ياسين ابراهيم: آفاق تونس منفتح على كل الكفاءات الوطنية… والتفويت في البنوك العمومية قرار صائب

حاورته: هبة حميدي

 

استعدادات الحزب لعقد مؤتمره، تقيمه للمشهد السياسي اليوم، أسباب رفع الورقة الحمراء  في وجه الحبيب الصيد، قضية بنك لازارد، إمكانية  ترشحه للرئاسية، كل هذه المواضيع وغيرها كانت محور حوار صحفي أجرته حقائق أون لاين مع الوزير السابق ورئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم.

 وأنتم تضعون اللمسات الأخيرة لعقد مؤتمر الحزب، هل توضح لنا ماهي آخر استعداداتكم ؟ 

تقدمنا جيدا بفضل لجنة التحضير للمؤتمر، وتم انتخاب المؤتمرين في كل  الجهات، والآن نخوض مرحلة النقاش على اللوائح، على غراراللائحة السياسية اللائحة الاقتصادية والاجتماعية، وميثاق الحزب ولائحة للشؤون الخارجية باعتبار أن تونس تعيش في محيط يتحول ويتحرك كثيرا وسنناقش النظام الداخلي كما سنعقد مجلسا وطنيا  تحضيريا للمؤتمر نهاية هذا الاسبوع، وأخيرا سنخوض مرحلة المؤتمر، حيث سيتم الافتتاح يوم 31 مارس7 201 بقصر المؤتمرات ثم في 1و2 افريل سندخل في النقاش والمصادقة على اللوائح والنظام الداخلي وانتخاب بعض الهياكل والقيادات.

 والى حد الآن كم بلغ عدد المؤتمرين؟

قرابة 650 مؤتمرا

بالنسبة للأمانة العامة من سيـتـرشح لها؟

نحن في هيكلة الحزب لنا رئاسة حزب وإدارة حزب، والأمانة العامة تم وضعها عندما تقلدت منصبا وزاريّا ودخلت الى الحكومة، وقد تم إقرارهذه الخطة من أجل إدارة  شؤون الحزب بعد أن تقلدت منصبا وزاريّا، وخلال هذا المؤتمر سيكون هناك ترشحات لرئاسة الحزب ونواب رئيس الحزب.

 من سيترشح لـرئاسة الحزب؟

 لازلنا نناقش هذه المسألة وموعد فتح الترشحات لا يزال محل نقاش.

 أبرز المتنافسين على الأقل؟

 الصورة غير واضحة إلى حدّ الآن.

أكيد اسمك سيكون موجودا ضمن القائمة؟

إن شاء الله، انا في هذه المرحلة خرجت من الحكومة بهدف دفع الحزب في مسيرة طموحة خلال السنوات الثلاث القادمة ، وإن شاء الله نكون عند حسن الظن لدى المؤتمرين للسير في هذا التمشي.

هل من الممكن أن تكشف لنا عن مصادر تمويل حزب آفاق؟

في هذه المسألة أنا أؤكد أن الانخراطات وبعض الشخصيات على المستوى الوطني والجهوي تساعدنا  في توفير التمويل كما أنه يوجد في الجهات مجموعة من المساندين.

وماهي قيمة ميزانيّة حزبكم؟

 لقد أعلنّا عنها سنة 2015 وقد بلغت 500 ألف دينار، والآن نعد تقريرا حول ميزانية 2016 والتي يمكن أن تقارب الـ 600 الف دينار، وفي عام 2017 ستكون الميزانية اكبر لان الحزب بطبعه في  نموّ وتطور ولنا قرابة 10 الاف منخرط.

في ما يخص الاستحقاقات الانتخابية القادمة، ما مدى استعدادات حزب آفاق تونس لها ؟ 

الانتخابات مرحلة مهمة، وانتخاب مجالس بلدية ستقلل من الصعوبات التي يعيشها التونسي في حياته اليوميّة،  وبما انّ الانتخابات تتطلب 8000 مترشح في المجالس البلدية، لذلك فإن حزب آفاق تونس سينظر في إمكانية الدخول في ائتلافات إما على مستوى وطني أو في بعض الجهات.

