يبدو أن استضافة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي للترجي الرياضي من أجل تكريمه عقب عودته متوجا بالبطولة العربية من الإسكندرية قد تكون لها تداعيات وتأويلات عديدة خصوصا أن مقطع الفيديو الذي نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية تضمن بعض الرسائل ذات الصبغة السياسية.
السبسي فتح باب التأويل على مصراعيه بخصوص فرضية تجديد ولايته على رأس الجمهورية ووجه رسالة مضمونة الوصول إلى كل الحالمين بخلافته في قصر قرطاج في كلمات مقتضبة لكنها حاملة لعدة معان.
رئيس نادي باب سويقة حمدي المدب اصطحب معه قميصا للنادي حمل اسم الباجي قايد السبسي وإشارة لمائوية الفريق التي سيحتفل بها الترجيون بعد سنة ونصف تقريبا "BCE 1919 – 2019"..
ولم ينتظر المدب تعليق السبسي الذي فاجأه بالقول "اسمع ردّوا بالكلم يمشيش يقولو ترشحوا فيّا لـ2019".. ملاحظة السبسي بدت ذكية خصوصا أنها تضمنت دفعا لشبهة المناشدة للترشح لرئاسيات 2019 لاسيما وأن مسؤولي الأحمر والأصفر سبق لهم أن ناشدوا الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في سنة 2001 للترشح لرئاسيات 2004 وهو ما لم يخف عن السبسي المعروف بدهائه السياسي..
ومن دفع شبهة المناشدة فتح السبسي باب التأويل على مصراعيه بخصوص إمكانية أن يكون ضمن فرسان السباق الانتخابي لرئاسيات 2019 حيث قال للمدب "كثرت المداينية.. وكثرت الخطاب على الباب.. أنا التزامي كان إلى 2019.. لكن الباقي عند ربي شكون يعلم حينها من يحيا"..
كلام السبسي لم يكن عصيّ الفهم فالرجل بدا وكأنه يلمح بأنه ملتزم بأن يكمل فترته النيابية التي تنتهي في 2019 لكن من يدري حينها من "يحيا ومن يموت" وأيضا هل سيثبت على المغادرة أم سيبحث عن تمديد البقاء..
ورغم اقتضاب كلمته إلا أن رسائله للحالمين بخلافته في قصر قرطاج كانت حاضرة أيضا وفي كلمات قصيرة استوفى الباجي قايد السبسي ما بحث عنه فقال "أنا التزامي كان إلى 2019.. لكن الباقي عند ربي شكون يعلم حينها من يحيا.. ما نزربوش.. في العقل.. نحضروا رواحنا"..
كلمات مختصرة لكنها ذات معان بالغة خصوصا أن أهم ما يشغل الطبقة السياسية راهنا هو الحلم بخلافة السبسي في قرطاج وليس أدل على ذلك من "الخرجة" الإعلامية الأخيرة لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أو تصريحاته التي دعت رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى عدم الترشح إلى انتخابات 2019..
على كل يمكن التأكيد أن ما نقل على لسان رئيس الجمهورية لن يمر مرور الكرام وهكذا هو الباجي قايد السبسي "الشخصية المثيرة للجدل كلما أطلقت لسانها إعلاميا"..
