رغم تجدد طلب الجامعة وتحذيرات وزارة الصحة: تمسك الداخلية بتوقيت الفينال أغرب من الخيال؟

أحيانا تصدر بعض القرارات السياسية لتترك في العقل حيرة والوجدان أسى على الحالة التي باتت عليها الدولة في السنوات الأخيرة فالحركات الصبيانية والصراعات "الدونكيشوتية" تلبست حتى بمفاصل الدولة لتتسع رقعة الوهن وترتفع الحمى و"يا ربي زيل الغمة"..

مباراة نهائي كأس تونس.. قمة تمثل أهم عرس كروي في عدة دول من هذا العالم.. فهو اللقب الذي تسنده أعلى سلطات البلدان.. وهو رمز سيادة والظفر به يرتقي إلى ما فوق العادة..

هذا العرس لن يكون كما هو عليه الحال في بقية أصقاع الدنيا فقد فرضت قيادات وزارة الداخلية والمكلفون بالبروتوكولات الرئاسية أن يدور نهائي كأس تونس بين النادي الإفريقي واتحاد بن قردان في حرارة قد تصل إلى 40 درجة كما ينتظر لها أن تكون يوم غد السبت- ما يجعل ملعب رادس أشبه بمحرقة وليس مسرحا للأفراح..

المؤلم والمؤسف في آن هو أن وزارة الصحة أصدرت بلاغا – تجدونه في أسفل المقال – تدعو فيه المواطنين لأخذ الحذر والتوقي من ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام وأوصت بتجنب لفحاتها مع ضرورة عدم التورط في مجهود بدني قد يمثل خطورة على الصائم في هذا الشهر الكريم..

ورغم تحذيرات وزارة الصحة أبت وزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية إلا أن تجبرا الفريقين والجماهير والإعلاميين وكل المعنيين بهذا اللقاء على التحول إلى "جحيم" رادس  يلفحهم سعير الحرارة المرتفعة على امتداد رحلة التحول إليه وعند دخوله عقابا لهم على الولع بالساحرة المستديرة..

الناديان احتجا والجامعة تدخلت ووزارة الصحة نبهت لكن القائميين على البرتوكولات والإعدادات الأمنية كان لهم رأي مخالف حتى أنه يخيّل لأي مهتم بما يجري على هذه الرقعة الجغرافية أننا نعيش في القرون الوسطى أو لست أدري ماذا؟

صراحة بين موقفي وزارة الصحة ووزارة الداخلية هناك سخرية وعلامات استغراب فكلالهما تنشطان تحت إمرة رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورغم أن موقفيهما متباينان إلا أنه لم يتدخل ليعدل الأمور؟

النهائي ثبت بموعده وباءت كل المحاولات لتغيير موعده بالفشل ليخيب الرجاء في سياسات دولة عاجزة عن توفير الأمل حتى لا نتحدث عن الكرامة والحرية والعمل..

للإشارة هذا ما جاء في بلاغ وزارة الصحة العمومية:

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.