وفي نفس الوقت إذا اضطر الحزب خوض غمار الانتخابات وحده، فإنه لن يكون له مترشحون في كلّ البلديات ونكتفي فقط بالبلديات التي لنا فيها حظوظ وافرة وجدية.

ومنذ أكثر من سنة بدأ العمل على المشاركة في الانتخابات ونحن لنا التحاليل والأرقام وفرق الحمـلات و قمنا بدورات التكوين، وبعد الانتهاء من تحديد التاريخ، سنمر فعليا من مرحلة تسجيل الناخبين إلى مرحلة الانتخاب.

إذا قررتم المشاركة في الانتخابات البلدية في ائتلاف، من هو الحزب الذي يمكن أن يكون قريبا من آفاق تونس من أجل  بناء تحالـفات؟

في قراءتنا للساحة السياسية نعتبر وجود 3 عائلات، اليمين الأقصى الممثل في الحزب الإسلامي، وأطراف اليسار الأقصى، ولا يمكن التحالف معـهما باعتبار اختلاف البرنامج والمشروع المجتمعي، أما في الوسط فنجد الارث البورقيبي وفيه نداء تونس وحركة مشروع تونس والحزب الجمهوري و المسار الديمقراطي وغيرها يمكن أن نتحالف معها وسنكون ايضا منفتحين على المجتمع المدني والشخصيات الوطنية المستقلة.

بخصوص اللقاء الذي جمع بين ناصر شويخ وفوزي اللّومي مع قيادات من آفاق، ما مدى صحة الحديث عن امكانية انضمامهم للحزب؟

يوجد محادثات انطلقت من النقاش حول تحالفات انتخابية، وقلنا لم لا نذهب أبعد من ذلك؟، افاق تونس منفـتح، وفي هذا الاطار نبحث عـن قيادات سياسية قد يكون لها تأثير ايجابي في الحزب خلال المرحلة القادمة.

فوزي اللومي وبعض الحاملين نفس توجهه في النداء، هل يمكن ان نجدهم أعضاء في حزبكم؟

طبعا نحن منفتحون، اللومي والناصر شويخ والعديد من الشخصيات الاخرى القريبة من اللومي، وشخصيات على مستوى الجهات يمكن أن تكون من قيادات الحزب.

متى تعلنون عن أسماء الشخصيات التي سـتلتحق بحزبكم؟

ان شاء الله من هذا التاريخ إلى غاية ما قبل المؤتمر سيتم الاعلان عن بعض الشخصيات.

من هي الأسماء الاخرى التي قد تنضم لآفاق؟

مازلنا نناقـش هذه المسألة.

هل يمكن أن نجدك مرشحا للانتخابات الرئاسية؟

 مازال الوقت بعيدا عن هكذا حديث.

لكن الرئاسية انطلق التحضير لها من اليوم؟

صحيح، لكن هذا ليس هدف الحزب، ومنذ قررت الخروج من الحكومة قرّرت التفرغ للحزب من أجل تأسيسه على أسس صلبة، يعني عمل ميداني، عمل حزبي، عمل بلدي، عمل تحضيري للتشريعية القادمة، وفي 2014 لم يكن لنا مرشح للرئاسة، وربما يتغير الأمر في 2019، وربما لا.

ألا ترى في نفسك شخصا مناسبا للرئاسة أم ماذا؟

هذا غير مطروح بتاتا.

الرئاسية ليست من طموحك السياسي إذن ؟

 ليست طموح المرحلة القادمة للحزب.

ما فحوى اللقاء الذي جمع بينكم وبين الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق؟

محسن مرزوق اتصل بنا وزارنا في مقر الحزب ليفسر لماذا غادر اتفاقية قرطاج، وبيّن حينها انه بسبب تصريح لأحد قيادات حركة النهضة أثر سلبا لدى الحزب لذلك قرر مرزوق اتخاذ موقف اكثر من الحركة وقرر المغادرة، وكان ذلك الاتصال الوحيد بيننا.

