بدأ العدّ التنازلي لإعلان وزير الحكومة المكلف يوسف الشاهد عن تركيبة حكومة وحدة الوطنية التي دخل في سلسلة من المشاورت مع مختلف الأحزاب السياسية حول الحقائب الوزاريّة التي تعني كل طيف منها.
وفي هذا السياق أبدت حركة النهضة عدم رضاها عن مقترحات الشاهد التي اعتبرتها لا تتناسب مع حجمها البرلماني، باعتبارها القوة النيابة الثانية بعد الانتخابات التشريعية والقوة النيابية الأولى بعد التحولات السياسية الراهنة.
موقف حركة النهضة شاركه فيه الاتحاد الوطني الحرّ، وذهب الى أبعد من ذلك بكثير حيث عبر أعضاء المكتب السياسي للحزب عن وجود توجه عام لدى الوطني الحرّ بعدم مشاركته في حكومة الوحدة الوطنية والتموقع في المعارضة.
وقد علمت حقائق أون لاين، أنّ رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي التقى مساء أمس الجمعة 19 أوت 2016، برئيس الاتحاد الوطني الحرّ سليم الرياحي بشكل خاص وغير معلن، وتبادل الرياحي والغنوشي موقف حزبيهما من مقترحات الشاهد.
وحسب مصادر خاصة فإن رئيس حركة النهضة عبّر عن تفهمه لمطالب الاتحاد الوطني الحرّ الذي يرفض أن تكون مشاركته في حكومة الشاهد مجرد "ديكور" .
وبانتهاء الاجتماع الذي ضم الغنوشي والرياحي، توجه هذا الأخير الى قصر الضيافة لاجراء لقاء مع رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد، وحسب مصادرنا فإن لقاء الامس مع الشاهد قد يدعو الوطني الحرّ الى مراجعة موقفه بالتلويج بعدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية.
وحسب ذات المصادر فإن الرياحي لمس تعديلا في موقف الشاهد الذي وعد الوطني الحر بتقديم هيكلة الحكومة والحقائب الوزارية التي تعنيه قبل ظهر اليوم السبت 20 أوت الجاري.
يذكر أنّ رئيس الكتلة البرلمانية للوطني الحرّ طارق الفتيني، أفاد في تصريح سابق لحقائق أون لاين عن وجود توجه عام لعدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، وأرجع ذلك إلى ما أسماه محاولات شيطنة للاتحاد الوطني الحرّ واتهامه بمحاولة تعطيل مشاورات حكومة الوحدة الوطنية، معبرا عن استياء قيادات الحزب من الطريقة التي ينتهجها رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد في تشكيل حكومته معتبرا أنّ هيكلتها إلى حدّ الآن غير واضحة ولا تعبر عن منطق الوحدة الوطنية.
