بعد استفحال الظاهرة: من يوقف مهازل وفلكلور مدرب ولاعبي النجم الساحلي؟

يبدو أنه صار من غير الصائب أن يفكر أحد في هزم النجم الرياضي الساحلي أو حتى إجباره على التعادل فمن يفكر مسؤولوه وفق نظرية "موازين القوى" قد يكون من الصعب أن تقنعه بأن كرة القدم تفتح على ثلاث نتائج هزيمة وتعادل وانتصار..

فريق جوهرة الساحل وتحديدا فرع كرة القدم بات علامة فارقة في البطولة التونسية ليس فقط من ناحية قيمة الرصيد البشري واللاعبين وإنما أيضا في أسلوب التعاطي مع المنافسين والحكام على أرض الملعب..

شتائم.. عنف.. احتجاجات.. تدافع..استفزازات.. نقاش بسبب أو دونه.. تهديدات.. وغيرها من الممارسات التي باتت تعترض الجميع ليس في أولمبي سوسة فقط وإنما أيضا في أغلب تنقلات الفريق..

مشاهد مؤسفة ومخجلة أضحت محل انتقاد جماهير النجم الساحلي قبل كل المتابعين الآخرين ناهيك أن بعض مباريات ليتوال يجب أن تنقل تلفزيا مع إشارة "-16" على الأقل للحفاظ على بعض التوزانات في العائلات فالشتائم والحركات غير الأخلاقية مشهد يتكرر باستمرار لكنه يتعاظم خاصة في المباريات الكبرى..

لاعبون من طينة عمار الجمل ومروان تاج وعلية البريقي جروا آخرين إلى مستنقعهم فبتنا نرى حمزة لحمر مثلا ينقل كل ما تعلمه في الشوارع إلى الملعب رغم أنه لم يكن بتلك الخصال قبل أن ينخرط في أسلوب زملائه..

وقد لا نلوم اللاعبين إذا كان "رب البيت للدف ضاربا" ففوزي البنزرتي الذي تخاله أحد الوعاظ عند نزوله ضيفا على البلاتوهات والإذاعات يتحول إلى "مهرج" من فرط هيجانه وحركاته الفلكلورية أما الشتائم التي يطلقها والعبارات التي تصدر عنه فهي أكثر خزيا وعارا من بقية حركاته وسكناته..

البنزرتي هو أفضل مدرب في تاريخ كرة القدم التونسية وهو يأتي في نظري قبل عبد المجيد الشتالي صاحب ملحمة الأرجنتين ولا أراه في نفس المنزلة مع الزواوي أو محجوب أو التليلي وغيرهم من أبناء جيله فأرقامه وتتويجاته تكفي للدفاع عنه لكن السفاسف التي يأتيها في الملاعب تتناقض مع ما يصرح به عن تنظيف الكرة وتطهيرها وقديما قيل خير المصلحين من بدأ بنفسه..

اليوم صار من الحريّ على مسؤولي النجم الساحلي أن يضعوا حدا لهيجان لاعبيهم ومدربهم وأيضا بعض مسيريهم فقد كرهنا "القرف" الصادر عنهم في كل مقابلة هامة وما درس الكوكب المراكشي في افتتاح دور المجموعتين عندما قلبت الاحتجاجات المجانية انتصار ليتوال إلى هزيمة إلا درس يجب أن ينتبه إليه القائمون على النادي وإلا فإن المآلات ستكون سيئة لا محالة..

قد يكون حكمنا متشددا على ما جرى يوم أمس في الملعب الأولمبي بسوسة لكن الاستفزازات التي أتتنا عبر الشاشة تبدو أشد وأعظم وربما يكون في القسوة لفت نظر وشد انتباه لعل الأمور تعود إلى نصابها ويستعيد النجم تلك الصورة التي تعودنا عليها كمدرسة كروية وأخلاقية قبل كل شيء..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.