قوى الشد والدفع من اليسار ململت البريكي..والشاهد قطع الطريق على الجميع

بعد التحوير الوزاريّ الأخير، اعتبر وزير الوظيفة العمومية والحوكمة عبيد البريكي أنّ إقالته من منصبه تعدّ عملية مهينة ،خاصة أنّ استقالته جاهزة.

ويبدو أنّ عبيد البريكي دفع ضريبة "الحرب" الخفيّة بين الحكومة واتحاد الشغل والتي تجلّـت في الخلافات الحادّة بين عضو الحكومة وزير التربية ناجي جلول ونقابات التعليم التي وضعته في موقف محرج وفقا لما وصله من تسريبات.

ويبدو أن التسريبات التي سبقت إقـالة البريكي وكشفت عن وجود نوايا لدى الشاهد للقيام بتحوير وزاري صلب حكومة يوسف الشاهد والذي قد ينتهي بتنصيب البريكي على رأس وزارة التربية خلفا لـجلّول، من أبرز الأسباب التي أدت الى تململ البريكي وتفكيره جديا في الاستقالة، أضف الى ذلك اسبابا اخرى خيّر البريكي عدم الكشف عنها في الوقت الراهن.

وأسرّت مصادر قريبة من البريكي أنّ تنصيبه على راس وزارة التربية بمثابة الإعدام بالنسبة له، خاصة أنه من أبرز الكتاب العامين للنقابة العامة للتعليم الثانوي حيث  أراد الشاهد وضع البريكي في وضع محرج لا يحسد عليه.

من جهة أخرى طفت على السطح قوى ضغط على البـريكي ساهمت في إرباكه، تتمثل الأولى في الشقّ اليساري الرافض قطعيّا لالتحاقه بحكومة الوحدة الوطنيّة، باعتبار أنه نقابيّ ويساريّ من عائلة الوطد، في حين أنّ حكومة الوحدة الوطنيّة تعد حكومة ليبراليّة يمينيّة تتقاطع مع توجه اليسار ونظرته لتسيير دواليب الدولة.

 أمّا القوى الثانية فهي جزء من اليسار المساند للبريكي والتي تعتبر أن نجاحه في وزارته ومواصلته العمل على رأسها من شأنه أن يفتح الأبواب أمام دخول اليسار الى الحكم وتسجيل نجاح فيه عبر تميّز أداء البريكي على رأس وزارة الوظيفة العمومية والحوكمة.

وأمام تململ البريكي قلب الشاهد الطاولة على الجميع وأعلن عن تحوير وزاي اقال بمقتضاه البريكي وعيّن خليل الغرياني خلفا له، الأمر الذي اعتبره البريكي إقالة مهينة.

ويبدو أنّ تباين مواقف اليسار من مسألة الدخول في الحكم مع شركاء لا يحملون نفس التوجه، بدا منذ الاعلان عن الحوار الوطني من أجل تحديد ملامح حكومة والوحدة الوطنية حينها،  لتنظم الجبهة الشعبية ندوة صحفية ويعلن ناطقها الرسميّ حمة الهمامي عن قرار مقاطعة اجتماعات قرطاج المـراطونية.

في المقابل سبق وأن التقى القيادي بحزب الوطد منجي الـرحوي الباجي قائد السبسي للتشاور حول عدد من القضايا الوطنية  وللاستماع الى نظرته للحكومة المنتظر تشكيلها آنـذاك، وهوما خلف نوعا من التشويش لدى العائلة اليسارية.

إلى ذلك يعتقد متابعون للشأن الوطني أنّه بإقالة البركي وتعيين خلفه من منظمة الاعراف، فإن الشاهد استفزّ المنظمة الشغيلة ووقّع على شهادة وفاة حكومته وسيساهم في تأجيج السلم الاجتماعي.

وقالت القيادية بحزب آفاق تونس، ريم محجوب إنه لا تبرير لهذا التحوير الوزاري وأبدت تخوفها من تأثيره سلبا على السلم الاجتماعي في علاقة بالاتحاد العام التونسي للشغل.

من جانبه وصف طارق الفتيتي من الاتحاد الوطني الحرّ إقالة ا لبريكي بالمسرحية لتلافي نية استقالته، معتبرا  ان الشاهد ارتكب خطأ كبيرا نظرا لأهمية الدور الذي لعبه الوزير المقال في الاحتجاجات الاجتماعية التي عالجها بنجاح.

يذكر أنّ الوزير المقال عبيد البريكي شغل  خطة الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سابقا ، وناطقا رسميا للمنظمة الشغيلة في أعقاب الثورة.

كما عمل كمسؤول عن برنامج ومستشار لدى منظمة العمل العربية طيلة أربع سنوات.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.