دروس “السبعة الحيّة” لمحو “الشعبويّة”…

لم تكن حصة الأحد الرياضي بتاريخ التاسع من أفريل لسنة 2017 كلاسيكية، ليس لمضمونها الذي لا ننكر أنه تحسّن قياسا بسنوات "الجمر الكروي"، بل لحضور إحدى أيقونات كرة القدم التونسية وأحد أفضل سفرائها بالخارج، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق..

الواضح هنا أننا لا نتحدث عن سامي العروسي الذي ظلم نفسه بتلك الإطلالة المخجلة وكان من الأفضل له أن يعتذر لرازي القنزوعي عن الحضور لـ "ثقل ظله"، فلا هو يحسن الحديث (وخاصة في تعديه الصارخ على لغة موليار وفيكتور هيقو) ولا حتى يجيد الاستماع، بل نحن في سياق الحديث عن النجم زبير بية الذي أعطى رونقا خاصا للحصة لـ "ثقل حجمه" و"سعة" زاده الكروي وتدخلاته الرشيقة وتحاليله المنطقية والبعيدة عن معجم التعصب و"فوبيا" الانتماءات، حتى أن الزميل رازي المعروف بمقاطعته لبعض الضيوف ممّن يتقنون فن "الثرثرة" والجعجعة التي غالبا ما لا تنتج طحينا، انسجم مع خطاب "السبعة الحيّة" بل كان يلجأ إليه في كلّ مرة ليرتقي بمستوى النقاش ويحافظ على توازن الحوار الذي انحرف عن مساره الطبيعي في بعض الأحيان بسبب التدخلات الهاتفية المملّة.

وإذ لا يختلف اثنان في تقييم مسيرة زبير بية كرويا، إلا أن البعض ممن أعماهم التعصب والتملّق، و"حرقهم الحليب" خاصة، أعلنوا الحرب على الرجل عبر وسائل مختلفة، وأساؤوا لثاني أفضل لاعب في تاريخ نادي فرايبورغ الألماني، وأفضل من حمل الرقم 7 في تاريخه، خدمة لمصالح أطراف معروفة ، حيث عمدوا لتشويه بيّة بأساليب قذرة بعد أن نهلوا من قذارة المحيط الذي نشؤوا فيه، لكنهم فشلوا في صدّ تصويبات "زوبة" وتمزقت شباكهم فسقطوا…وأي سقوط..

بالأمس أطلّ علينا زبير فأنعش الكثيرين وأحرج البعض بصراحته، حتى من أبناء البيت الذي نشأ فيه، فلم يكن منافقا حين لام على صديقه حسين جنيح الذي تخلّف عن مواساته بعد خضوعه لتدخل جراحي، ولم يترك الفرصة لرفيق الأمس مجدي تراوي ليتهكّم على زياد الجزيري، كما لم يفسح المجال لرياض بنور ليظهر في ثوب الملائكة، فكان سكّينا حادّا، يقطع حبل السفسطة في ظل سلبيّة البعض ممّن رافقوه طوال الحصة، وخوف البعض الآخر من قول الحقّ..

بيّة كان ومازال وسيبقى "السبعة الحيّة"…أمّا عن "اللّصّ" فلا "حياة" ولا حياء..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.