مشاركة شخصيات نقابية ويسارية في حكومة الشاهد: هل تفضي مبادرة السبسي إلى تقليم أظافر المعارضة؟!

أثار تعيين نقابيين ويساريين في حكومة يوسف الشاهد جدلا على الصعيد السياسي، وقد اعتبر بعض السياسيّين أن التحاق وجوه نقابية وسياسية بحكومة "الوحدة الوطنيّة" يهدف إلى إضعاف دور المعارضة.

وفي هذا السّياق، قال الامين العام للتحالف الديمقراطي محمد الحامدي، إنّ مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بشأن حكومة الوحدة الوطنية تهدف إلى حشر المعارضة في الزاوية، مؤكدا ان هندسة حكومة يوسف الشاهد غلبت عليها محاولة إضعاف المعارضة.

وأضاف الحامدي في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الأربعاء 31 أوت 2016، أن الشاهد سعى إلى "توريط" المعارضة واتحاد الشغل في حكومته دون برنامج واضح، مشدّدا على أنّ مبادرة السبسي مناورة سياسية الهدف منها تفريغ الساحة السياسية من المعارضة من ناحبة و استبعاد الحبيب الصيد من ناحية أخرى".

ولفت محدّثنا إلى أن رئيس الجمهورية يسعى إلى الاستحواذ على السلطة والانقلاب على الدستور، مشيرا إلى ان حكومة الشاهد ستزيد في تفاقم الازمة.

وعن إنشاء الجبهة الديمقراطية الاجتماعية، قال الحامدي إن المشاورات بشأن تكوين هذا الائتلاف ما تزال متواصلة وستشمل كل الأحزاب ذات الطابع الاجتماعي.

وأشار إلى أن انضمام الحزب الجمهوري إلى حكومة "الوحدة الوطنيّة" لن يعرقل سير هذه المشاورات، معتبرا أن هذا القرار خاطئ.

وفي سياق متّصل، أكّد أن الوضع السياسي الحالي يستدعي إعادة تعريف المعارضة، معتبرا أن ضعف المعارضة جزء من مشكلة تونس.

من جهته أبرز القيادي في الجبهة الشّعبيّة عبد المومن بلعانس، أن مبادرة رئيس الجمهورية  الباجي قائد السبسي بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قلصت في حجم المعارضة لكنها لم تنجح في حشرها في الزاوية.

وشدّد بلعانس في تصريح لحقائق أون لاين على ان هذه المبادرة لم تنجح في تقوية الحكومة ولا في إضعاف المعارضة بل رممت الائتلاف الحكومي السابق، معتبرا أن الاطراف النقابية واليسارية  التي انضمت إلى حكومة يوسف الشاهد لا تمت بصلة الى المعارضة الحقيقية ومعارضتها شكلية.

وأضاف بلعانس في تصريح لحقائق اون لاين أن المعارضة الحقيقية تكمن في صفوف الطبقات الشعبية التي انتهكت حقوقها و ضربت مصالحها، مؤكدا ان "المعارضين" المنضمين للحكومة سينفذون برناماجا معاديا لمصلحة الشعب.

وأكد ان الجبهة الشعبية هي المعارضة الفعلية والحقيقية التي لا تدخل في برامج قائمة على أساس الترضيات والمحاصصات، مشيرا إلى أن دورها القادم سيتمثل في التصدي لعقلية الغنيمة وإيجاد السبل لاخراج البلاد من ازمتها.

وعن البدائل التي ستقدمها الجبهة في المرحلة القادمة، قال بلعانس إن الجبهة دعت الى تنظيم الاقتصاد الموازي و الاصلاح الجبائي و سن الضرائب الاستثنائية على الثروات الكبرى و اصلاح المؤسسات العمومية عوض بيعها، مؤكدا أن حكومة الشاهد متمسكة بالمنوال الاقتصادي القديم.

وفي المقابل قال القيادي في حزب التيار الديمقراطي محمد عبو، إن مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي المتعلّقة بحكومة وحدة وطنيّة لن تفضي إلى حشر المعارضة في الزاوية على اعتبار أن السياسة التي سنتنتهجها حكومة يوسف الشاهد ستقوي المعارضة أكثر، مؤكدا أن الشارع يغلي وأن الوضع لم يعد يحتمل تكتيكات سياسيّة.

وأوضح عبو في تصريح لحقائق أون لاين، أن المواصلة في نفس السياسات التي انتهجتها الحكومات بعد الثورة وعدم القدرة على الإدارة والفعل يساهم في تعزيز دور المعارضة، مشيرا إلى ان الشارع التونسي غاضب من السلطة ويعاني من ازمة ثقة تجاه الحكام الامر الذي سيجعلهم يصطفون في صف المعارضة، وفق تعبيره.

وتابع بالقول" إن دور المعارضة في المستقبل سيكون التصدي لكل شبكات العلاقات الخاضعة للمصالح الشخصية والحزبية الضيقة وفضحها وتقديم البدائل بقطع النظر عن ضعف عدد المعارضين".

وأكد ان انضمام الحزب الجمهوري إلى الحكومة لن يعرقل إنشاء الجبهة الاجتماعية الديمقراطية التي تضم عددا من الاحزاب المعارضة، لافتا إلى ان الأهم من هذا الائتلاف هو تنسيق تحركات مشتركة بين الأطراف المعارضة في ما يتعلق بقضايا مهمة على غرار مكافة الفساد والتنمية والتشغيل. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.