شبهة خطأ طبيّ محال على أنظار القضاء: طبيبة تتسبّب في خلع يد مولودة.. والأمّ تروي مرارة ما عاشته أثناء الولادة

لم يعد الخطأ الطبي الذي قد تشهده المستشفيات العمومية أو المصحات الخاصّة، حادثا عرضيّا بل تحوّل إلى ظاهرة متفشيّة تلازم الضحايا مدى الحياة اوتنتهي بهم في القبور.

وحسب احصائيات رسمية من وزارة الصحة، فقد ارتفع خلال الخمس السنوات الأخيرة عدد الشكاوى المتصلة بشبهة وقوع أخطاء طبية في المستشفيات العمومية بنسبة تتراوح بين 25 و 30 بالمائة.

ووصل عدد القضايا المتعلقة بشبهة أخطاء طبية المنشورة لدى القضاء خلال الفترة الممتدة بين سنوات 2012 و 2015 إلى 573 قضية، مقابل تسجيل 350 شكاية سنويا متعلقة بشبهة وقوع أخطاء طبية خلال السنوات التي سبقت سنة 2012.

وفي هذا السياق تحدّثت السيدة نادرة وهي آم لطفلين عن مرارة ما عايشته في المستشفى الجهوي بالمنستير، مبينة أن الحادثة انطلقت لمّا كانت حاملا في الشهر الثامن، حيث شعرت بآلام حادّة على مستوى إحدى كليتيها، وبنقلها إلى المستشفى الجهوي بالمنستير حيث تبين أنها تعاني من جرثومة مما استوجب إقامتها في  المستشفى.

وتضيف المتحدثة بكل حسرة لحقائق أون لاين، أنّ حالتها تعكّرت كثيرا، وبقيت لمدّة 4 أيام أقلّ ما يقال عنها أنها أيام مصارعة مع الموت، لكن دون تدخّل طبيّ.

وأضافت أنّ الأطباء رفضوا إحالتها على غرفة الولادة لأنّ الطفل لم يكن في موضعه الطبيعي رغم أنّ كل الأعراض تدلّ على موعد الولادة (فارسي).

وبسبب حجم الآلام، ألحّت الأمّ على الإطار الطبي لتوليدها عبر إجراء عملية قيصرية عوض الولادة الطبيعيّة، غير أنهم رفضوا ذلك.

وتروي الامّ، أنه بعد أن احتدّ عليها الألم تم نقلها إلى غرفة الولادة، لكن الطبيبة المشرفة عليها وحين تفقدها للجنين ثقبت الغشاء الأمنيوسي (الغشاء الذي ينمو فيه الجنين)، وبعد ساعات من الآلام تمكنت الطبيبة المشرفة على الولادة من إخراج أحد ساقيْ الجنين في حين لم تتمكن من سحب الأخرى، عندها طلبت من الأم مساعدتها عبر الضّغط، غير أن الأم ومن شدة التعب لم تعد قادرة على ذلك وهو ما دفع بالإطار الطبي إلى مغادرة عرفة الولادة تاركين الأم وجنينها لمصيرهما.

وتابعت المتحدّثة في روايتها، أنّها ظلّت بمفردها تواجه مصيرها إلى أن دخلت إحدى عاملات التنظيف ولما رأتها على تلك الحالة، سارعت ودعت الإطار الطبي لإنقاذها وهو ما تمّ فعلا لكن بعد عناء شديد باعتبار أنّ الجنين لم يكن في موضعه الطبيعيّ.

وأكّدت الأم أنّ مولودتها بدت غريبة حيث أنّ إحدى ساقيها كانت منتفخة وزرقاء اللون، إضافة إلى أنها لا تستطيع تحريك يدها اليمنى.

وبمغادرتها المستشفى اتضح أنّ ابنتها تعاني خلعا على مستوى اليد سيعايشها طول حياتها، حيث أنها لا تسطيع سوى تحريك أصابعها، وباتجاهها إلى طبيب أطفال أكّد لها أن العظام سليمة وأنّ الخلع تمّ على مستوى العصب، ودعاها إلى اعتماد حصص التدليك لمدة ثلاثة سنوات إلى أن تشفى ابنتها، مؤكّدا أنّ يد الرضيعة المتضررة لن تعودعلى طبيعتها لأنها لن تمتثل للشفاء بنسبة 100 بالمائة.

وبيّنت الأمّ أنها توجّهت إلى القضاء عبر عريضة وجهتها الى وكيل الجمهورية بالمنستير، وفي مرحلة ثانية توجهت إلى الشرطة العدليّة بالجهة أين تم الاستماع إلى أقوالها وقد تمّ تسجيلها إلى حين الاستماع إلى الطبيبة المشتكى بها وإجراء مكافحة بينها.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.