صحيح أن الترجي الرياضي حقق فوزا بفارق هدفين في ذهاب الدور السادس عشر ضد حوريا كوناكري وهو فارق يمكن أن يضمن له التأهل إلى الدور القادم في أعقاب مباراة العودة في غينيا غير أن لقاء الذهاب شهد بعض السلبيات وكذلك المعطيات التي تفرض الوقوف عندها قصد تجاوزها والإبتعاد عنها في الإياب حتى لا تكلف الفريق خروجا مبكرا من المنافسة القارية مثلما كان الأمر في السنة الفارطة.
عقم هجومي … وهفوات دفاعية
لقد كان بإمكان فريق باب سويقة ضمان التأهل إلى الدور القادم منذ لقاء الأمس وذلك بتحقيق انتصار عريض وساحق يحسم الأمور بصفة نهائية لكنه مع الأسف الشديد لم يفعل ذلك والسبب يعود إلى الهفوات الدفاعية القاتلة المتكررة من جهة وإلى الإهدار العجيب والغريب لفرص سهلة سانحة للتهديف من جهة أخرى…
من الجانب الدفاعي قبل الفريق مرة أخرى هدفا على أرضه بطريقة غير مقبولة في هذا المستوى والمسؤولية هنا جماعية يتحملها كل اللاعبين بداية بأول مهاجم في الفريق بوصفه مطالبا بالضغط على دفاع المنافس ومنع عملية صعود الكرة وتدرجها نحو خط الوسط ثم الهجوم ووصولا إلى حارس المرمى…
لقد كانت المساحات في المنطقة الدفاعية لأبناء باب سويقة كبيرة خصوصا في الشوط الأول ودفع الأحمر والأصفر ثمنها باهظا من خلال هدف نتمنى أن لا يؤثر على مصير التأهل وأن لا يحكم عليه بمغادرة أمجد الكؤوس الإفريقية منذ الدور الأول..
في المقابل ، ولئن سجل الترجي الرياضي ثلاثة اهداف كاملة كانت ستكون كافية لولا الهدف المقبول فإن ذلك الإهدار الكبير للفرص السانحة للتهديف غير مطمئن بالمرة ونأمل أن لا يندم عليه الترجيون في الإياب في مباراة ستكون صعبة على كل المستويات سواء على المستطيل الأخضر أو في الكواليس وهذا ما تأكدنا منه أمس بعد نهاية مباراة الذهاب بسبب احتجاجات الغينيين وعربدتهم أمام حجرات الملابس والتي وصلت على حد تهديد الترجيين في مواجهة العودة في كوناكري .
تهديد وتوعد
الغينيون الذين يتقدمهم رئيس ناديهم الفاعل وصاحب النفوذ في بلده بوصفه رئيس الجامعة الغينية لكرة القدم وكذلك على مستوى الكنفدرالية بوصفه عضو بلجنة المسابقات أرجعوا هزيمتهم لآداء الحكم السوداني عبد الباسط خير الله واتهموه بترجيح كفة الترجيين وهذا ما لم نره صراحة على الميدان بل إن الفريق الغيني كان محظوظا بتفادي هزيمة ثقيلة وحاسمة وخرج بأقل فارق ممكن من لقاء الذهاب وبقي في السباق بسبب الإخفاق الذريع لأبناء باب سويقة في اللمسة الأخيرة والذي جعلهم يهدرون خلال الشوط الثاني ما لا يقل عن خمس فرص سهلة وسانحة للوصول إلى شباك الحارس خديم ندياي.
في مباراة العودة يوم الأحد المقبل في كوناكري تظل كل الإحتمالات واردة على مستوى النتيجة وبالتالي تاهل هذا الطرف أو ذاك إلى الدور القادم وعلى الترجيين أن لا يتأثروا بالأجواء المشحونة التي توعّد بها الغينيون أولا وأن يظهروا على الميدان بالوجه الذي يضمن لهم النجاح دفاعا وهجوما لأن اجتياز هذه العقبة بسلام لا يمر فقط عبر التركيز في كوناكري على الناحية الدفاعية والإقتصار على التصدي لهجومات الفريق الغيني وإنما كذلك عبر التفكير والتخطيط لاختطاف هدفا يحسم الأمور نهائيا ونعتقد أن أبناء المدرب فوزي البنزرتي يملكون كل المؤهلات التي تسمح لهم بالقيام بذلك.