هناك حديث عن خلاف وبينك وبين القيادي في  الحزب رياض المؤخر؟

يجيب (ضاحكا..) سنخرج انا ورياض للعلن نتصافح ونقبل ونعانق بعضنا ليتأكد الجميع أنه لا خلاف بيننا، لا يوجد أي خلاف بيننا، ربما هناك من يسوق لـخلاف لكن أؤكد أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة.

تقييمك لعمل رياض المؤخر على رأس وزارة البيئة والشؤون المحلية؟

الحقيقة أن عمله لا بأس به، أعتبر أنه سهّل مرورالقانون الانتخابي للبلديات وتمت المصادقة عليه، وعمل جيّدا على مستوى النظافة حـيث تم إطلاق حملة أكثر جديّة ودامت اكثر من سابقاتها، اليوم لنا بلديات منظمة وتستطيع العمل، كما أنه عمل على مشروع قانون الجماعات المحليّة، وقريبا سيتم النظر فيه تحت قبة البرلمان، بما يحيـل إلى أنه يؤدّي مهامه كما يجب.

 يعني أن المؤخر قدّم انطباعا طيبا لدى الرأي العام حول مشاركة آفاق تونس في الحكومة ؟

هذا تحليلي الخاص، أما بالنسبة للرأي العام فلا بد من التوجه بالسؤال للمواطنين.

لم يكن شخصية مثيرة للجدل مثلك، ربما يكون السبب عائدا  لحساسية الوزارة التي أشرفت عليها في  حكومة الصيد؟

القضية سياسية، والجدل لم يكن في عملي لأن عملي كان كما يجب، سواء على مستوى الوثيقة التوجيهيّة، أوالندوة الدولية أو قانون الاستثمارأو غيرها، والحقيقة أنّ الجدل كان حول كيفية تقمص رئيس حزب سياسي له حجم معين، منصبا وازنا في حكومة الصيـد حـيـنها، وبعض الناس اعتبرت وزن  ياسين ابراهيم أكبر من حجم حزبه لذلك جرى هجوم سياسيّ.

هل أنهك ذلك الجدل ياسين ابراهيم ومن ورائه حزبه؟

هو هجوم وليس جدلا،  نعم تعبنا من وجود رئيس الحزب في الحكومة لذلك قررنا أن رئيس الحزب عليه إما التفرغ  لرئاسة  الحزب أو البقاء  في الحكومة، وأنا اخترت التفرغ لرئاسة الحزب.

ما الهدف  من وراء ذلك الهجوم؟

الأمرعادي في السياسـة للأسف يتعمد  بعض الأشـخاص أحيانا فبركة قضايا غير موجودة.

من تقصد؟

لا أريد أن ذكر الاسماء.

هل تقصد مهدي بن غربية؟

نعم في وقت معيـن وصارت هجـمات أخرى على نعمان الفهري وهي هجمات سياسية مفبركة، في نهاية الأمر قضية بنك "لازارد" الفرنسي ليست قضية ورئيس  الحكومة الحبيب الصيد سمح لنا باختيار بنك ونحن لم نكمل العقد وخرجت علينا قضايا مفبركة.

 والى أي مرحلة وصلت مسألة التعاقد مع بنك لازارد حينها؟

لم تصل إلى أيّ شيء، تم التراجع عن التعاقد مع البنك، واخترنا بنكا آخر أضعف تقنيا وبتكلفة أكبر.

