توجّه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اليوم الاربعاء 10 ماي 2017، بخطاب للشعب التونسي مباشرة من قصر المؤتمرات بالعاصمة أعلن من خلاله عن عدد من القرارات، وأبدى فيه جملة من المواقف.
ولم يخلُ خطاب رئيس الدولة كما عودنا دائما، من الطرائف والأخطاء، وكانت البداية عند استشهاده بآية قرانية لدى افتتاح الخطاب فعوض أن يقول "وَقُلْ جَاءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِل إِنَّ الْبَاطِل كَانَ زَهُوقًا" قال إن "الحق كان زهوقا" وواصل الخطاب دون التفطن إلى ما قال.
ولا يخفى على أحد أن السبسي متأثر بالمدرسة البورقيبية واختار منذ ظهوره على الساحة السياسية من جديد بعد الثورة إلقاء خطاباته باللهجة العامية، الامر الذي كان ينتهي في كل مرة بعديد الطرائف، وهو ما تكرر في خطاب اليوم، حيث تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في شكل نكات، حديثه عن متابعته الدائمة لكل البيانات الصادرة عن الاحزاب والمنظمات الاجتماعية المتعلقة بالوضع في البلاد عندما قال: "أنا نقرا كل البيانات.. بالك قاعد غاديكا في قصر قرطاج ندور في صوابعي".
وعندما كان يتحدث عن لقاء باريس بينه وبين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بخصوص ما اتفقا حوله أولا بإعلاء مصلحة تونس قبل كل المصالح بما فيها مصلحة الأحزاب وثانيا أن يتم حل كل المشاكل بالحوار والتوافق، أشهد السبسي الغنوشي الذي كان جالسا أمامه وقال: "هاو قدامو كان يقول لا"، في حركة أثارت ضحك الغنوشي وعدد من الحاضرين.
ومن جملة زلات اللسان الكثيرة التي تخللت الخطاب، نذكر حديث رئيس الدولة على رئيس الحكومة ومناداته بالوزير الأول رغم أن التسمية لم تعد معتمدة في زمن الجمهورية الثانية، إضافة إلى حديثه عن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار الذي وصفه بـ"المكلف باللجنة الوطنية الدستورية".
ولم تقتصر الأخطاء على الآية القرآنية والصفات الرسمية لرئيسي الحكومة وهيئة الانتخابات، بل شملت حتى الأمثال الشعبية بما جعل مثل "ما يحسّ الجمرة كان اللّي يعفس عليها" يصبح "ما يعفس الجمرة كان اللّي يعفس عليها".
وإن كان "النحو في الكلام كالملح في الطعام" على رأي إمام النحويين "سيبويه"، فقد بات لا معنى لخطاب يلقيه رئيس الدولة الباجي قائد السبسي دون طرائف وزلات لسان.
