في ندوة نظمت في باريس: سياسة تركيا الأردوغانية في قفص الاتهام.. وتحذيرات من تداعيات انحرافات خطيرة على المنطقة

نظم المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاسشترافية…

نظم المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاسشترافية الذي يرأسه المازري الحداد بالتعاون مع معهد الاستشراق والأمن في اوروبا منتدى حول الملف التركي في الشرق الاوسط والطموحات العثمانية الجديدة لاوردوغان يوم السبت 15 اكتوبر بباريس بمشاركة كل من شارل ميون وزير الدفاع الفرنسي الاسبق وحسن محمد احمد عصفورالعضوالسابق في المجلس التشريعي ووزير شؤون المنظمات الأهلية والبرلماني الاوروبي يونس عمراجي والسفير الفرنسي السابق ميشال ريمبو فضلا عن ثلة من الاكاديميين والمختصين في الشأن التركي وحضر الندوة عدد كبير من المتابعين والصحفيين  والدبلوماسيين خاصة من روسيا وصربيا وألمانية كما تابعتها بعض القنوات التلفزية العربية والاوروبية.

الندوة ارتكزت على ثلاثة محاور وهي اولا أصول الامبريالية التركية من الخلافة العثمانية إلى نظام اوردغان وثانيا التوتر في العلاقات بين تركيا والعالم العربي واخيرا الاضطرابات في العلاقات بين تركيا والعالم الغربي. وقد ادارها الصحفيون كريستان ملار عن "سي ان ان" وايف تريرارعن "لوفيقارو" الفرنسية والمصري خالد زغلول عن تلفزة الغد والاهرام المصرية وماجد نعمة رئيس تحرير مجلة ‪"‬افريقيا اسيا‪"‬.
افتتح الدكتور المازري الحداد الندوة حيث ذكّر بان كل انحراف في الحكم في تركيا له تداعيات خطيرة على المنطقة وعلى التوازنات الاستراتيجية فيها وان كل تغيير في الحكم و في السياسة الخارجية يجعل من تركيا عامل توتر في المنطقة فاسحا المجال للمحاضرين. 

وقدم الوزير الفلسطيني الاسبق مداخلة قيمة حول مفهوم الاوردغانية التي يعتبرها مفتاحا مهما لقراءة الصعود المتنامي للنفوذ التركي في المنطقة العربية مؤكدا على ان اودوغان لا تهمه علاقاته بالاخوان بقدرما تهمه طموحاته السياسية ومصالحه الشخصية. ومن خلال عرض تاريخي متميز استعرض الدكتور محمد الطرودي العلاقات التركية الروسية في ظل التحولات الاستراتيجية الجديدة التي تشهدها المنطقة خاصة بعد الاتفاق بين موسكو وأنقرة حول الغاز وحول الملف السوري في حين تناولت مداخلة الوزيرة الليبية السابقة لنظام العقيد القذافي الدور التركي في الغزو الاطلسي الاخواني على ليبيا ومساهمة نظام ارودغان الحاسمة في سقوط النظام الليبي مشيرة الى تواصل الدورالتركي الداعم للإرهاب من خلال خط تونس طرابلس اسطنبول ثم سوريا لإرسال ألاف المقاتلين الاسلامين لإسقاط نظام دمشق على حد تعبيرها وابتزاز تركيا وغيرها من الدول للبترول الليبي بمقابل زهيد. من ناحيته تطرق فرنسوا كمبانيونلا المكلف بمهمة في وزارة الدفاع الفرنسية سابقا الى تراجع العلمانية في تركيا وتهاوي المبادئ الكمالية للجمهورية التركية وسط اسلمة مذهلة للمجتمع والدولة التركية  في ظل التسلط الاوردوغاني والجام الجيش التركي الراعي الوحيد لعلمانية االجمهورية. 

مشيال ريمبو السفير الفرنسي السابق تناول الدور التركي الغامض في الازمة السورية وخاصة فتح التراب التركي امام الاف المقاتلين للعبور لارض الشام لمحاربة النظام السوري مبينا في النهاية الانقلاب الاخير في الموقف التركي من حليف مريب لداعش والارهاب الى مشارك في العمليات التي تستهدف داعش في الاراضي السورية اقتضته المصالح الاستراتيجية التركية وخاصة بعد انقلاب  جويلية الماضي. 

اما في خصوص علاقة تركيا والعالم العربي فقد تناول عبد الطيف المنياوي من مصرعلاقة تركيا بالاخوان المسلمين في مصر ومساندتهم المطلقة للجماعة وسط  قلق متزايد من السلطات المصرية المنتخبة من التدخل التركي في شؤونها الداخلية وحرص الدولة المصرية المنتخبة على استعادة الدور القيادي لمصر في المنطقة العربية. 

اما حول علاقة تركيا والاتحاد الاوروبي فقد اكد وزير الدفاع الفرنسي الاسبق شارل ميون بكل وضوح على استحالة ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي مؤكدا على ان العلاقات التركية الاوروبية على تعقدها لن تتجاوز مستويات الشراكة الاطلسية والاقتصادية مبينا ان الفضاء الاوروبي بني على مقومات ثقافية مشتركة لا تتوفر في تركيا. كما تطرق النائب الاوروبي يونس عمراجي الى اهمية ملف الهجرة والتي تستعمله سلطات انقرة كورقة ضغط على الاتحاد الاوروبي امام خطر تدفق ملايين المهاجرين غير الشرعيين والفارين من المأساة السورية نحو بلدان اوروبا. وكخبير امني اشار برنار قودار الى اهمية البعد المخابراتي في مقاومة الارهاب والتعاون المشترك بين جميع الاطراف.

بعد كلمة استنتاج قدمها الاستاذ بيار برتولو وتناول فيها ضرورة التصدي للمد الاخواني في العالم العربي وفي أوروبا تحت راية العثمانية الجديدة أنهى الندوة الدكتور مازري الحداد بشكره للوزراء والسفراء واللاساتذة والصحفيين المتدخلين والمستمعين وعرج على العلاقات الجديدة التركية الروسية قائلا  "نتمنى ان يلعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دورا في تربية الاخواني الذي ساهم بقوة في تدمير سوريا وليبيا والذي كان يحلم بخلافة جديدة تحت راية الاردوقانية".   

ويتمثل المُخرج الأساسي للندوة وفق نصّ البيان الختامي في بلورة رؤية عامة لمواجهة التحديات الاستراتيجية الناجمة عن السياسة التركية الداخلية والخارجية، وكيفية التعاطي معها بهدف الوصول لحالة الاستقرار على كافة المستويات، ويتم وضع هذه الرؤية في كتاب بعنوان  "اثر السياسة التركية على الدوائر الاستراتيجية… التحديات الاستراتيجية الجديدة"، باللغتين العربية والفرنسية، يتم نشره في 2017.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.