لو تفسّر أكثر؟

تقررعقد ندوة دولية في مارس 2016 لـكن الوقت كان قصيرا، لذلك اتفقت مع الحبيب الصيد كتابيا أنه بالامكان استعمال كراس عروض حول عدد مضيق من البنوك لنختار بـسرعة بنك ما ليساعدنا على تنظيم الندوة، وبدأنا العملية لكن جرت عملية سوسة الإرهابية، لذلك قررنا أن نرجئ موعد الندوة، فبقي لنا بنكان، وتقدم بنك "لازارد" الذي عـبّر عن رغبته في  مساعدة تونس عبر التخفيض في الأسعار، ووافقنا على ذلك وبدأنا العمل وفق الترخيص الذي منحنا إياه الحبيب الصيد، ثم حددنا كراس شروط لمنظم الندوة، وعندما بدأنا نناقش عقد الاتفاق، مهدي بن غربية تحصل على العقد وادّعى أنّ البنك يعمل على إعداد المخطط الخماسي للتنمية وعندما تأكّد أنه أمر غير مجدٍ، اختلق مسألة أخرى وقال نحن مشكلتنا في الطريقة التي اُخْتِير بها البنك معتبرا أنها غير مقبولة من الاشخاص الذين  دأبوا على العمل  في الأسواق المالية في القصبة.

وفعلا ذلك كان صحيحا، يعني أنّ الحبيب الصيد رخّص لنا في الطريقة لكن المحيطيـن به كانوا غير قابليـن، والصيد اختار تعليق العمل مع "لازارد" تفاديا للجدل، وتم التعامل مع بنك آخر أضعف تقنيا وأكثر كلفة 3 أو 4 مرات، والمهم ان الندوة الدولية للاسـتشمار 2020 كانت ندوة ناجحة .  

كيف تقرأ المشهد السياسيّ اليوم؟

هو مشهد متوتّر، يوجد 3 عائلات سياسية باقية مثلما كنّا في 2014، العائلة الإسلامية، والنقابة وهي قوة سياسية في نهاية الأمر، اضافة الى اليسار الأقصى في حين تشتت الوسط، من يريد الترشح  للرئاسة ينشئ حزبا، نداء تونس تشتت كثيرا، لـذاك  نحن في آفاق تونس نسعى الى جمع أكثر ما يمكن من الأصوات، حيث ظل  فقط  2 أو 3 أطراف  في الساحة السياسية وهو أمر جيّد.

أفهم أنّكم تسعون الى استقطاب من قاموا بالتصويت المفيد للنداء؟

بطبيعة الحال التصويت المفيد أثرعلينا  كحزب وأثّر عـلى جميع الأحزاب، ويمكن القول إن آفاق خرج بأقل الأضرار من التصويت المفيد بـ 8 نواب، وجمهور كبير صوت للنداء كان بإمكانه التصويت لآفاق تونس ونأمل أن نـصل الى إقناعه بالتصويت لنا مستقبلا.

الشاهد وفريقه الوزاريّ طُرح كبديل عن حكومة الحبيب الصيد، هل نجح في ما جاء من أجله؟

لا يمكن الحكم على الحكومة بعد 6 أشهر عمل، للأسف في تونس الحكومات لا تتمتع بالوقت الكافي، لذلك لا بد من إعطاء مزيد من الوقت الكافي للشاهد وفريقه الوزاري،  لكن يوجد أشياء تحسنت، فمثلا تمّ تذليل صعوبات على مستوى وزارة الصحة ونحن نـلمس وجود مجـهودات، الفلاحة أيضا تحسّنت، وهناك وزارت تتطلب مـزيد العمل على تحسن مردودها.

ولكن بعد 6 أشهر أصبحت هناك ملامح يمكن على ضوئـها تقييم تمشي الحكومة والنـهج الذي تسير عليه؟

في جميع دول العالم التقييم الجدي من الصعب أن يتم بعد 6 أشهر، بعد مرور سنة يمكن التقييم، الآن تقييم العمل الحكومي يتم بشكل شامل، وقلنا لرئيس الحكومة أنّ هناك مشاكل كبيرة، هناك عديد الإصلاحات دوّنت بالوثيقة التوجيهية مسبقا فمتى ستنطلق، خاصة في ظل وجود إصلاحات في علاقة بالاتـحاد العام التونسي للشغل الذي أنهى مؤتمره وصعد بفريق جديد وآن الأوان للانطلاق في العمل، السبت سنلتقي بكل الأطراف الموقعة على اتفاقية قرطاج، والشاهد سيستعرض جملة الإصلاحات القديمة التي لم تنطلق بعدُ والتي تتطلب التوافق.

