الترجي الرياضي: شوطان مختلفان.. تعادل للنسيان.. والمباركي يدفع فاتورة الارهاق

هل ربح الترجي الرياضي نقطة أم خسر نقطتين من تنقله أمس إلى صفاقس ؟ … الفرضيتان صحيحتان في الحقيقة ذلك أن هذا التعادل ضد النادي الصفاقسي في ملعب المهيري لا يعد نتيجة سلبية وسمح للأحمر والأصفر بالمحافظة على مركزه في صدارة الترتيب من جهة لكنه قلّص في اللمقابل الفارق مع منافسيه المباشرين على اللقب ونعني هنا النجم والإفريقي وأعطى بالتالي منعرجا جديدا للبطولة…

لقد كانت كل الإحتمالات على مستوى النتيجة ممكنة في قمة أمس، فالترجي الرياضي كان قادرا على الخروج بثلاث نقاط ثمينة جدا مثلما كان النادي الصفاقسي قريبا كذلك من خطف الإنتصار وتكبيد منافسه هزيمته الأولى في مرحلة البلاي اوف، في النهاية كان التعادل سيّد الموقف واقتسم الفريقان النقاط..

وجهان مختلفان

الكلاسيكو عرف وجهين مختلفين حيث كان الشوط الأول لصالح الترجي الرياضي فيما كانت الفترة الثانية صفاقسية بامتياز لكن لا هذا ولا ذاك استغل فترة قوته في المباراة وتوصل إلى هز شباك منافسه…

أبناء المدرب فوزي البنزرتي دخلوا اللقاء افضل من أصحاب الدار وكانوا قريبين جدا من إحداث الفارق في بعض المناسبات خصوصا عن طريق فخر الدين بن يوسف الذي أهدر أبرز فرصة في هذا اللقاء مسددا فوق المرمى رغم موقعه المناسب وغيلان الشعلالي الذي تألق الحارس الجريدي في تحويل مخالفته المباشرة إلى الركنية فيما لم يوفق إيهاب المباركي هذه المرة في تمريراته الدقيقة والحاسمة وشهد الخنيسي إلغاء هدفه من قبل المساعد الثاني للحكم بدعوى التسلل..

لقد كان بإمكان الترجيين حسم مصير المقابلة منذ الفترة الأولى وأخذ الفارق الذي كان سيغيّر دون أدنى شك من وجهة اللقاء لكنهم فشلوا في ذلك وسمحوا لمنافسهم بقلب المعطيات على مستوى السيطرة وخلق الخطر في الشوط الثاني والبحث عن الهدف لكن دون جدوى لغياب النجاعة عن اللمسة الأخيرة ولتألق بن شريفية كذلك في التصدي إلى المحاولات الهجومية وأبرزها مخالفة المحجبي التي حوّلها حارس الترجي الرياضي بمهارة إلى الركنية..

إذن اقتسم الفريقان السيطرة في هذا اللقاء وخرجا في النهاية بتعادل لم يرض في الحقيقة أي منهما بما أن الضيوف كانوا يتمنون مواصلة سلسلة انتصاراتهم فيما كان أصحاب الأرض والجمهور يأملون في العودة إلى المنافسة الجديّة على اللقب..

غياب التوازن وراء تراجع مستوى الترجيين

السؤال الذي يطرح في خصوص الترجي الرياضي بعد كلاسيكو صفاقس هو لماذا تراجع مستواه بذلك الشكل في الفترة الثانية؟

الإجابة سهلة وتكمن في كون الفريق فقد توازه في هذا الشوط بسبب التمركز المتقدم لسعد بقير الذي لعب على نفس المستوى مع الخنيسي تاركا فراغا كبيرا في خط الوسط أدى إلى فقدان التوازن وسمح للنادي الصفاقسي بالسيطرة والتحكم في هذه المنطقة المهمة في مثل هذه المواجهات..

لماذا تقدم بقير بتلك الكيفية إلى الخط الأمامي ؟ … لماذا لم يلعب كعادته خلف رأس الحربة ؟ … كلها تساؤلات تطرح نفسها ناهيك وأن الثنائي غيلان الشعلالي والفرجاني ساسي وجد نفسه في منافسة مباشرة مع أربعة لاعبين من النادي الصفاقسي الشيء الذي أعطى التفوق لسوكاري وزملائه في هذا الخط وسمح لهم بأن يكونوا الأفضل من الترجيين طوال الشوط الثاني..

