مع تواصل سقوط ماجدولين: إذا أردت معرفة أسباب فشل وزير.. فـ”بربش” عن مستشاريه!؟

بات تغيير الوزراء والحكومات بعيد ثورة 14 جانفي 2011 مصدر تندر في الشارع التونسي حتى أن عمر "بعض قوارير الغاز" بات أطول من استمرار بعض الحكومات وهو أمر غير مسبوق منذ الاستقلال إلى حدود سقوط نظام بن علي..

ورغم أن التغيير بات خبزا يوميا إلا أنه لم يحدث أن كان هناك اتفاق على وزير بأنه فاشل أو سيفشل كما "أجمع" عموم الرياضيين والمتابعين على تأكد فشل ماجدولين الشارني منذ تعيينها على رأس وزارة شؤون الشباب والرياضة..

وصول ماجدولين إلى شارع محمد علي عقيد لم يلق هوى في نفس الكثيرين بل أن البعض راح يردد بأن تمكينها من الوزارة كان هدية لا تستحقها بعد أن منيت بفشل ذريع في كتابة الدولة لشهداء وجرحى الثورة..

وبعد أن هدأت ثورة الغضب ورضي الجميع بالأمر المقضي وانصرفت الوزيرة إلى عملها صار واضحا أن ما أجمع عليه الرياضيون حقيقة لا تنازع حولها  فالوزيرة لا تعي شيئا عما يحدث في الساحة الرياضية وما تعانيه قطاعات عديدة باتت مهددة بالانقراض أما الرياضات الشعبية فمن سيّء إلى أسوأ..

قد يكون من القسوة أو حتى الضيم أن تحمل ماجدولين مسؤولية تدني مستوى الرياضة التونسية لكن الإشكال أنها ليست الشخص المناسب للموقع المناسب فقد تكون لها مواهب أخرى جعلت رئيس الجمهورية -عفوا رئيس الحكومة- يبقي عليها في أحد المناصب العليا بالدولة لكن حتما هي لا تصلح لوزارة تجمع الشباب والرياضة وهما قطاعان سياديان لبلد أغلب سكانه من الشباب..

الشارني فشلت في معالجة عديد القضايا مؤكدة أنها لا تصلح لهذه الوزارة وزادت تصريحاتها في مزيد إشعال النيران في الساحة الرياضية خصوصا مع تدخلها في شؤون لا تعنيها أساسا ولا صلاحيات لها للخوض فيها على غرار "فتواها" الأخيرة بخصوص "الويكلو"..

عدم توفق ماجدولين إعلاميا استمر بشكل جعل صورتها تتآكل حتى بات يوسف الشاهد عاجزا عن صد الضربات التي تنال من حكومته جراء السقطات الإعلامية متواصلة لوزيرته على غرار تصريحها الأخير الذي وصفت خلاله أنصار النادي الإفريقي في حصة الأحد الرياضي الأخيرة بالإرهابيين..

ولعل ما ورطها أكثر هو مرورها الإعلامي الموالي عبر إذاعة موزاييك حيث رفضت أن تعتذر عن تشبيه لا يليق خصوصا أن الوقائع أثبتت أن الجماهير كانوا ضحايا استعمال مفرط من قبل أعوان الأمن للقوة..

وفي الحقيقة فإن إصرار ماجدولين الشارني على المضي في الخطأ يفتح نافذة على دائرة مستشاريها فهم مسؤولون بالأساس عن صورة وزيرتهم وأيضا عن سياستها وأساليبها التواصلية وبالتالي فإن نصيبهم من الفشل لا لبس فيه..

هذه المسؤولية تتجلى بوضوح في شخصية أشرف بربوش وهو أحد جنود الخفاء في وزارة الرياضة وأحد المقربين من الوزيرة والذي عوضا عن دعوة ماجدولين للاعتذار وتصويب سقوطها الإعلامي الأخير راح يروج على بعض الصفحات المشبوهة لمقاطع فيديو يعتبر أنها قد تجعل من أحباء الأحمر والأبيض إرهابيين (أهازيج تذكر أسامة بن لادن)..

بربوش أدلى أيضا بتصريحات مشابهة لم تخرج عن نفس السياق وهو ما زاد في إرباك الوزارة ورفّع من درجة الاحتقان في الساحة الرياضية فمن المرات القلائل التي تتوحد فيها جماهير كل الأندية مع أنصار فريق تعرضوا للاعتداءات الأمنية وهو ما من السهل التعرف عليه من خلال زيارات بسيطة إلى صفحات الأندية المنافسة للإفريقي على مواقع التواصل الاجتماعي..

مستشار الوزيرة سعى من خلال حملة إعلامية وأخرى على "فايسبوكية" إلى إنقاذ الشارني لكنه ساهم من حيث لا يدري في توريطها ذلك أن "اسطوانة الإرهاب" باتت بضاعة راكدة منذ انهيار نظام المخلوع لكن يبدو أن "أشرف" ظلّ وفيّا لـ"أرشيف" و"كليشيات" العهد البائد الذي يعرفه أكثر من غيره..

الغريب أن أشرف بربوش كان متطرفا أكثر ممن وصفهم بالإرهابيين فالمضي في حكم راديكالي كالذي تبناه رفقة وزيرته لم يحدث في العالم فقد أثبتت عديد الدراسات بعد أحداث 11 سبتمبر أن اسم "أسامة" قد بات يلقى رواجا كبيرا في صفوف مسلمي أمريكا فهل يذكر هذا المستشار حملات اعتقال لمن أطلقوا اسم "أسامة" على أبنائهم أو حتى مجرد وصفهم بالإرهابيين؟

وبالمحصلة يمكن أن يصادف أن تحمل مسؤولية ما لفاشل ما لكن إن زاد الفشل عن الحد فيحنها "بربش" عن المستشار وإن وجدته في مثل حالة "أشرف بربوش" فلا تسأل إذا عن أسباب الفشل..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.