وهنا أود أن أشير إلى أنها  إصلاحات قديمة، لم ننـطلق في إصلاح الصناديق الاجتماعية لم ننظر في صناديق الدعم وفي مسألة الأراضي الفلاحيّة، ولا يمكن القول إننا لم ننطلق لكن مازلنا لا نملك روزمانة إصلاح، ومازلنا نسير ببطء.

 وما سبب البطء؟

عدة أسباب، وهذا الذي عاشه رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد في الاشهر الستة الأخيرة واعتقد أن عدم  وجود الاستقرار السياسي والحزام السياسي، إضافة الى أن المنظمة النقابية مرت بمؤتمر ومرحلة تبديل، والآن يبدو أن الأمور أفضل لا يمكن القول أنها خارقة للعادة، والاجتماع يوم غد السبت مع الشاهد اجتماع مهم.

حسب رأيك، لماذا تقرر إبعاء الصيد ورفع الورقة الحمراء في وجهه؟

في فترة معينة تحديدا في ماي 2016، وُجدت تجاذبات أصبحت ربما مقلقة للـحياة اليومية بالنسبة للحكومة وللبلاد في علاقة بين الحزب الأول والحكومة.

 على غرار ماذا؟ ماهو محور هذه التجاذبات؟

 ربما منها التعيينات أو حركة الولاة أوالتواصل الحزبي لم يكن في المستوى المطلوب.

لأن الحبيب الصيد لم يكن طيعا للحزب الحاكم؟

لا أعرف لا يمكن لي الحكم على الصيد فقد كان رئيسي، أنا قد عايشت تلك الفترة لكن ليس لي تفاصيل.

أكيد أنّ هناك تسريبات من هنا وهناك قد وصلتك؟

صدقا لا، لأن مبادرة رئيس الجمهورية فاجأت الجميع، كحزب أفاق تونس والوزراء والحبيب الصيد نفسه كلنا سمعنا بالأمر  حينها، ويبدو أنّ رئيس الجمهورية قيّم في تلك الفترة الوضع العام، ورأى أنه من المستحسن إطلاق مبادرة للخروج من الأزمة وخاصة إدخال الأطراف الاجتماعية منها منظمة الأعراف واتحاد الشغل خاصة أن الأزمة أساسها اجتماعي، ولم يكن في الأول هناك تمشي لإبدال رئيس الحكومة لأنه أول مرة دعا إلى توسيع الحكومة وضمّ الأطراف الاجتماعية.

ما الذي دعا السبسي إلى التراجع والإقرار بتنحية الصيد؟

ربما عليكِ ان تتوجهـي له بالسؤال، لا أعتقد أنه قرار شخصي ربما الأطراف التي تشاور معها أقرت بضرورة إعادة تكوين حكومة جديدة.

أصاب حسب رأيك؟

إن شاء الله، نأمل ذلك فإدارة حكم البلاد ليس بالأمر الهين.

ولكن تونس في حاجة الى الاستقرار السياسي؟

 نعم هذا صحيح لذلك يسعى حزب آفاق تونس إلى دعم هذه الحكومة ومساندتها وتوفير كل ظروف نجاحها، وحينما تخطأ نقول لها وندعوها أيضا إلى التشاور في القضايا السياسية من أجل تجنب الأخطاء لأنّنا ندرك انه من مصلحة البلاد ان تواصل هذه الحكومة إلى غاية 2019، والآن بعد تحديد تاريخ الانتخابات البلدية الأحزاب السياسية ستركز على المشاكل المحلية، وتستطيع تـرك الحكومة تعمل وتكون أقل صعوبة معها، وحتى الرأي العام سيكون منشغلا بالانتخابات والمسائل المحلية، ونترك الحكومة تعمل.

