رأينا وسمعنا وقرأنا العجب العجاب بعد كلاسيكو " الغورة " الأخير في سوسة بين نجم المكان وصاحب الريادة والطليعة الترجي الرياضي ، فكل المفاهيم انقلبت رأسا عل عقب في هذا الزمن الغريب بالتشريع والتنظير وتبرير خرق القوانين ، بل أكثر من ذلك – وهذا هو الأمر الأخطر- حيث رفعت واتجهت أصابع الإتهام وكل الأوصاف المزرية والدنيئة في وجه الأطراف التي طالبت بتطبيق القانون..
نعم تم ذلك دون أدنى حياء وبأقصى وقاحة ممكنة ، فمسؤولو الترجي الرياضي أصبحوا مذنبين ومعتدين ونعتوا بالبكاية والشكاية لمجرد مطالبتهم بتطبيق القانون و" تنظيف " مساحة اللعب من كل الدخلاء لتأخذ العادات مكان النصوص القانونية التي تنظم اللعبة ، فهذا فتّح عينيه على التواجد بهذا المكان ، والآخر دخلت في تقاليده متابعة المقابلات من حافة الميدان والكل يتفنن في خلق التعلات التي يخرق بها القانون ويشرّع لنفسه التعدي عليها ..
والأغرب من كل ذلك هو أن الأمر وصل إلى البلاتوات التلفزية حيث خرج مختار التليلي في برنامج " بالمكشوف " متهما ومشتوما ومهزوما والحال أنه كان الوحيد من بين الحضور من طالب بتطبيق قوانين كرة القدم وخرج البقية منتصرين فرحين مسرورين ومشكورين بتفننهم في خرق النصوص والتشريعات استنادا على العادات والتقاليد وتبريرا للوصول بالمباراة إلى شاطئ الأمان…
هكذا هي الحال اليوم في عصر " الغورة " والفوضى وقانون الغاب وتبرئة المعتدين والمذنبين وتجريم أصحاب الحق والمطالبين بالقانون.
