في الذكرى 96 لتأسيسه: عاش النادي الإفريقي!

96 سنة من الأمجاد.. 96 سنة من التاريخ الأثير.. 96 سنة من الصمود.. 4 سنوات عن العقد الأول والمائوية.. هي عناوين اليوم لمشاعر وانتماء شعب النادي الإفريقي لـ"الغالية" التي مثلت على امتداد تاريخها فخرا لكل العائلة "الكلوبيستية"..

نادي باب الجديد يحتفل اليوم بالذكرى 96 لحصوله على التأشيرة القانونية وليس التأسيس حيث يصر "كبارات" وكل من بحثوا في التاريخ أن الفريق تعود جذوره إلى سنوات سابقة لتاريخ 4 أكتوبر 1920 بعد أن أصر الأباء المؤسسون على أن تكون تأشيرة الميلاد تحت مسمى النادي الإفريقي الجمعية المسلمة ذات اللونين الأحمر والأبيض الرامزين للوني علم الدولة القابعة تحت سطوة الاستعمار..

البشير بن مصطفى وبقية المشاركين في التأسيس حاولوا في 1919 الحصول على التأشيرة غير أن المستعمر رفض المطلب بسبب التسمية القديمة "النادي الإسلامي الإفريقي" الذي يعد امتدادا للملعب الإفريقي الذي نشط بين سنوات 1915 و1918 التاريخ الذي عمد خلاله المحتل إلى حلها..

وكان تاريخ 4 أكتوبر 1920 موعدا لإعادة الروح إلى النادي ذي الهوية الاسلامية والانتماء التونسي الإفريقي وهو شرف للمؤسسين الذين رفضوا أن يقترن انبعاث ناديهم بأية هوية أو جنسية لا تعتمر الجبة الوطنية التونسية..

ومنذ نشأ الأحمر والأبيض مثل لعقود مفخرة لأحبائه وللكرة التونسية بألقاب خارجية وشحت خزائنه ورغم أن الفريق عاش هزات عدة فيمكن التأكيد أن صموده واستمراره إلى اليوم كصاحب أقوى قاعدة جماهيرية دليل على تغلغل النادي في أوسط الجماهير حتى استحق لقب "نادي الشعب"..

وعاش النادي الإفريقي سنوات من الأمجاد فكان الفريق التونسي الوحيد (من الأندية الموجودة حاليا) إلى جانب النادي الرياضي لحمام الأنف الذي يتوج بلقب البطولة قبل الاستقلال لموسمين متتاليين قبل أن تأتي الألقاب بالجملة بعد التحرر والانعتاق من الاستعمار..

ويؤكد التاريخ أن أفضل مسيرة للنادي من انبعاثه قد تحققت بين سنوات 1960 و1980 أين عانق الفريق المجد محليا وإقليميا عبر إحراز عديد البطولات والكؤوس بالإضافة إلى 4 ألقاب مغاربية جعلته سيد المغربي دون منازع إلى حد تقديم ملك المغرب التماسا بتقديم فريق تونسي آخر للمشاركة في الكأس المغربية للأندية البطلة بعد ان تسيد الفريق لثلاث سنوات متتالية (1974 و1975 و1976) وهو ما دفع ملك المغرب الراعي الأول للمسابقة إلى إلغائها لاحقا..

سيطرة نادي باب الجديد المحلية والإقليمية جعلته الممثل الأول للمنتخب الوطني على صعيد اللاعبين الدوليين حيث خاض خمسة لاعبين مونديال الأرجنتين 1978 لأول مرة في تاريخ كرة القدم التونسية وهم الصادق ساسي -عتوقة- ونجم الدور الأول الحارس مختار النايلي بالإضافة إلى كمال الشبلي ومحمد علي موسى ونجيب غميض..

سيطرة الإفريقي المحلية كان يمكن أن تتواصل في حقبة الثمانينات فاللاعبون المميزون كانوا كثرا غير أن الحظ وبعض المشاكل حالت دونه والألقاب وهي أكثر فترة أهدر فيها تتويجات بين بطولات وكؤوس..

ومع بداية التسعينات عاد الأحمر والأبيض ليتزعم محليا بتتويجه ببطولة 1990 التاريخية عقب تعويض فارق كبير عن الترجي الرياضي وصل إلى 13 نقطة وكان الفضل لمدربه الحالي قيس اليعقوبي في التتويج بتحقيقه لهدف الانتصار على مستقبل المرسى في الجولة الأخيرة ليصعد بناديه على منصات التتويج بعد عشر سنوات من غياب لقب البطولة عن خزائنه..

وبعد عودة الألقاب المحلية سعى الإفريقي إلى توسيع مجال سيطرته فتوج لأول مرة في تاريخ كرة القدم التونسية بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة (دوري أبطال إفريقيا حاليا) ليصبح لاحقا بطل نصف العالم اثر تغلبه على الهلال السعودي وإحرازه للكأس الأفروآسياوية..

بعد تراجع الفريق ليكتفي ببطولات 1996 و2008 و2015 وكأسي 1998 و2000 رغم أنه حاز المقعد الثاني في عدة مناسبات وخاض عدة نهائيات للكأس أما إقليميا وعربيا فقد أحرز الفريق بعض الألقاب على غرار البطولة العربية للأندية الفائزة بالكؤوس التي نظمها النجم الرياضي الساحلي سنة 1995 ودوري أبطال العرب سنة 1997 بالإضافة إلى لقبي كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة سنتي 2008 و2010..

ويضم النادي الإفريقي عدة فروع لرياضات أخرى نال خلالها بعدا طلائعيا كالكرة الطائرة الفرع الذي عاد لينبض بالحياة وكرة اليد قبل أن يصبح أحد أقطاب كرة السلة في المواسم الأخيرة فيما يظل فرع السباحة العلامة الأبرز وهو الذي ينهي كل موسم على منصات التتويج كبطل على الدوام..

تاريخ مجيد وماض تليد للإفريقي قد لا تفيه الكلمات حقه لتوصيفه وهو ارث من حق شعب الإفريقي أن يفخر ويفاخر به وهو الذي بات على مشارف اتمام قرن من الشموخ والصمود وتحدي الأزمات التي باتت عنوانا لتعلق خرافي لجمهور بناديه..

كل عام والإفريقي قلعة شامخة وصرح لا ينحني.. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.