الترجي الرياضي مطالب بتعديل هذه النقطة في اللقاءات القادمة حتى يلعب بالتوازن المطلوب الذي يمكنّه من النجاح دفاعا وهجوما وتقديم المستوى المطلوب آداء وفرض أسلوبه على منافسيه..

بداية طيبة للطالبي

سجلت تشكيلة الترجي الرياضي بمناسبة هذه القمة أول ظهور للمدافع الشاب منتصر الطالبي كأساسي لسد الفراغ الذي تركه غياب كل من هشام بالقروي وعلي المشاني لأسباب صحية وكانت بالتالي كل أنظار الترجيين موجهة نحو هذا اللاعب لاكتشاف حقيقة مواهبه وقدرته على تقديم الإضافة للخط الخلفي..

عموما يمكن القول أن بداية الطالبي مع فريق الأكابر كانت طيبة حيث لم يقم اللاعب بهفوات دفاعية وحاول تأمين دوره على الوجه الأكمل واجتاز الإختبار الأول الذي لم يكن سهلا بالمرة بسلام وهذا ما سيسمح له بتقديم مستوى أفضل في قادم المقابلات من خلال كسب أكثر ثقة في النفس والتعود على اللعب إلى جانب شمس الدين الذوادي.

الإرهاق نال من المباركي

يعدّ إيهاب المباركي من أفضل لاعبي الترجي الرياضي في هذا الموسم وأكثرهم تأثيرا على النتائج الإيجابية وذلك بالمساهمة الكبيرة في العمل الهجومي وتسجيل الأهداف خصوصا من خلال تمريراته الحاسمة التي احدثت الفارق في العديد من المقابلات..

في لقاء أمس لم يكن المباركي في مستواه المعهود والسبب الإرهاق الذي كان يشعر به بعد لقاءين كاملين مع المنتخب ورحلة شاقة مع الترجي الرياضي إلى كوناكري وقد كاد المباركي أن يتخلف عن قمة صفاقس لكنه تحامل على نفسه ولعب اللقاء رغم الأوجاع التي كان يشعر بها واثرت بالتالي على الإضافة التي تعوّد على تقديمها..

الجانب الهجومي منقوص
على المستوى الجماعي وعلى الرغم من بعض المحاولات في الشوط الأول فإن الجانب الهجومي للترجي الرياضي لم يشتغل أمس على الوجه المطلوب سواء من حيث بناء الهجمة أو إنهاؤها الشيء الذي جعل الفريق يصوم عن التهديف لأول مرة في مرحلة البلاي أوف..

السبب يعود إلى قلة استعداد جل العناصر الهجومية في الفريق على غرار أنيس البدري وسعد بقير وطه ياسين الخنيسي هذا علاوة عن عدم ظهور الشعلالي وخاصة الفرجاني ساسي بالمستوى المعهود من جانب تصعيد الكرة من الخلف وتحضير الهجوم بالشكل الذي يحدث الخطر على المنافس..

مباراة للنسيان وتعديل الأوتار

كلاسيكو صفاقس دخل طي التاريخ بالنسبة للترجي الرياضي المطالب اليوم بنسيان هذه المباراة والخروج منها بالإستنتاجات الضرورية التي تمكّنه من تعديل بعض الأوتار وتصحيح الأمور بغية تدارك الهفوات والسلبيات وتدعيم الإيجابيات للعودة إلى المستوى الذي يسمح للفريق بتقديم مردود متميّز يجدد بفضله العهد مع الإنتصارات ويحافظ به على تقدمه في ترتيب مجموعة البلاي اوف..

الحلول متوفرة امام الإطار الفني والمجموعة الحالية تملك كل المؤهلات التي تسمح لها بالظهور في مستوى افضل مما قدمته في صفاقس وكذلك في كوناكري وهذا ما سيفتح أمامها أبواب الإنتصارات مستقبلا على مصراعيها.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.