يسرى الشيخاوي-
قال الأستاذ الجامعي منصف وناس، إنّ الجامعة التونسية تواجه خمسة مشاكل أساسيّة أبرزها التوسع الكبير في التكوين في المؤسسات الجامعية دون فلسفة واضحة للجامعة ولدورها في التكوين و دون إعداد للكفاءات الوطنية في البلاد.
وأضاف وناس في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاثنين 15 أوت 2016، أن الجامعة التونسيّة تفتقر إلى إمكانات فعلية للنجاح والعمل والانجاز والوصول إلى الأهداف معتبرا أن مشاريع الإصلاح سريعة ومتعاقبة مشددا في ذات الوقت على أن كل وزير يترأس وزارة التعليم العالي يعلن إصلاحا جديدا معزولا تماما عن الاصلاح السابق.
وبيّن أن من بين المشاكل الأخرى التي تعاني منها الجامعة التونسية الهوة العميقة بين التكوين وسوق الشغل وغياب تصوّر مستقبلي لسياسة التعليم الأمر الذي جعل الجامعة مأزومة جراء إصلاحات غير مدروسة وغير منسجمة مع فلسفة الجامعة، وفق تعبيره.
ودعا ذات المتحدث إلى توفير الامكانات الحقيقية البشرية والمادية على المدى القصير من أجل إنقاذ الجامعة من التردي مطالبا بضرورة القيام بالمراجعة العميقة لفلسفة الجامعات في تونس من أجل تجاوز الصعوبات والمشاكل وتحديد الاهداف بشكل دقيق.
وحث على اجراء حوار وطني عميق ونزيه وشامل يجمع كل الاطراف ليتم فيه الاتفاق على هوية الجامعة مشددا على أنه لا قيمة للاستمرار في الاصلاح دون وضع استراتيجية وطنية شاملة لإصلاح التعليم"
وتابع قوله "أعتقد أن الاستئناس بالتجربة الالمانية سيكون ناجعا و جديا، يمكننا كذلك الاستئناس بالتجربة الانجليزية والدنماركية والبريطانية" مشددا على ضرورة الانفتاح على المجال الجامعي الانجلوسكسوني "، ومعتبرا أن الجامعات التونسية ورثت سلبيات النظام الجامعي الفرنسي ولم تتجاوزها.
أما عن موقفه من إمكانية دمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التربية في الحكومة المرتقبة أجاب الأستاذ الجامعي أن الدمج خطأ استراتيجي، داعيا إلى الفصل بين التربية والتعليم لأن كل قطاع يواجه مشاكل، وفق قوله.
واختتم منصف وناس تصريح بالتأكيد أن اصلاح التعليم يقتضي ثلاث خطوات اساسية وهي مراجعة فلسفة التربية وايجاد تلاؤم بين التكوين وسوق الشغل وجعل الجامعة تفضي الى التشغيل لتكون المدرسة مصدر أمل بالنسبة الى الشباب و ليس مصدر يأس و إحباط.، على حد قوله.