سبق وأن تحدثتم عن دعمكم ومساندتكم لحكومة الصيد مثلما تحدّثتم الآن عن حكومة الشاهد، وفي النهاية سحبتم الثقة من الصيد وفريقه الوزاريّ؟

لا لأن في تلك الفترة كان هناك توافق على ذلك.

 توافق غـير مبنيّ على تقييم إذن؟

لا توافق فيه تقييم، لكن ليس فقط للعمل الحكومي وإنما أيضا تقييم لإمكانية مواصلة العمل في مناخ بناء، وأظن أن هذا المطلب لم يكن ممكنا حينها، والحكومة الجديدة ستعطي دفعة جديدة في هذا المجال.

هناك حديث عن شبهة فساد في صفقة سما دبي التّي تحصلت على أرض المشروع بالمليم الـرمزي؟

لما كنت وزيرا طلبت عديد المرات بعقد مجلس وزاريّ مضيق حول الموضوع، لان وزير التجهيز له كل المعطيات التقنيّة، ووزير أملاك الدولة له المعطيات القانونية، ويبدو أنها قضية صعبة، فالدولة التزمت، فالتفويت في تلك الأراضي مقابل شيء ما وليس مجانا أعتقد، ونتأسف انّ منطقة كهذه وفي حجمها وأهميتها يتم التفويت بهذا الشكل، ربّما قد يكون للعلاقات الدولية لها تأثير سلبي في الصفقة التي تعود إلى تاريخ ما قبل الثورة.

الا تعتبرون أنها تحمل في طياتها صفقة ما، ربّما شبهة فساد؟

وزير التجهيز وأملاك الدولة هما المخولان بتقديم معطيات تقنيّة وقانونية دقيقة حولها.

 لكن أنتم حزب في الحكم، ألا تراقبون مثل هذه الصفقات؟

ليس لي معلومات ولا يمكنني الحديث عن موضوع ليس لي فيه معطيات.

سبق وقلت عبر تغريدة لك، إن حكومة بها عبيد البريكي ومهدي بن غربيّة لا يمكنها مكافحة الفساد، ما مردّ حديثك؟

الحقيقة لنا معلومات حول سمعة بعض الأشخاص، وكنتُ ضحية، والحقيقة أننا تفاجأنا حينها بتركيبة حكومة الشاهد، لكننا تجاوزنا ذلك وعبرنا عن  موقفنا وقتها.

ما سبب موقفكم هذا؟

لا أريد الخوض في التفاصيل.

على  كل عبيد البريكي عبّر عن استعداده للاستقالة وتمت إقالته؟

يجيب (ضاحكا..) نعم..لكن الآخر ما يزال موجودا.

كيف تقيّـم الأحداث التي جرت مؤخرا مع البريكي، إعلان عن رغبة في الاستقالة ثمّ إقالة، وتعيين خليل الغرياني مكانه، ودعوة من اتحاد الشغل الى مراجعة التعيين ثم اعتذار، فحذف للوزارة، فـندوة صحفية تتحدث عن فساد؟

أولا، يوسف الشاهد اتصل بنا قدم لنا بعض المعطيات عن الإقالة وأعلمنا أنه سيقيل عبيد البريكي.

 استشاركم؟

لا فقط أعلمنا انه سيقيله.

فسّر لكم السبب؟

أرجع ذلك إلى أنها مسألة انضباط حكومية حيث أنّ البريكي لم يحضر في اجتماع مجلس وزاريّ، كما أنه عبّر عن رغبته الاستقالة، ونحن كحزب لا يمكننا الّا مساندة قرار الشاهد، مهما كان الوزير وهذا من الناحية المبدئية، حتّى أن رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد اتصل بي وساند قرار الشاهد، واعتبر أنه كان على الشاهد التعجيل في قرار إقالته منذ يوم الجمعة وليس السبت، وهذا أمر طبيعي، وهذه هبة دولة لا تستطيع أن تمرّ مرور الكرام عند مثل هاته التصرفات.

