أضروا بالترجي والإفريقي: تحقيقات إعلامية تورط وكيلين تونسيين ومغربيا في التغرير باللاعبين.. الروج والفرجاني والصرارفي بين الضحايا

كشفت تحقيقات إعلامية فرنسية شاركت فيها 12 مؤسسة إعلامية أوروبية عن شبكة "تحيل" من ثلاثة وكلاء تتكون من تونسيان ومغربي وقع ضحيتها عدة لاعبين تونسيين وأفارقة وتضررت منها بعض الأندية في فرنسا وتونس..

التحقيقات التي نشرت تحت عنوان "فوتبال ليكس: من فالنسيان إلى تونس.. الحيل القذرة لثلاثة وكلاء" كشفت أن شركة "team management" التي يرأسها التونسي جمال الهاني رغم أن نصيبه لا يزيد عن 10% من رأس مالها مقابل 45% للتونسي الآخر عبد العزيز بن عيسي (المعروف باسم عزيز) ومثلها للجزائري جمال منور تسببت في إلحاق الضرر بعديد اللاعبين بشكل أثر على علاقاتهم مع وكلائهم السابقين وأيضا على مصير مسيرتهم الرياضية..

ومثلت حالة المهاجم الغابوني "غايتان ميسي-ميزو" منطلق التحقيقات بعد أن ثبت اللاعب قد وقع تحريضه للانقلاب على وكيل أعماله الذي نقله من فريق هاو في أحد ضواحي تولوز إلى نادي فالنسيان في الدرجة الثانية الفرنسية لينتهي به الأمر بالالتحاق بفريق "باريس أف سي" الهاوي بعقد مبتدئ بعد أن سبق ووقع قبل أشهر فقط عقد احتراف مع فالنسيان..

وبعد "غايتان" جاء الدور على صانع الألعاب التونسي هيكل الشيخاوي الذي كان يشق طريقه نحو مسيرة محترمة مع فريق سوشو الفرنسي وقبل أن يشتد عوده وقع تحريضه على عدم تجديد عقده مع ناديه وقطع علاقته مع وكيله السابق لتكون محطة "اف سي بورتو" البرتغالي وجهته في صائفة 2015 أين فشل في فرض نفسه نظرا للضغوطات الكبيرة على ناد كبير قدره المراهنة  الألقاب..

وبعد الفشل في اللعب مع الفريق الأول قررت إدارة بورتو إلحاق الشيخاوي بالفريق الرديف قبل إعارته إلى نادي "فارزيم" في الدرجة الثانية البرتغالية وها أنه يضيع موسمين من مسيرته جراء سوء تقديره والفشل في اختيار منوبيه..

ولئن كان الشيخاوي صغيرا في السن وقد لا يلام على خطأ قلب مسيرته الاحترافية إلا أن لاعبين في قيمة الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف يفترض أنهما يملكان م الخبرة والتجربة ما يجعلهما بمنأى عن السقوط في نفس المأزق لكنهما كان أيضا من بين ضحايا هذه الشركة حيث تم تحريض الفرجاني على التنكر لوكيله السابق عبد الرؤوف بولعراس في حين تخلى "الروج" عن وكيله سليم بولصنام الذي كان سببا في تغيير مسيرته بعد أن قاده من اللعب في قسم الهواة إلى أحد أعرق أنديتنا النادي الرياضي الصفاقسي..

النتيجة أن "الفر" و"الروج" لم يعمرا بنادي "ماتز" رغم تدحرجه إلى الدرجة الثانية الفرنسية ففخر الدين انضم إلى الترجي ولم يخض سوى بعض الدقائق بـ"الليغ 1" في حين كان ساسي أساسيا طيلة موسم ونصف قبل أن يجبر على قبول عرض الترجي الرياضي..

