أصدر البريد التونسي…
أصدر البريد التونسي يوم 13 أكتوبر 2016 طابعا بريديا تذكاريا بمناسبة الذكرى 50 لبعث البرنامج الوطني للتنظيم العائلي وذلك مساهمة منه في التعريف بهذا البرنامج الوطني وخدماته الهامّة والمتنوعة من أجل رفاه الفرد والأسرة.
وقد بادرت تونس منذ سنة 1966 ببعث برنامج وطني للتنظيم العائلي تميزت بدايته بتوجه ديمغرافي كأولوية وطنية للتحكم في نسق النمو الديمغرافي وضمان الظروف الملائمة لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ظلّ أوضاع صعبة على مختلف أوجه التنمية البشرية واجهتها تونس مع بداية الاستقلال.
وعرف هذا البرنامج مراحل هامّة واكبت خلالها برامجه وخدماته التحولات السكانية والصحيّة والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع التونسي وما أفرزته من حاجيات وأولويات جديدة حيث شهدت فترة السبعينات دعما سياسيا ومؤسساتيا هامّا تجسّم بالخصوص في إحداث الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري سنة 1973 كمؤسسة عمومية مكلفة بتنفيذ السياسة الوطنية في مجالي السكان والتنظيم العائلي.
وقد تميزت هذه المرحلة بتوجه نوعي ورؤية مندمجة للصحّة العائلية والمباعدة بين الولادات و تنوعت خلالها البرامج والمقاربات ليعرف البرنامج منعرجا هاما سنة 1994 بانخراط تونس في مفهوم الصحة الإنجابية لتتوسع برامجه وتشمل مجالات الوقاية من السرطانات الأنثوية ومكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا والصحّة الجنسية والإنجابية للشباب و الوقاية من العنف المبني على النوع والتكفل بالمرأة في سن ما بعد الخصوبة…وغيرها من البرامج التي تسعى عن طريق مقاربات مبتكرة وخدمات تثقيفية وطبية مجانية متاحة لجميع الفئات وفي كامل أنحاء البلاد للإحاطة بالأفراد والأزواج في كافة مراحل الحياة من أجل الحفاظ على الرصيد الصحّي والإسهام في تحقيق نوعية حياة أفضل للأسرة والمجتمع.
وتعتبر تونس من البلدان الرائدة في مجال تنظيم الأسرة والصحّة الإنجابية ولها تجربة نموذجية على الصعيدين العربي والإفريقي مكنتها من الإحراز على عدّة جوائز أممية ودولية والارتقاء إلى مرتبة قطب امتياز في مجالي السكان والصحّة الانجابية منذ 1994 على إثر المؤتمر الدولي للتنمية والسكان المنعقد بالقاهرة سنة 1994.
وعلى مدى نصف قرن ساهم البرنامج الوطني للتنظيم العائلي و الصحة الإنجابية في التحكم في نسق النمو الديمغرافي وتوسيع التغطية بوسائل منع الحمل و التحكم في الخصوبة وتحسين صحّة الأم والطفل وكان بذلك مردود البرنامج الوطني للتنظيم العائلي جليّا على القطاعات الاجتماعية الحيوية وأثره الإيجابي العميق على نوعية حياة المرأة وتوازن الأسرة والمجتمع.
وفي ضوء الخطوات الهامّة التي تحققت في سبيل تحسين نوعية حياة الأفراد والأزواج، يسعى الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري لتثمين المكاسب وتطوير البرامج وتنويعها من أجل تكريس حق النفاذ لخدمات ذات جودة في مجال التنظيم العائلي والصحّة الإنجابية وذلك في إطار استراتيجية شاملة ترتكز على مبادئ حقوق الإنسان الكونية.