيطرة التي فرضها الأهلي طوال الشوط الثاني فقد توفرت للترجيين فرصة " قتل " المباراة وحسم التاهل إلى المربع الذهبي وذلك في نهاية اللقاء حين ارتكب الحارس شريف إكرامي هفوة ثنائية في تشتيت الكرة اولا ثم في مسكها ثانيا …

التشتيت العشوائي لحارس الأهلي أعاد الكرة امام الجويني معوّض الخنيسي الذي لم يسدد بالقوة اللازمة وعلى رغم ذلك لم يكن تصدي إكرامي بالطريقة المثلى حيث أفلت الكرة من يديه لينقض عليها بن يوسف وكاد أن يوقع بها الهدف الثالث لولا تدارك إكرامي للموقف بارتماءة ثانية فضاعت فرصة فوز تاريخي للترجي الرياضي على الأهلي في عقر داره.

تشكيلة الفريقين

الأهلي المصري: شريف إكرامي – أحمد فتحي – علي معلول – رامي ربيعة – سعد سمير – حسام عاشور ( صالح جمعة ) – عمرو السوليّة – أحمد السيّد ( وليد سليمان ) – عبد الله السعيد – أولوافيمي أجايي ( عماد متعب ) – وليد آزارو

الترجي الرياضي : معز بن شريفية – إيهاب المباركي – خليل شمام – شمس الدين الذوادي – منتصر الطالبي – فوسيني كوليبالي – فرانك كوم – غيلان الشعلالي – الفرجاني ساسي ( فخر الدين بن يوسف ) – أنيس البدري ( سعد بغير ) – طه ياسين الخنيسي ( هيثم الجويني ).

ضرورة حسن إعداد لقاء العودة.. والإكتراث بسيناريو 2012

في النهاية نقول أن التعادل الذي حققه الترجي الرياضي في ملعب برج العرب إيجابي من خلال نجاحه في التهديف في مناسبتين وهذا هام جدا ويمكن أن يلعب لصالحه عند حسم التأهل لكن هذه النتيجة غير مضمونة مما يحتم على أبناء المدرب فوزي البنزرتي حسن إعداد مباراة الإياب وخوضها على حقيقة إمكانياتهم وبأفضل مستوى ممكن مع الإكتراث بسيناريو 2012 حين خسر الأحمر والأصفر اللقب أمام الأهلي بهزيمة 1 – 2 في رادس بالذات بعد تعادل إيجابي كذلك ( 1 – 1 ) في برج العرب…

الثابت والأكيد أن لقاء العودة سيكون صعبا ويستحيل التكهن بما يمكن سيحصل فيه ولا بد على الترجيين النجاح فيه عل المستويين الدفاعي والهجومي لاقتلاع ورقة العبور إلى المربع الذهبي.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.