عبد الحميد الجلاصي: منفتحون على كل صيغ الالتقاء مع الأحزاب في الانتخابات البلدية.. ونملك الشجاعة لنقرّ بخوفنا من الحكم بمفردنا

حاورته مروى الدريدي

مع مصادقة مجلس نواب الشعب على قانون الانتخابات البلدية بتاريخ 31 جانفي 2017، انطلق العدّ التنازلي داخل الأحزاب السياسية للتحضير لهذه الانتخابات التي من المرجّح أن يكون موعد اجرائها في نوفمبر 2017.

وقد كثر الجدل هذه الأيام حول إن كانت الأحزاب الكبرى (النهضة والنداء) ستشارك في الاتخابات في قائمات موحدة أم لا.

وحول هذا الموضوع واستراتيجية حركة النهضة والقائمات الانتخابية التي ستراهن عليها، تحدثت حقائق أون لاين إلى القيادي بالحركة عبد الحميد الجلاصي، فكان الحوار التالي:

ما هي رؤية حركة النهضة واستراتيجيتها للانتخابات البلدية القادمة؟

لا زلنا في حركة النهضة لم نضبط بعد استراتيجيتنا الإنتخابية و لا نزال في مراحل التلمّس الأولى. ولكن لنا مجموعة من الموجّهات تحكمنا في رؤيتنا للمرحلة عموما، ومن ثم في موقع الاستحقاقات الإنتخابية فيها.

اولا: يحب التسريع بالانتخابات

ثانيا: يجب الحرص على أوسع مشاركة شعبية ممكنة

ثالثا: الحرص أن تحصل الانتخابات في أفضل ظروف ممكنة من حيث التنافسية والمناخات والشفافية

رابعا: أن تفرز قائمات تحظى بأوسع تمثيلية ممكنة، حتى تستطيع إنجاز المهام المطلوبة منها في مناخ من التعاون مع الناخبين.

وهذا يتطلب جهدا من مختلف الفاعلين، من أحزاب ومجتمع مدني وإعلام وإعداد القائمات الانتخابية يجب أن يكون خادما لهذه الرؤية وخاصة النقطة الرابعة منها.

هل ستتحالف حركة النهضة مع نداء تونس في قائمات موحدة؟ هل هناك أحزاب أخرى من الممكن أن تتحالف معها النهضة؟

للانتخابات المحلية والجهوية منطقها الخاص وهو منطق يختلف عن منطق الانتخابات العامة فصيغ التعاون والالتقاء هنا أكثر تنوعا وثراء والرهان أوسع وفرق بين التنافس على 217 مقعدا، والتنافس على أكثر من سبعة آلاف مقعد هي فرصة لتجديد الطبقة السياسية، وفرصة ربما لاختبار تحالفات أو التقاءات محلية وقد يكون للمستقلين دور مهم في هذا الاستحقاق.

ومع ذلك، ورغم أننا لم ندرس الموضوع بعد في مؤسساتنا، إلا اننا منفتحون على كل صيغ الالتقاء مع كل الاحزاب والجهات التي تؤمن باستكمال المسار الديموقراطي والأولوية التنموية والحوكمة الرشيدة ومقاومة الفساد.

ولكننا في نفس الوقت لا نرضى أن نفرغ الاستحقاق الانتخابي من سحره ومن جوهره التنافسي، كما أننا نتفهم ونراعي أيضا الأوضاع الخاصّة بمشهد حزبي لا يزال في طور التشكل، فقد يقلّص الدخول في قائمات ائتلافية من فرص التنافس الداخلي بما يهدّد وحدة هذه الأحزاب أصلا.

ما الذي سيميز القائمات الانتخابية لحركة النهضة.. وما الذي ستراهن عليه الحركة؟

لا نزال في بدايات نقاش هذه المسائل، ولكنني أرجح السعي لأن تكون القائمات منفتحة على الكفاءات المحلية، مع تمثيلية جيدة للشباب والنساء والفئات الإجتماعية، بما يساهم في الرهان الوطني بتجديد الطبقة السياسية، وكذلك الرغبة النهضوية في تجديد نسيجها القيادي ومن هذه الزاوية ستكون هذه المحطّة الوطنيّة الشوط الثاني في التجديد، بعد المحطة الاولى أي محطة التجديد الهيكلي المحلي والجهوي التي سنشرع فيها قريبا.

هل تخاف حركة النهضة من الحكم بمفردها وتسعى للتشارك مع أحزاب أخرى حتى لتتجنب أن تكون في الواجهة وبالتالي أن تحكم في أريحية؟

للبشرية خبرة لا بأس بها في إدارة مراحل الإنتقال وأحد أهمّ دروسها أنها تحتاج إلى توافقات واسعة هذا ما تفهمه النهضة وما تسعى للإقناع به.

نعم، نحن نملك الشجاعة لنقول اننا نخاف، ونخاف على تجربتنا وبلادنا وصفة العشر سنوات القادمة هي مزيج من التنافس والتكامل بعد ذلك، وحينما تترسخ الديمقراطية ثقافة وقوانين وهيئات، وحينما يتوفر الحد الأدنى المشترك من الكرامة للمواطنين، حينما ننتقل من وضع البناء الديمقراطي الى وضع الديمقراطية المستقرة، حينها تنفتح أبواب التنافس على مصاريعها ويمكن الحديث عن الأغلبية والأقلية.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.