كلنا نعرف جيّدا شطحات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ولعبة الكواليس التي تغيّر في كل مرة نتيجة الإنتصار من هذا الجانب إلى ذاك وكلنا نعرف تأثير الحكام على نتائج العديد من المقابلات وعلى مصير اللقب في عدة سنوات ومناسبات ، ومن هذا المنطلق فإننا ننتظر في كل مرة شطحات غريبة وعجيبة أضحت من خصائص وعادات هذا الهيكل الذي يشرف على كرة القدم في قارتنا السمراء لكن الأمر بلغ الزبا هذه المرة وخرق كل الحدود الممكنة حيث فاجأتنا لجنة الحكام اليوم بتغيير الحكم الذي سيدير مباراة الترجي الرياضي وسان جورج الأثيوبي يوم الأحد القادم ، فبهد أن عيّنت الإيفواري ديمبيلي لتحكيم هذا اللقاء وأصدرا بلاغا رسميا في الغرض ها إنها تستغني عليه اليوم وتعوّضه بالحكم المصري جهاد جريشة ، نعم حكم مصري والحال أن الدور ربع النهائي المنتظر في شهر سبتمبر المقبل سيجمع الترجي الرياضي بالأهلي المصري ، فهل هذا معقول ومقبول؟؟؟
الأمر طبعا غير معقول ولا مقبول وتشتم منه رائحة كريهة فيها الكثير من الحسابات وفيها مخطط جهنمي الغاية منها واحدة وهي خدمة مصلحة الفريق المصري قبل هذه المواجهة النارية التي يشبّهها العديد من الفنيين بالنهائي قبل الأوان…
هذا الحكم – الذي شوّه هذه السنة المسيرة السليمة والعادية للدوري المصري في ذات يوم أدار فيه لقاء الزمالك والمقصة ظلم فيه الفريق القاهري بشكل مفضوح وغريب وحرمه من فوز مستحق واتهمه " الزمالكوية " بخدمة الأهلي وتدخل رئيس النادي مرتضى منصور في العديد من وسائل الإعلام لكشف تجاوزاته وفضح شطحاته – عيّن لمباراة رادس الأحد القادم خدمة للأهلي المصري من خلال آداء أحد الواجبين التاليين: الأول حرمان الترجي الرياضي من الإنتصار وبالتالي إبعاده من طريق ممثل مصر وهو دور تخصص جهاد جريشة في القيام به من عدة فرق منها الترجي الرياضي في الموسم الفارط حين أجبره على التعادل مع مولدية بجاية في ملعب رادس وإقصائه من كأس الكنفدرالية، والثاني هو إخراج الورقات الصفراء وربما الحمراء يمنة ويسرة وبموجب وبدونه في وجه لاعبي الأحمر والأصفر لحرمانهم من المشاركة في المقابلة القادمة التي ستجمع الترجيين بالأهلي المصري وهو الفريق المحسوب على هذا الحكم في البطولة المصرية بدليل ما فعله مع منافسه المباشر على اللقب فريق الزمالك…
تصوروا جهنمية المسؤولين على التحكيم في الكنفدرالية الإفريقية والتي تصل إلى حد الوقاحة بتعيين حكما مصريا لمباراة الترجي الرياضي قبل مواجهة مرتقبة ضد الأهلي في الدوري القادم، ولسائل أن يسأل لماذا لا يحدث العكس في لعبة الكواليس ويعيّن مثلا حكما تونسيا لمباراة الهلي القادمة ضد كوتون سبور؟
العكس لا يحدث لأن فريق الأهلي هو أكثر النوادي انتفاعا من الحكام وهو الفريق الوحيد الذي تحسب له كل الفوائد قبل كل تعيين بدليل الكم الهائل من الحكام العرب الذين أداروا لقاءاته خارج ميدانه في كل السنوات وفي المسابقات والهدف واضح ومعروف وهو ضمان حقوقه وتمهيد فوزه وتأهله، ولا نحصي عدد الألقاب التي غنمها هذا الفريق بفضل الحكام عير سنين وسنين…
الترجيون لم ينسوا ما فعله الجزائري جمال الحيمودي سنة 2012 في الدور النهائي ذهاب في مصر برفع الإنذار في وجه الدربالي وآفول وحرمانهما من خوض نهائي الإياب في تونس وإجبار الترجي الرياضي على لعب المباراة بدزن ظهير ايمن…
على كل حال لم يبق الترجيون مكتوفي الأيدي إزاء هذا التصرف الغريب من لجنة الحكام حيث سارع مسؤولوه بإرسال مكتوبا في الغرض للإتحاد الإفريقي لإعلامه بعدم رضاهه على هذا التعيين وشرح أسباب هذا القرار وهو مكتوب من المفروض أن يتجاوب معه المشرفون على الهيكل القاري بالإيجاب لأن الحق مع الترجي الرياضي في هذا الصدد ومن واجب الكنفدرالية التعامل بالمثل مع كل الأندية ونحن ننتظر بالتالي تغييرا جديدا لطاقم تحكيم مباراة الأحد ضد سان جورج الأثيوبي وإلا فإن هذا اللقاء سيخلف ردود أفعال قوية من ابناء باب سويقة وقد يتجه بنا إلى مجرى لا نريده بالمرة لأن طاقم التحكيم بقيادة جهاد جريشة متعوّد ومتخصص في ظلم الأندية وخدمة مصلحة هذا على حساب ذاك وقد يفاجئنا بتقرير ضد الترجي الرياضي بعد المباراة إن استحال عليه فعل أي شيء على المستطيل الأخضر ناهيك وأنه سيحل بتونس محملا بتعليمات وتوجيهات فريق الأهلي المصري …
هذا الملف يبقى للمتابعة وسيسيل الكثير من الحبر في هذه الأيام التي تسبق مباراة الترجي الرياضي وسان جورج وهذا ما أراده المسؤولون على قطاع التحكيم في الإتحاد الإفريقي بمثل هذه الشطحات والخزعبلات والتعيينات المسترابة والغربية.
