نجيب البكوشي: تونس تحتاج إلى العقل السياسي الذي ينظر في الأفق وليس إلى عقل الخبير الذي ينظر من حوله

كتب الناشط السياسي نجيب البكوشي اصدارا على صفحته على الفايسبوك حيث قال:

"آخر حلقات مسلسل الضحك على الذقون، حكومة الشاب يوسف هي حكومة الشباب ويوسف الشاهد هو عنوان الشباب التونسي المنتفض من 17 ديسمبر 2010 إلى اليوم.

في سنّ السادسة يصطحبنا أوليائنا للمرّة الأولى والأخيرة أمام باب المدرسة العمومية لنبدأ رحلة مليونية على درب العلم والمعرفة، رحلة تحكمها نفس قوانين الإنتقاء الطبيعي الدارويني، في كلّ نهاية سنة دراسية تلفظ المدرسة جزءا من أقراننا، رحلة سيزيفيّة تمتدّ على مساحة عقدين من الزمن يصل بعدها بضع العشرات منّا منهكين أمام باب "الموظّف العام" وهناك تفاجأ بالشاب يوسف والعشرات من أقرانه، الذين إستأثروا بمفردهم بخدمة المصعد الإجتماعي، قد سبقوك ببدلاتهم الأنيقة وربطات عنقهم الجميلة، لهم ديبلومات مثلك ولكنها مرفقة برسائل خاصّة للموظّف العام، كُتبت قبل تاريخ ميلادهم توصي بتوظيفهم حالاّ. وظائف يوسف وأقرانه تولد قبلهم لضمان حسن سير نواميس عملية إعادة الإنتاج الإجتماعي والرمزي وديمومة القدر السوسيولوجي".

لا يختلف عاقلان، ما عدا المتملّقين والمتذلّلين طبعا، حول الأميّة السياسية للشاب يوسف الشاهد فالرجل لم نقرأ له ولم نسمع منه جملة مفيدة واحدة تتعلّق بالشأن العام، الأزمة في تونس هي أزمة سياسية بإمتياز وليست أزمة في نظام الري قطرة قطرة لنستنجد بخبير زراعي.

تونس تحتاج إلى العقل السياسي الذي ينظر في الأفق وليس إلى عقل الخبير الذي ينظر من حوله، صحيح أنّ الرؤية السياسيّة تتحدّد على ضوء التشخيص الّذي يقدّمه الخبير ولكنّها لا تقف عنده بل تتجاوزه لتحاول أن تجد أجوبة للأسئلة المعقّدة الّتي يطرحها الواقع، من هنا يبدأ الدور الطليعي للسياسي بإعتباره القاطرة الّتي تجرّ بقيّة عربات الجسم الإجتماعي والدليل الّذي يستشرف نقطة الضوء في نهاية النفق المظلم".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.