الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية تفرز خارطة طريق للمرحلة القادمة

استعرض وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، اليوم الثلاثاء 09 أوت 2016، في كلمة ألقاها في حفل اختتام الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية تحت إشراف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، أهم محاور خارطة الطريق المنبثقة عن أشغال الندوة المنعقدة يومي 2 و3 أوت الجاري تحت عنوان "تونس في أفق 2020 دبلوماسية عصرية وفاعلة في خدمة الأمن والتنمية".

وأكد الجهيناوي أن الندوة أسّست لتوجّه جديد في عمل الدبلوماسية التونسية، باقتراح خارطة طريق للمرحلة المقبلة، تقوم على الفهم الدقيق لتطوّرات الأوضاع الإقليمية والدولية واستيعاب التحدّيات الناجمة عنها، بما يمكّن من التعاطي الناجع معها خدمة لمصالح بلادنا وتعزيزا لأمنها ومناعتها، وتأكيدا لدورها ومكانتها كطرف فاعل في المنطقة والعالم.

وأوضح أنه تم التأكيد خلال الندوة على بذل جهود استثنائية لدعم حضور الدبلوماسية التونسية إقليميا ودوليا بما يعزّز مكانتها كقوّة اقتراح بنّاءة تساهم في توطيد الأمن والاستقرار وإرساء قيم التضامن والتسامح والتعاون بين الدول والشعوب.

وأضاف وزير الخارجية أن من أهم توصيات الندوة، الحث على مواصلة العمل على تعزيز صورة تونس كبلد ديمقراطي ناشئ، يتوجّب دعمه وإنجاحه، وتوجيه رسائل طمأنة لشركاء تونس حول قدرتها على تجاوز الصعوبات الظرفية، إلى جانب إضفاء مزيد من النجاعة على تحرّكات الدبلوماسية ومواقفها على الساحة الدولية وتعاطيها مع القضايا الإقليمية والدولية مع الالتزام بمرجعيات السياسة الخارجية وثوابتها. 

وجدّد بهذه المناسبة التزام الدبلوماسية التونسية بمواصلة البناء على الحركية الاستثنائية التي تعرفها سياسة تونس الخارجية منذ الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2014، لافتا في هذا الإطار إلى أن زيارات رئيس الجمهورية إلى عدد هام من الدول، ومشاركاته في عدد من القمم العربية والإفريقية والدولية، ولا سيّما قمّة مجموعة السبع الكبار بألمانيا أعادت الدفء إلى علاقات تونس العربية وعزّزت علاقاتها بالدول الشريكة والصديقة التي جدّدت وقوفها الجاد مع تونس واستعدادها لتقديم الدعم المرجوّ لها.

وعبّر عن تطلّع تونس إلى أن يتجسّد هذا الاستعداد من خلال برامج ومساعدات استثنائية اقتصادية ومالية وأمنية، مؤكدا أن تونس تعوّل في هذا الإطار بالخصوص على نجاح المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار، والقمّة التونسية الأوروبية التي ستُعقد لأوّل مرّة في بروكسال في أواخر نوفمبر المقبل. 

وأضاف أن الدبلوماسية التونسية ستعمل بتوجيه مباشر من سيادة رئيس الجمهورية على تفعيل مسيرة اتحاد المغرب العربي، ومساعدة الأشقّاء الليبيين على استكمال مراحل التسوية السياسية ودعم جهود حكومة الوفاق الوطني للحفاظ على وحدة ليبيا وأمنها وسيادتها. 

كما أكد مواصلة العمل على دفع العمل العربي المشترك وخدمة القضايا العربية وفي مقدّمتها قضية الشعب الفلسطيني، في ضوء استعداد تونس لتولّي رئاسة الدورة القادمة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي مطلع سبتمبر القادم.   

وأشار خميس الجهيناوي إلى أن تطوير علاقات تونس بمحيطها الإفريقي سيكون في سلّم أولويات الدبلوماسية التونسية، لما تمثّله إفريقيا من عمق سياسي وحضاري وثقل اقتصادي هامّ لتونس، وذلك من خلال العمل على دعم الحضور الدبلوماسي والتجاري التونسي في القارّة. 

وأضاف أن الدبلوماسية التونسية ستعمل أيضا على مزيد الارتقاء بالعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتّحدة الأمريكية، باتّجاه إقامة شراكة فاعلة بين البلدين، بالإضافة إلى تطويرعلاقات تونس مع بقية الدول الأمريكية والآسيوية تنويعها.

وشدد وزير الشؤون الخارجية على أن الدبلوماسية التونسية ستواصل جهودها على المستويين الثنائي ومتعدّد الأطراف، لمعاضدة المجهود الوطني للتنمية والتصدّي لآفة الإرهاب وتحصين أمن البلاد، وتجاوز آثار العمليات الإرهابية التي أثّرت على قطاعيْ السياحة والاستثمار، كما ستعمل على إحكام الإعداد لإنجاح ترشّح تونس لعضوية مجلس حقوق الإنسان سنة 2017 ومجلس الأمن الدولي سنة 2020، وإضفاء مزيد من الجرأة على التحرّكات الهادفة إلى  تعزيز حضورها صلب المنظّمات الدولية والإقليمية، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.