دخلت البطولة الوطنية في نهاية الأسبوع المنقضي منعرجها الحاسم لتنطلق ككل موسم مع الأسف الشديد مختلف محاولات وأساليب وطرق البحث عن إحداث الفارق من خلال تحقيق الإنتصارات من جهة وعرقلة الفرق المنافسة من جهة أخرى وبالتالي الخروج بالإستفادة الأكبر من كل جولة..
هذه الأساليب التي أضحت عادية جدا في كرتنا لا صلة ولا علاقة لها بالمستطيل الأخضر ولا بالمستوى الفني ولا بالفوز المشروع والمستحق على الميدان بل هي تتعلق بالكواليس التي تعدّ القذارة عنوانها البارز ومبدأها الرئيسي ..
وبما أن هذه الألاعيب أصبحت فنا بأتم معنى الكلمة من خلال مسرحيات تخصص بعض المسؤولين في النوادي في تأليفها وإخراجها بحرفية كبيرة وصنعة متميّزة فإن اختيار الأبطال فيها يتغيّر في كل سنة طبقا للظروف والوضعيات..
أبطال هذه المسرحيات يقومون بالأدوار المطلوبة منهم للتأثير على الرأي العام الرياضي من خلال تصريحات أو تصرفات مدروسة قبل كل جولة حاسمة فيها الكثير من الخبث إلى حد تنطلي فيه هذه الحيل على العديد من الرياضيين..
في هذا الصدد تندرج الإطلالة الأخيرة للحكم السابق عبد الحميد الحشفي ولمن لا يعرف هذا الحكم نذكّر بأنه صاحب اللقطة المشهورة والتاريخية ذات يوم في ملعب المرسى بأفضع وأوضح اعتداء مرّ دون عقوبة من خلال اللكمة التي وجهها حارس النادي الصفاقسي في وجه أحد مهاجمي القناوية والتي لم يحرك تجاهها هذا السيد ساكنا وغض عنها النظر بقرار وتصرف يكشفان في حقيقة الأمر طينة هذا الحكم وبالتالي ما هو قادر على فعله وقوله بوقاحة ليست لها أي حدود، هي لقطة من المفروض إن كان له القليل من الحياء أن يغيب بعدها عن الأنظار ولا يسمح لنفسه بالظهور والحديث عن تجاوزات التحكيم والمحاباة..
الحشفي كان بعد تلك المباراة محل سخط كبير من مسؤول في أحد الفرق التي كانت تنافس حينها النادي الصفاقسي على اللقب ويبدو أنه اليوم بصدد التكفير عن ذنبه ولعب دورا بطوليا في مسرحية تحويل البطولة في هذا الموسم من هذا الطرف إلى ذاك..
هذا الحكم السابق الذي اعتقد البعض أن ضميره استفاق بعد غفوة طويلة وسبات عميق يطلّ علينا في كل مرة حسب الظروف والمصالح والتعليمات للحديث عن ممارسات رئيس الجامعة في مجال التحكيم وعن تأثيرات أحد مسؤولي الترجي الرياضي غير أن العارفين بشؤون الكرة عن قرب وبانتماءات هذا الحكم السابق كانوا يعلمون حقيقة وأسرار هذه الإطلالات والهدف المراد قبل أن ينكشف أمر هذا السيد أمس للرأي العام الرياضي عامة..
الحشفي تنقل أمس مع فريقه المفضل النجم الساحلي إلى المتلوي كمحب مقرب ومشجع وفيّ وهذا من حقه لكن أن يشوّه في كل مرة المنافس المباشر لناديه على اللقب في محاولة للتأثير على نتائج مقابلاته فهذا ما هو ممنوع عليه تماما لأن الترجي الرياضي أكبر من هذه الممارسات وهذه الإتهامات التي تكشف لنا مرة أخرى طينة هذا الرجل ودرجة الإنحدار التي يمكنه أن ينزل إليها..
صحيح أن هذا الحكم السابق والبطل المسرحي المطيع ومنفذ التعليمات حاليا حقق مبتغاه في جولة الأمس بنتائج خدمت مصلحة ناديه لكن ما كل مرة تسلم الجرّة وتنطلي الحيل لأن التتويج سيكون للأفضل على الميدان والأجدر به هذه السنة ناهيك وأن سلك التحكيم بأكمله وبمختلف أطرافه من مسؤولين وحكام اكتشفوا مصادر وغايات كل هذه الأساليب..
في النهاية وبعد المشوار التحكيمي الأسود للحشفي عبر مواسم عديدة ثم إطلالاته الإعلامية تلبية للتعليمات والإرضاءات لا يسعنا أن نقول لهذا الرجل سوى " إن لم تستح فافعل ما شئت " .