معركة تحييد المساجد: مراقبة يومية للخطب.. وانفلاتات تصل حد التكفير والوزارة متهمة “بالارتداد”

منذ سنة 2014 تعهدت الحكومة بتحييد الخطاب الديني في المساجد وفصله عن الشأن السياسي والحزبي من خلال استرجاع كل المساجد الخارجة عن سيطرة وسلطة وزارة الشؤون الدينية الواقعة تحت سيطرة الجماعات المتطرفة.

وبنسبة نجاح هامة تمكنت وزارة الشؤون الدينية تقريبا من استرجاع كل المساجد التي كان يسيطر عليها أئمة تكفيريون ووضعت مقاييس تضبط من خلالها حدود الخطاب الديني وتلزم الأئمة الخطباء بعدم الانخراط في الشأن السياسي والحزبي في حين لازالت تحصل خروقات وتجاوزات في بعض الجوامع واتهام الوزارة بالمرتدة على الخطاب الديني.

عمليات رقابة يومية على الخطب الدينية

يشير تقرير لوزارة الشؤون الدينية، تحصلت عليه حقائق أون لاين، أن الوزارة تسعى إلى نشر خطاب ديني معتدل يجمع بين الناس ويدعو إلى تكريس قيم المواطنة واحترام حقوق الانسان بعيدا عن كل تجليات الخطب الحزبية والحث على الانخراط في الأحزاب.

وتحرص الوزارة على القيام بعمليات رقابة يومية للخطب في الجوامع لاتخاذ اجراءات تأديبية ضد كل إمام يخالف المقاييس المضبوطة للقيام بخطب.

وتستعمل الوزارة آليات لتكوين الأئمة الخطباء بصفة متواصلة في المعهد الأعلى للشريعة أو بالتوجه إليهم في المناطق الداخلية على المستوى الجهوي أو المحلي.

وتعمل وزارة الشؤون الدينية على تكليف أئمة من خريجي جامعات وخاصة جامعة الزيتونة.

وأكد مسوؤل من الوزارة، لم يرد الإفصاح عن هويته، بأنه قد تم تقريبا استرجاع كل المساجد التي كانت خارج السيطرة بعد أن تم تعيين وتكليف أئمة جدد.

وقال ذات المصدر لحقائق أون لاين إن الوزارة لا ترسل للأئمة الخطباء نصوص الخطب لكنها تطلب منهم التقيد بكل المقاييس وعدم حث الناس على الانخراط في  الأحزاب.

انفلاتات تصل حد التكفير والوزارة متهمة بالارتداد

 أكد كاتب عام نقابة الإطارات وأعوان المساجد الفاضل عاشور وقوع  بعض الخروقات والانفلاتات في الخطاب الديني في الجوامع في هذه الفترة مشيرا إلى وجود بعض التلميحات والإشارات لبعض مواقف السياسيين.

وقال الفاضل عاشور لحقائق أون لاين إن ما ينقص عمل وزارة الشؤون الدينية هو مراجعة إطارات المساجد مشيرا إلى أن 35 بالمائة من الأئمة هم جامعيون في حين يمثل حوالي 65 بالمائة من الأئمة من مستوى الثانوي و الابتدائي.

وأقر ذات المتحدث بوجود نجاح نسبي في تحييد المساجد خاصة في الفترة التي كان الشيخ بطيخ يترأس فيها وزارة الشؤون الدينية مشددا على أن بعض المساجد مازالت تحت سيطرة تكفييرين على غرار جامع بجربة وقع فيه الأسبوع الماضي تكفير أستاذ.

كما ذكر ان 190 مسجدا كانت خارجة عن سيطرة الدولة وتتحكم بها عناصر متطرفة غير خاضعة لرقابة الدولة

من جانب آخر شدد الكاتب العام للمجلس النقابي الوطني للأئمة وإطارات المساجد المنضوي تحت الجامعة التونسية للشغل شهاب الدين تليش  في تصريح لحقائق أون لاين على أن مسألة تحييد المساجد عن الخطاب السياسي تتراوح بعد الثورة بين المد والحزر.

واتهم تليش وزارة الشؤون الدينية بالارتداد على الخطب الدينية من خلال القيام في الكثير من الأحيان بإملاء مواضيع خطب الجمعة.

وشدد على أنه لم يتم في أي فترة استغلال منابر المساجد للترويج للأحزاب السياسية داعيا الأئمة إلى لعب دور هام في مكافحة الغلو والتطرف  شرط التمتع بالاستقلالية  وعدم تمرير رسائل تدافع عن استراتيجيات الأحزاب.

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.