وبالنسبة لتعيين خليل الغرياني، فإن الشاهد لم يستشر أحدا، حتى منظمة الأعراف، ونعتبر أنه قرار متسرع خاصة في علاقة بمنظمة الأعراف واتحاد الشغل.

أما بـخصوص حذف وزارة الوظيفة العمومية وإلحاقها برئاسة الحكومة، فأعتقد أنه قرار متسرع هو الآخر كان بالإمكان تركها الى حين سد الشغور، وكان الأحسن على البريكي التحفظ  لأن واجب التحفظ مهم جدا لرجال الدولة، وفي خضم هذا كلّه اعتبر ان القرار الصائب هو إقاله الوزير، و أنا شخصيا في قضية بنك "لازارد" كنت أواجه الهجومات بصمت وتحفظ رغم أني أملك وثائق تنفي جميع الاتهامات.

ولماذا لم تطلع بها معارضيك؟

وثائق داخلية لا يمكن إخراجها لأني التزمت بواجب التحفظ وفق ما يقتضيه منصبي.

هناك من يتحدث عن تداخل القرار بين القصبة وقصر قرطاج، من يحكم اليوم رئيس الجمهورية أم رئيس الحكومة؟

إذا كانت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة من نفس الحزب ونفس اللون السياسي فإنّ التنسيق أمرعاديّ جدا وهذا معمول به بكل دول العالم، لكن إذا كان الاشخاص المنصبّين على رأس الحكومة ورئاسة الجمهورية مختلفان سياسيا ربما يجب أن يكون هناك مسافة أكثر.

 كيف ترى أزمة النداء؟

يبدو أن نداء تونس يعيش أزمة حقيقية، لكن اعتقد أن اسمه موجود وقاعدته موجودة.

هل تعتقد أن المواطنين أصبحوا يثقون في هذا الحزب الذي أوشك على التفتت خاصة بعد التسريبات الأخيرة التي وصفها مراقبون بالانحدار السياسي للنخبة السياسية؟

لا أدري لكن حسب استطلاعات الرأي يبدو أن ذلك تقلّص، لكن لا يـمكن القول إنه كحزب اندثر، والتسريبات وسط المجالس طرق لا تشرف التونسيين والمجالس أمانات.

آفاق تونس عقد ندوة صحفية حول المنظومة التربوية، ألا ترون مؤخرا أن الصرّاع القائم بين نقابات التعليم أثر سلبا على المنظومة ككلّ؟

لإصلاح المنظومة التربوية لا بد من الخروج من الشخصنة.

من حق النقابات المطالبة بإقالة الوزير؟

هذا ليس من حقها وأبلغنا هذا إلى الامين العام للاتحاد الشغل.

 ألم تقترحوا مخرجا للأزمة؟

بلى اقترحنا فتح باب النقاش حول الإصلاح التربوي.

هل تساند مقترح إمكانية تفـويت الدولة في البنوك العمومية وخوصصتها؟

قرار صائب، لا بد من اتخاذ هذا التمشي لا يوجد أي سبب لتكون الدولة مساهمة في 12 بنكا، خاصة أنه تمت مساعدتها بـ 800 مليون دينار، لكنها لا تزال خاسرة، لا بد من اتخاذ قرار كهذا من أجل النهوض بالقطاع البنكي.

خلال مشاورات تكوين حكومة الوحدة الوطنية، اتحاد الشغل اشترط استبعاد 4 وزراء من حكومة الصيد، من بينها شخصك.. ما تعليقك؟

 أنا قرّرت ألاّ أشارك في حكومة الوحدة الوطنية بعد التشاور مع المكتب السياسي  للحزب، قبل أن نـقترح أي اسم لأي شخصية من آفاق.

 قرارك جاء كخطوة استباقيّة؟

لا صدقا لا لأننا نريد أن نطور الحزب، ورئيس الحزب والممثل في شخصي يجب أن يتفرّغ لحزب.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.