أيام قليلة بعد اندلاع احتجاجات شعبية مطالبة بالتنمية والتشغيل في عدة مناطق وجهات على غرار ما يحصل في تطاوين والكاف وصفاقس، ارتأى رئيس الحكومة يوسف الشاهد تغيير طريقة تعامل الحكومة مع الاحتجاجات من خلال التوجه إلى هذه المناطق واتباع إستراتيجية القيام بالزيارات الميدانية للجهات والمدن لتهدئة الخواطر والإعلان عن قرارات من شأنها أن تحد من الاحتقان الشعبي.
ونظرا لرمزيتها الاجتماعية وثقلها السياسي والشعبي، سارع الشاهد إلى زيارة ولاية صفاقس لاحتواء الاحتجاجات الشعبية فوضعها على قائمة الولايات التي ينوي زيارتها استباقا لتوسع رقعة التحركات في الجهات.
ورغم دعوته من طرف محتجين في ولاية تطاوين الى زيارتهم للاطلاع على مطالبهم ورغم مطالبته من طرف بعض أعضاء مجلس نواب الشعب لزيارة ولاية القيروان الا أن الشاهد ارتأى أن ينطلق في جولته بثاني أكبر المدن التونسية وتواصلت زيارته لها لمدة يومين وهي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس حكومة بزيارة ولاية لمدة يومين.
وفي اختياره لصفاقس كأول ولاية يزورها يبدو أن رئيس الحكومة قد تخوّف من سيناريو 2011، الذي لعبت خلاله عاصمة الجنوب دورا هاما ومفصليا في تتويج التحركات الشعبية التي اندلعت آنذاك في عدد من الجهات الداخلية.
وخيّر الشاهد التوجه إلى عامة المواطنين وفق معيار ترتيب المدن حسب الثقل السياسي والاجتماعي، إذ تأتي زيارته إلى ولاية صفاقس يومان بعد بدء سكان ثاني أكبر المدن التونسية في التحرك والاحتجاج على غرار ما يقع في معتمديات الصخيرة وجبنيانة وقرقور.
واصطحب الشاهد معه وفدا وزاريا وأجرى جولة وسط مدنية صفاقس معلنا عن قرارات متنوعة وأبرزها الإنطلاق فورا في تفكيك كل الوحدات الملوثة بمصنع السياب وإطلاق مشروع تحلية مياه البحر، اضافة الى إعطاء إشارة انطلاق اشغال بناء المستشفى الجامعي الجديد بصفاقس.
ويتوقع أن يعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد عن قرارات إضافية لفائدة 6 ولايات أخرى استجابة لمطالب المحتجين ولتهدئة الوضع الاجتماعي خاصة وأنه سيزور الأسبوع القادم ولاية تطاوين.
