أكد وجود نوعين منها: باحث بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار يكشف عن حقيقة انتشار سمكة سامة بالسواحل التونسية

تداولت عديد المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة أنباء مكثفة عن انتشار سمكة سامة في السواحل التونسية تعرف بسمكة الأرنب.

وفي هذا الإطار، أكد مدير مخبر التنوع البيولوجي والبيوتكنولوجيا البحرية بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار محمد نجم الدين البرادعي، أن موجة الاخبار المتداولة في الفترة الأخيرة حول تكاثر هذه الأسماك السامة على السواحل التونسية تعتبر من ضروب المبالغة وترويج أخبار بدون التثبت ومراجعة أهل الاختصاص.  

وشدد البرادعي، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الثلاثاء 09 أوت 2016، على أن الصور المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي هي صور قديمة تم نشرها في الملصقات القديمة المنتجة من طرف المصالح المختصة، كما ان الأسماك المروجة على أنها (Lagocephalus sceleratus) لا تعدو ان تكون  السمك الشائع الاقل خطورة (Lagocephalus lagocephalus)، داعيا إلى ضرورة التثبت من النوع الذي يتم صيده قبل نشر الخبر.

وأفادنا محدثنا في هذا الموضوع، بأن منطقة البحر الأبيض المتوسط وجميع بحار العالم تعيش ظاهرة بيوجغرافية كبيرة تتسم بدخول العديد من الأنواع البحرية الجديدة غير المألوفة بالمنطقة في السابق، مرجعا هذه الظاهرة إلى عدة أسباب مثل حفر قنال السويس وتدجين الأودية ومياه التثقيل والارتفاع الحراري.

وأضاف الأستاذ الجامعي محمد نجم الدين البرادعي أن هنالك أنواعا مهاجرة من البحر الأحمر تنتمي إلى عائلة "Tetraodontidae" غزت في السنوات الأخيرة المتوسط. وهي عادة ما تكون سامة.

أما بالنسبة للمياه التونسية فقد تم تسجيل 4 أنواع من هذه العائلة منها نوعان أصبحا يشاهدان بانتظام وبكثرة آخرهما سمكة البالون أو ما يعرف بالنفيخة أو أيضا بسمكة الأرنب "Lagocephalus "sceleratus التي تمت مشاهدتها للمرة الأولى في 8 ديسمبر 2010 في مياه خليج قابس. لكن ما تجدر الإشارة إليه هو تكاثرها في الفترة الأخيرة بعديد البلدان المتوسطية وبالسواحل التونسية.

وأكد محدثنا أن مصالح وزارة الفلاحة قامت، بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، بحملة في مختلف الموانئ وأسواق بيع السمك لتوعية أعوان الصيد البحري والبياطرة والبحارة والتجار والمستهلكين لخطورة هذه الأسماك، كما قامت بتوزيع عدة ملصقات توعوية للتحذير من خطورة سمومها التي قد تؤدي الي الموت في صورة استهلاكها.

وأوضح، في هذا السياق، أنّ هذه السمكة وغيرها من نفس الفصيلة تحوي سموما تتموضع تحت الجلد وخاصة في المبايض أو المناسل وفي الكبد، وهي من النوع "neurotoxine" وتسمى "Tetraodotoxine" وتعتبر من أصعب وأخطر السموم التي تؤدي إلى الشلل في الوقت الحاضر، ويمكن أن تصيب هذه السموم الشخص الذي يقوم بتحضير السمكة وطهيها إذا ما لامس كبدها أو بطارخها (المبايض) أي جرح من أيدي الطباخ، كما يتسمم بها الشخص الذي يأكل تلك الأجزاء السامة.

كما وافانا المسؤول بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار محمد نجم الدين البرادعي، بالفوارق بين سمكتي (Lagocephalus lagocephalus) و(Lagocephalus sceleratus) التي يحصل التباس في التفريق بينهما وهي كالآتي:

  • وجود نقاط سوداء متساوية الحجم ظاهرة للعيان علي ظهر السمكة االبالون الأكثر خطورة "Lagocephalus sceleratus"

  • الزعنفة الظهرية للسمكة البالون المتداولة "Lagocephalus lagocephalus" اقرب الى الذيل منها عند النوع الخطير.

  • جسم النوع الأقل خطورة يميل الى الامتلاء أكثر من النوع الأكثر خطورة الذي يتميز يجسم اكثر امتدادا.

  • اشواك كثيرة تملأ مساحة البطن لدي النوع الأقل خطورة وهي اقل كثافة لدى النوع الخطير.

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.