نفوق كميات كبيرة من الأسماك في ميناء الصيد البحري بقصيبة المديوني بالمنستير

استفاق، صباح أمس  الجمعة، البحارة في ميناء الصيد البحري بقصيبة المديوني من ولاية المنستير على مشهد كمية هامّة من الأسماك النافقة مختلفة الحجم من نوع "الوُرَاطَةْ" و"القَارِوصْ" و"الِمجِلْ" و"السَارْدَةْ" و"القَبْرُوصْ" (سرطان البحر).

وأوضح بحار ومجهز بالميناء، عمر الإمام، لوات أنه عاين، مساء الخميس، لدى تفقده مراكب الصيد الخاصة به العديد من هذه الأسماك وقد كانت تجد صعوبة في التنفس، مرجحا أن يعود نفوق هذه الأسماك إلى سكب محطة التطهير لمطة-صيادة-بوحجر للمياه الملوثة في البحر، إلى جانب السكب العشوائي للعديد من المصانع للمياه الصناعية مباشرة في البحر.

وأفاد بأن عددا من البحارة بالمنطقة والذين ما فتئوا يشتكون من عدم الاستماع إلى مشاغلهم ومطالبهم منذ سنوات، عمدوا ، أمس، إلى غلق الطريق العام، مطالبين بإيقاف سكب مياه التطهير في البحر حتى يعود بحر قصيبة المديوني مجددا إلى سالف عهده، حسب قوله.

من جهته، ذكر رئيس فرع المنستير المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والاجتماعية، منير حسين، أنّ البحارة وبعض المواطنين بقصيبة المديوني نفذوا وقفة سلمية عفوية احتجاجا على نفوق كمية هامة من الأسماك، أغلقوا على إثرها الطريق رقم 92 الواقعة قبالة ميناء الصيد البحري بقصيبة المديوني، مبيّنا أنّ نفوق الأسماك يرتبط بالتلوث المتواصل على مستوى خليج المنستير باعتبار أنّ محطات التطهير والصناعيين يواصلون عملية سكب المياه، فرغم الأشغال التي أنجزت لاستصلاحه إلا أنّ ظاهرة نفوق الأسماك مازالت متواصلة.

وذكر أن تنفيذ هذه الوقفة جاء للمطالبة بتسريع تنفيذ مشروع نقل المياه المستعملة من محطة التطهير صيادة-لمطة-بوحجر نحو محطة التطهير الجديدة التي ستنجز في القطب التكنولوجي للنسيج بالمنستير وللمطالبة بإيقاف مصادر التلوث على شاطئ مدينة قصيبة المديوني.

وأشار إلى أنّ لجنة جهوية تحوّلت،  إلى الميناء لمعاينة الوضعية ومحاولة ايجاد حلول عاجلة لمحاولة منع تكرر ظاهرة نفوق الاسماك التي انطلقت منذ السنوات الألفين ثم وقعت كارثة سنة 2006 ثم أصبحت هذه الكارثة متداولة كلّ سنة في فصل الصيف مع ارتفاع الحرارة وإلقاء الفضلات في البحر، مبرزا أنّ خليج المنستير يعد محضنة تضع فيه الأسماك بيضها، وبتواصل هذه الممارسات ستتم خسارة ثروة سمكية وطنية، حسب قوله.

من ناحيته، أبرز ممثل الوكالة الوطنية لحماية المحيط بالمنستير، محمّد الجزيري، أنّ هذه الظاهرة تتكرر سنويا في قصيبة المديوني ولا ترتبط بعوامل طبيعية بحتة بل بعوامل التلوث باعتبار أنّ شاطئ قصيبة المديوني وميناء الصيد البحري بها ملاصقان لمحطة معالجة المياه المستعملة التي لم تعد طاقة استيعابها تسمح بالتعامل مع كمية المياه المستعملة الواردة عليها خاصة مع التوسع العمراني والنسيج الصناعي ومع تكاثر عدد السكان ومع حلول الصيف وبالتالي يقع في بعض الأحيان سكب المياه دون معالجتها.

ويشتكي البحارة في قصيبة المديوني من تضرر مراكب الصيد من التلوث ومن عدّة أمراض جلدية ويعتبر بعضهم أنّ تفشي الأمراض السرطانية في صفوف الأهالي وخاصة البحارة ناتج عن التلوث الذي تعاني منه مدينة قصيبة المديوني منذ أكثر من 17 سنة، حسب تقديرهم.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.