مهدي بن غربية: تتوفر اليوم إرادة سياسية حقيقية للانتقال بحقوق الإنسان من الخطاب إلى الممارسة ومقاومة التعذيب بشكل فاعل

أكّد وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان مهدي بن غربية عزم الحكومة على الانتقال بثقافة حقوق الإنسان في تونس من مستوى الشعارات والخطاب إلى مستوى التطبيق الفعلي والممارسة التي يضمنها القانون طبقا لمقتضيات الدستور ومبادئه، مضيفا أنّه تتوفر ارادة سياسية قوية للوقاية من التعذيب والتصدّي لكافة أوجهه وتجليّاته. 

كان ذلك لدى اجتماع مهدي بن غربية، اليوم الجمعة 2 سبتمبر 2016 بمقر الوزارة بالعاصمة بأعضاء الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب برئاسة حميدة الدريدي.

وخصّص الاجتماع لتنسيق الجهود بهدف إعطاء دفع حقيقيّ لنشاط هذه الهيئة، الأولى من نوعها عربيّا، والتباحث حول تقدم الاجراءات الخاصة بإصدار النصوص التطبيقيّة المحدثة لها ومساندتها من الناحية اللوجستيكية.

وأعرب الوزير عن استعداد الوزارة الدائم لمساندة هذه الهيئة الفتيّة وتذليل الصعوبات القائمة أمامها من منطلق الإيمان بدورها الطلائعيّ والمستقل في مجال الوقاية من ظاهرة التعذيب. 

وكان مهدي بن غربيّة قد أشرف قبل ذلك على اجتماع اللجنة الوطنية للتنسيق وإعداد وتقديم التقارير ومتابعة التوصيات في مجال حقوق الإنسان المنعقد بالتعاون مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان بتونس والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان، قصد إعداد مخطط لتنفيذ توصيات اللجنة الأممية لمناهضة التعذيب الواردة في تقريرها الدوري الثالث حول تونس.

وأكد في هذا الإطار أنه سيتمّ عرض مخطط تنفيذ هذه التوصيات على استشارة وطنية للمجتمع المدني يوم 13 أكتوبر المقبل قبل اعتمادها النهائي والتسريع في تنفيذها، مشدّدا على ضرورة أن تتضمن المقترحات آليات ووسائل مجدّدة ومبتكرة تضمن التصدي الناجع للتعذيب والتوقي من أسبابه.

كما كان لمهدي بن غربية لقاء مساء أمس الخميس رئيس مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بتونس ديميتار شالاف Dimiter Chalev.

وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين تونس والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لا سيّما في المجالات المتّصلة بنشر ثقافة حقوق الإنسان والتصدّي لكلّ الممارسات المنافية لها.

وشدّد الوزير خلال هذا اللقاء على العمل الكبير الذي ينتظر تونس في مجال حقوق الإنسان وتحيين التشريعات الضامنة لها ومزيد ملاءمتها مع المعايير الدوليّة، مبيّنا أن الحكومة ستحرص بالتعاون مع مجلس نواب الشعب على التسريع في المصادقة على مشروع القانون الأساسي لهيئة حقوق الإنسان بما يضمن إرساء هيئة دستورية ذات استقلاليّة تامة في هذا المجال. 

وفي معرض تثمينه لمستوى التعاون رفيع المستوى مع تونس، أكّد ديميتار شالاف من جانبه أنّ المفوضية السامية لحقوق الإنسان ملتزمة بمواصلة دعم جهود تونس في مجال ترسيخ حقوق الإنسان باعتبارها نموذج اعتدال ومناصرة لقضايا حقوق الإنسان وواجهة أساسيّة لمقاومة الإرهاب والتطرف، وفق تعبيره.

يذكر أن تونس تستعد لمناقشة عديد التقارير الدورية الهامة أمام اللجان الأممية المعنية بجينيف، حيث ستتقدم بتقريرها حول الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أيام 22 و 23 و 24 سبتمبر الجاري، قبل مناقشة تقرير تونس حول مناهضة كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة في نهاية العام الجاري.

وعلى صعيد آخر، وفي إطار آلية الاستعراض الدوري الشامل ستقدّم تونس في مستهلّ سنة 2017 تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان بجينيف.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.