أما مقابل تحولهما إلى الفريق الفرنسي فكان ضعيفا ولا يليق بقيمتهما فقد فرط فيهما السي أس أس تحت الضغط لتسريحهما مقابل 1.6 مليون يورو وهو لا يليق بقيمتها التسويقية ناهيك مثلا أن "الروج" تحصل على عرض سعودي بقيمة 5 ملايين دولار لكنه رفضه بنصيحة من وكيله..

وبالمحصلة عاد بن يوسف إلى اللعب في تونس بعد 6 أشهر فقط في وقت كان الفرجاني أكثر حظا ليعود بعد موسم ونصف ليتزاملا من جديد وللمرة الثالثة بعد محطات السي أس أس وماتز وأخيرا الترجي الرياضي..

آخر ضحايا هذه الشركة كان مهاجم النادي الإفريقي الشاب بسام الصرارفي الذي انتقل إلى نادي نيس الفرنسي فيما تحدث بعض الأخبار عن "إكرامية" منحت لأحد اللاعبين والمسيرين السابقين لنادي باب الجديد مقابل الفوز بتوقيع هذه الموهبة الشابة لفائدة هذه الشركة..

ويذكر الجميع السيناريو الذي رافق انتقال الصرارفي إلى نيس وكيف سافر اللاعب غصبا عن هيئة ناديه بعد أن وقع تحريضه وقد سبق أن صرح لنا سليم الرياحي أنه سيقاضي وكيل أعمال اللاعب (عزيز) في صورة توقيعه مع الفريق الفرنسي قبل أن يسوّى الخلاف لاحقا..

وفي سياق متصل كلفت صفقة موسى ماريغا الترجي الرياضي حوالي مليوني دينار بعد أن كسب اللاعب نزاعه مع الفريق لدى "الفيفا" في وقت تم نقله لاحقا إلى فريق "ماريتيمو" البرتغالي ومنه إلى نادي بورتو في صفقة كلفت العملاق البرتغالي 3.8 مليون يورو وجنى منها هذا الثلاثي 900 ألف يورو وهي التي أبرمها الوكيل التونسي "عزيز"..

الترجي خسر لاعبا مهما وخسر أيضا نزاعه القضائي مع اللاعب قبل أن يفشل في الحصول على نصيبه من انتقالات اللاعب سواء إلى ماريتيمو أو إلى "اف سي بورتو" وهي ضربة موجعة دون شك..

ولم يكن نادي باب سويقة وفريق عاصمة الجنوب فقط من ضحايا هذه الشركة بما أن الإفريقي بدوره كان ضحية عملية تحيل في صفقة الكونغولي مات موسيلو حيث غرر به لانتداب لاعب منتهي الصلوحية لتعرف الصفقة لاحقا الفشل رياضيا وبالتتبع قانونيا حيث حصل المهاجم السابق على 320 ألف يورو رغم أنه يقدم أية إضافة للأحمر والأبيض..

ومع هذه الحلقات من الاحتيال على الفرق واللاعبين لا يزال تحت تصرف هذه الشركة عدة عقود مع لاعبين تونسيين من بينهم أسماء شابة قد تكون نهايتها رياضية كسابقيهم والأسماء عديدة نذكر من بينها مروان الصحراوي الذي تمرد على الترجي ليلتحق بماتز الفرنسي قبل أن يلتحق بالفريق الثاني لفيكتوريا غيماريش البرتغالي أو حازم الحاج حسن الذي تم جره للتمرد على النجم الساحلي لينتقل إلى بوردو ويعاني الأمرين قبل اللجوء إلى القضاء لفك الارتباط مع هؤلاء الوكلاء ومن ثمة العودة إلى ليتوال..

والقائمة لا تزال عريضة في وجود أسماء أخرى كبيفو الترجي الرياضي وسيم النغموشي ومهاجمه حمزة اللطيفي أو بلال البراهيمي ونسيم الزيتوني ومحمد النجاري وغيرهم ممن لا يزال مصيرهم غامضا غموض معاملات هذه الشركة..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.