كشفت نتائج انتخابات الرّئاسة الأمريكية تفوّق…
كشفت نتائج انتخابات الرّئاسة الأمريكية تفوّق المرشّح الجمهوري دونالد ترامب على حساب المرشّحة عن الحزب الجمهوري وزيرة الخارجية السّابقة هيلاري كلينتون.
وبذلك يصبح ترامب الرّئيس الخامس بعد الأربعين للولايات المتحدة الأمريكيّة. دونالد ترامب المولود بمقاطعة كوينز بنيويورك في الرابع عشر من جانفي سنة 1946. هو الابن الرّابع لعائلة "ترامب" التي عُرفت بثرائها و نشاطها التّجاري الكبير. تخرّج من جامعة بنسلفانيا اختصاص علوم اقتصاديّة و منها استهلّ رحلته الكبيرة في عالم المال و الاستثمار. في الثانية والعشرين من العمر التحق بالعمل في شركة أبيه المختصّة في المجال العقاري لينتقل بعده إلى مجالات عديدة أخرى.
وقد حقّق نجاحا باهرا في مسيرته المهنية ممّا جعله يصبح أحد أكبر رجال الأعمال في أمريكا والعالم بامتلاكه لعقارات كثيرة في نيويورك وفلوريدا وشيكاغو وغيرها من المدن الأمريكية إلى جانب ممتلكاته في بلدان أخرى مثل كوريا والإمارات وبنما. إلى جانب هذه العقارات فإنّ الرّئيس الجديد لأمريكا هو صاحب شركة الإذاعة الوطنيّة "إن بي سي" كما أنّه يملك منظمّة ملكة جمال الكون التي تختار كلّ عام سيّدة أمريكا و ملكة جمال الفتيات إلى جانب سلسلة مطاعم "ترامب" و غيرها من الممتلكات.
و قد بلغت ثروته 4 مليار دولار حسب مجلة فوربس المختصة في الشؤون الاقتصادية.
ولئن يُعتبر دونالد اسما بارزا في عالم المال و الأعمال فإنّ إشعاعه السياسيّ ظلّ خافتا نسبيّا إذ مرّ ترشّحه لانتخابات الرّئاسة الأمريكية سنة 2000 في الخفاء حين كان ممثّلا عن حزب الإصلاح. لكن بعد ذلك صار الوافد الجديد للبيت الأبيض يعلن عن مواقفه السياسية باستمرار و منها معارضته لسياسات بوش الابن إذ كان ضدّ استنزاف القوات الأمريكية في العراق بعد غزوها له سنة 2003 .
كما أنّه في 2008 أعلن تأييده الكامل لجون ماكاين المرشّح الرّئاسي الجمهوري ضدّ باراك أوباما. هذا و قد عُرف ترامب كأحد أشهر ممثلي حركة بيرثر بعد 2008 وهي المُعارضة لدخول مرشّح الدّيقراطيين ورئيس أمريكا فيما بعد باراك أوباما إلى البيت الأبيض باعتباره لم يولد في الولايات المتحدة الأمريكية حسب مزاعم الحركة المذكورة إلى أن أثبتت التحقيقات و الإعلام عدم صحّة هذه الادعاءات. و المعلوم هو أنّ دونالد أعلن نيّته الترشح إلى الرّئاسة الأمريكية منذ 1987.
ورغم فشله سنة 2000 فإنّه صعد إلى السّاحة بقوة في 2015 و خطف الأضواء كثيرا مما جعل الحزب الجمهوري يعلن بقوّة في مؤتمره الوطني عن اختياره "ترامب" لخوض انتخابات الرّئاسة . و قد عُرف دونالد بحبّه لرياضة "الغولف" التي يمارسها باستمرار إلى جانب ميوله لتنشيط برامج تلفزيون الواقع و منها تجربته في برنامجه الشّهير "المبتدئ" على قناة "إن بي سي" التي تعود ملكيتها له. كما أنّ الأشقر المجنون ألّف بعض الكتب في مجال الاقتصاد و الأعمال منها كتاب "فنّ الصّفقة". وتعدّد الهوايات عند ترامب هو مرادف لتعدّد الزيجات.
فالرّئيس الجديد عُرف بعشقه الجارف للجنس اللّطيف و مغامراته المجنونة في هذا الجانب وهو ما تسبّب له في فضائح جنسيّة كثيرة . تزوّج رونالد ثلاث مرّات . أوّلا من الرياضية التشيكية البارزة إيفانا تزيلينيكوفا ثمّ من الممثلّة السنيمائيّة مارلا مابليس و في 2005 ارتبط بعارضة الأزياء السلوفينية ميلانيا كناوس و له خمسة أبناء.
رجل الأعمال الأشقر والقائد القادم لأكبر قوّة سياسية وعسكرية في العالم يُعرف بأنّه شخص مثير للجدل وخاصّة بعد تصريحاته المتطرّفة ضد المسلمين العرب ومطالبته للسعودية بدفع الجزية لأمريكا باعتبارها الدّرع الذي يحميها من إيران، ثمّ أيضا بعد تقدّم سيّدات للقضاء واتهامهنّ له بالاعتداء عليهنّ جنسيا. سياسيّا يُعرف ترامب بتأييده لخطّ الرّئيس الراحل ريغان فعلاوة على انتماء كلّ منهما دينيّا إلى المسيحية المشيخية فهناك تشابه في الأسماء "رونالد" و "دونالد" .
ثمّ هما أيضا من المنتمين إلى الحزب الجمهوري ويعرفان بميلهما للحفاظ على تقاليد المجتمع الأمريكي. ريغان عُرف بحقده على الشيوعية وأتباعها زمن الاتحاد السوفياتي وبمعاداته للفلسطينيين ومنظّمة التحرير التي لاحقها في بيروت للقضاء عليها سنة 1982 ثمّ أيضا بتنفيذه للسياسة الأمريكية التوسّعية التي كانت على حساب عدّة بلدان منها بنما و التشيلي وأثيوبيا ونيكاراغوا. أمّا ترامب فقد أوضح معاداته للإسلام والعرب وخوفه على الجنس الأمريكي الأبيض مما جعله يعد أنصاره ببناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك للوقوف ضدّ قدوم المهاجرين غير الشّرعيين إلى بلاده. نقطة أخرى يتشابه فيها الرّجلان وهي الولوج إلى عالم الأضواء فريغان كان ممثلا بارزا في أفلام الويسترن أما ترامب فهو مقدّم برامج تلفزيونية طيلة سنوات عديدة. الآن وهو في السّبعين من العمرها أنّ الملياردير دونالد ترامب يحقق حلمه بدخول البيت الأبيض لقيادة أمريكا خلال السّنوات القادمة. فهل سيحقّق نجاحا سياسيّا كالذي حقّقه في عالم المال و الأعمال أم أنّ ريغان الثاني سيفشل و تفشل معه الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟
