تحيي العائلة الوطنية اليوم…
تحيي العائلة الوطنية اليوم الاربعاء 13 سبتمبر 2017 الذكرى الـ64 لاغتيال الشهيد الهادي شاكر، أحد رموز النضال الوطني بصفاقس وتونس.
وقد دخل الهادي شاكر معترك النضال السياسي الوطني من بوابة العمل الثقافي والجمعياتي وقد أدى أدوارا نضالية متعددة في المستوى الجهوي حيث تزعم تحركات سبتمبر1934 وأفريل 1938 وأصبح الرمز الاول للدستور الجديد في صفاقس.
نضال الهادي شاكر
وقام بتأطير المناضلين وبعث عدة شعب في الأرياف، كما اضطلع بمهام وطنية هامة عندما تم انتخابه في الديوان السياسي وشارك في أغلب مؤتمرات الحزب وخاصة مؤتمر دار سليم (أكتوبر 1948) الذي برز فيه الهادي شاكر في موقع الداعي لتعديل بعض المسارات وخاصة مناهضة النزعة الزعامتية لقادة الحزب.
وقد لعب الهادي شاكر دورا أساسيا منذ تركيز الحزب الحر الدستوري التونسي، وهو أول من أسس شعبة دستورية في صفاقس، وقد كسب العديد من المناضلين حوله، فضلا عن نضاله ضدّ الاستعمار حيث نجده تقريبا حاضرا في كل المعارك.
وقد جلبت هذه المسيرة المنافي للهادي شاكر حيث تم إبعاده إلى مطماطة في جانفي 1935 مع جملة من القيادات الدستورية والشيوعية ومن ثم تم نقله إلى برج لوبوف وهي جميعها مناطق عسكرية لا يدخلها المدنيون.
وقد لعب الهادي شاكر دورا حاسما منذ أواخر الأربعينات وخاصة في الخمسينات في الحركة الوطنية وقد تم" اغـتياله وهو تحت الاقامة الجبرية، وقد هزّ هذا الحادث التونسيين حينها بشكل كبير مما أعطاهم دفعا للنضال الوطني.
اغتيال بأيادي تونسية
وتحدث المؤرخ عبد اللطيف الحناشي لحقائق أون لاين عن ملابسات اغتيال الهادي شاكر، الذي أفاد بأن جميع الدلائل تشير إلى أن أفرادا من عائلة بالقروي بصفاقس هم من نفّذوا هذه الجريمة ويتحملون المسؤولية في ذلك.
وتابع بأن عائلة بالقروي عائلة نافذة بشكل كبير في صفاقس وكانت تتعامل مع الادارة الاستعمارية، وقد كانت هذه العائلة تتهم الهادي شاكر بالوقوف وراء مقتل أحمد بالقروي، مبينا أن هذه الحقيقة تـحدث عنها ابنه محمد شاكر في كتابه جهاد واستشهاد.
وأشار عبد اللطيف الحناشي إلى أن حوالي 4 أشخاص بينهم ابنا أحمد بالقروي وهما الهادي وعبد القادر بالقروي، داهما منزل الهادي شاكر وقاما برمي قنبلة لفتح الباب وأخذاه عنوة من منزله من أمام عائلته واقتياده إلى مكان مجهول، متابعا بأنه تمّ العثور عليه بعد ذلك بطريق تربط بين نابل وقرمبالية مقتولا بعدة رصاصات في صدره يوم 13 سبتمبر 1953.
وأكد محدثنا وجود تقارير تؤكد أن السلطات الفرنسية كانت على علم بوجود مخطط لاغتيال الهادي شاكر حيث كانت تعلم بوجود سيارة تحوم حول المنطقة التي يـسكنها وهي معطيات موجودة بالارشيف الفرنسي، مؤكد أنها عملية اغتيال بتواطؤمع السلطات الأمنية والسياسية الفرنسية.
وقد لاقى اغتيال الهادي شاكر ردود أفعال كبيرة وغير منظمة، وفقا للمؤرخ عبد اللطيف الحناشي، حيث جدت أعمال تخريب طالت منشآت ودكاكين فرنسية فضلا عن اضرابات في عدة مدن، كما طالب حينها صالح بن يوسف بالثأر، ما جعل الحزب الحر الدستوري يدعو إلى ضبط النفس.
ولاحظ عبد اللطيف الحناشي أن جنازة الهادي شاكر يوم 14 سبتمبر 1953كانت ضخمة جدا لكن غابت عنها شخصيات مرموقة وكبيرة حتى الاتحاد العام التونسي للشغل لم يرسل قياداته واكتفى بحضور الكاتب العام الجهوي بصفاقس محمد كريم، وعلل الحناشي ذلك بالظرف الاستثنائي الذي كانت تمرّ به البلاد وبأن أغلب القيادات الوطنية كانت في السجون والمعتقلات.
طمس لشخصية الهادي شاكر
وأقر عبد اللطيف الـحناشي بعدم إعطاء هذه الشخصية الوطنية البارزة في تاريخ الحركة الوطنية حقها والمكانة التي تستحقها ويعود ذلك لسبب رئيسي وهو أن أغلب الكتابات كانت تركز على بورقيبة وفرحات حـشاد وغابت الكتابات عن الهادي شاكر إلا من بعض الندوات في الجامعات التي تحدثت عنه.
وأكد الحناشي في هذا السياق وجود طمس لشخصيات لعبت دورا اساسيا ومركزيا خاصة في داخل البلاد على حـساب الرموز التي كانت في العاصمة وخاصة بورقيبة لأنه كان شخصية نرجسية جعل من تاريخ الـحركة الوطنية يدور حوله مع وجود زعماء قبلوا بذلك.
وبين أن الجامعة التونسية بعد سنة 1987 بدأت تهتم بهذه الشخصيات وهناك بعض الرسائل الجامعية التي تحدثت عنها، مضيفا انهم من جهتهم كمؤرخين يتمثل دورهم في توجيه الطلبة بالجامعة التونسية للاهتمام بهذه الشخصيات أكاديميا ودراسة تجاربهم بالاعتماد على وثائق وشهادات ومذكرات لمناضلين عاصروا تلك الفترة وعدم الاقتصار عن شخصيات بعينها.
وثمن الحناشي الدور الذي لعبته مؤسسة التميمي للحديث عن شخصية الهادي شاكر وتخصيص ندوات عددت مناقب هذا الرجل والدور النضالي الذي لعبه في تونس.
ودعا إلى عدم التركيز على شخصية بورقيبة فقط لأن ما قام به كان ايضا بفضل شخصيات فذة من حوله على غرار أحمد بن صالح ومحمد المصمودي والهادي نويرة.